تحدي الفجوة بين الشباب والكبار
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/15 الساعة 00:53
لا يبدو هذا التحدي حاضراً بواقعية في ذهن صانعي القرار, فما زالت نفس الجمل تتردد وما زالت نفس الازمات تتصدر الى جيل جديد, تسلح بشهادة اكاديمية خالية من المعارف الحياتية والثقافة اللازمة لدخول معترك الحياة, فالحياة الجامعية مغلقة ومنغلقة, اما داخل اسوار محافظته التي نشأ فيها, واما داخل هوية عصبية داخل اسوار الجامعة, التي لم توفر على مدى عقود طويلة اي مساحة للثقافة السياسية والاجتماعية, بل وتم الغاء كل النشاطات الدامجة للشباب, فانتشر العنف الجامعي, وتراجعت مخرجات التعليم, مع الحفاظ على قدر مقبول من المعارف في?التخصصات العلمية, لذلك اشرت الى امتلاك الاردن لما اسميته حسب مفاهيم الريادة الجديدة «سوفت وير", مع امكانية اعادة تأهيل الشباب الذي حمل شهادة من الكليات الانسانية.
الصراع الجيلى بين القديم والحديث، بين الشباب الذي يخرج ليجد كل ما سمعه مجرد هراء فتمرد على الواقع أو ذهب الى الفراغ، لأنه وجد أن الكبار لا يعرفون كيف يحققون النهضة التي وعدوا بها، ودخلوا فى صراعات بينية تضيّع على البلاد طاقتها وقدرتها على الانطلاق, وأزعم أن هناك خطاً زمنياً يمكن تصوره بين أولئك «الكبار»، وأولئك «الصغار»، ولكن المعضلة أن الكبار يصدرون للصغار مشاكلهم، وينتجون تلاميذ لهم يسيرون على نهجهم.
فلم يجد الشباب نموذجاً يقتدون به, أو مساراً يمكن أن يحقق لهم أمانيهم دون الدخول في عباءة أحد الكهنة الكبار, أو أن يتدثر بعباءة فرعية أو تحت طربوش أضيق من مساحة الرأس, وبالمقابل يملك في يديه قطعة من بلاستيك تتيح له رؤية العالم كله, ويمكنه من خلال هذه القطعة أن يصنع عالمه الخاص ويعبّر عن رأيه الخاص, تارة باستنساخ تجارب الآخرين, وتارة بصنع تجربته الخاصة, التي لا يمتلك الكثير من المعارف لتنميتها أو تطويرها, فرأينا مبادرات خلاقة خرجت من قليل منهم, ورأينا حرائق اجتماعية ومهاترات وعنفاً من كثير منهم, ولا يجوز لنا?أن نبرئ انفسنا جميعا من هذا الاختلال.
لا يمكن القفز هنا عن فجوة داخل جيل الشباب نفسه, نتحمل نحن أيضاً وزرها بحكم ثقافتنا القديمة ونظرتنا للمرأة, فأنتجنا وعلمناهم, الصراع النوعي بين الذكور والإناث. هناك نزعة لا أريد أن أبالغ فيها بين الذكور للتقليل من شأن الإناث واعتبارهن كائنات أقل في القدرات الذهنية من الذكور, وحين تدخل في هذا الملف ستنصدم من حجم التقليل من الأنثى ومن حجم الاختلال في هذا الأمر, وعلينا أن نتذكر أن معهم حقاً, ففي الحفلات المختلطة, كنا نسمح لخمسة شبان أن يدخلوا إلى قاعة العائلات كما نطلق عليها لأن معهم فتاة واحدة فقط, وبذلك علمن?هم أن الأنثى مجرد اكسسوار فقط, ناهيك عما تعج به ثقافتنا ومناهجنا من تقزيم لدور المرأة.
نعيش لحظة حرجة, ومن يقلل من حجم الاختلال، يكون فعلاً لا يعرف ولا يراقب ولا يتابع, والأمل هو إنقاذ هؤلاء الجدد من أولئك القدامى بأن يدرك الأصغر سناً القوى الكامنة فيهم، وأن يستفيدوا من آراء وتوجهات الأكبر سناً دون أن يكونوا أسرى لصراعاتهم، وخلفياتهم وذواتهم المتضخمة.
هذه التحديات الثلاثة الرئيسة وطبعاً ثمة تحديات فرعية أو أقل تأثيراً من هذه التحديات الثلاثة, فعلينا أن نلتفت لها جيداً, وأن نسعى إلى معالجتها ليس بالشعارات بل بالخطوات العملية, وترسيم المسافة بين الديمقراطي والبيروقراطي, وردم فجوة الفقر على قاعدة التأهيل والتنمية, وادماج طاقة الشباب في مسننات الدولة. الرأي
omarkallab@yahoo.com
الصراع الجيلى بين القديم والحديث، بين الشباب الذي يخرج ليجد كل ما سمعه مجرد هراء فتمرد على الواقع أو ذهب الى الفراغ، لأنه وجد أن الكبار لا يعرفون كيف يحققون النهضة التي وعدوا بها، ودخلوا فى صراعات بينية تضيّع على البلاد طاقتها وقدرتها على الانطلاق, وأزعم أن هناك خطاً زمنياً يمكن تصوره بين أولئك «الكبار»، وأولئك «الصغار»، ولكن المعضلة أن الكبار يصدرون للصغار مشاكلهم، وينتجون تلاميذ لهم يسيرون على نهجهم.
فلم يجد الشباب نموذجاً يقتدون به, أو مساراً يمكن أن يحقق لهم أمانيهم دون الدخول في عباءة أحد الكهنة الكبار, أو أن يتدثر بعباءة فرعية أو تحت طربوش أضيق من مساحة الرأس, وبالمقابل يملك في يديه قطعة من بلاستيك تتيح له رؤية العالم كله, ويمكنه من خلال هذه القطعة أن يصنع عالمه الخاص ويعبّر عن رأيه الخاص, تارة باستنساخ تجارب الآخرين, وتارة بصنع تجربته الخاصة, التي لا يمتلك الكثير من المعارف لتنميتها أو تطويرها, فرأينا مبادرات خلاقة خرجت من قليل منهم, ورأينا حرائق اجتماعية ومهاترات وعنفاً من كثير منهم, ولا يجوز لنا?أن نبرئ انفسنا جميعا من هذا الاختلال.
لا يمكن القفز هنا عن فجوة داخل جيل الشباب نفسه, نتحمل نحن أيضاً وزرها بحكم ثقافتنا القديمة ونظرتنا للمرأة, فأنتجنا وعلمناهم, الصراع النوعي بين الذكور والإناث. هناك نزعة لا أريد أن أبالغ فيها بين الذكور للتقليل من شأن الإناث واعتبارهن كائنات أقل في القدرات الذهنية من الذكور, وحين تدخل في هذا الملف ستنصدم من حجم التقليل من الأنثى ومن حجم الاختلال في هذا الأمر, وعلينا أن نتذكر أن معهم حقاً, ففي الحفلات المختلطة, كنا نسمح لخمسة شبان أن يدخلوا إلى قاعة العائلات كما نطلق عليها لأن معهم فتاة واحدة فقط, وبذلك علمن?هم أن الأنثى مجرد اكسسوار فقط, ناهيك عما تعج به ثقافتنا ومناهجنا من تقزيم لدور المرأة.
نعيش لحظة حرجة, ومن يقلل من حجم الاختلال، يكون فعلاً لا يعرف ولا يراقب ولا يتابع, والأمل هو إنقاذ هؤلاء الجدد من أولئك القدامى بأن يدرك الأصغر سناً القوى الكامنة فيهم، وأن يستفيدوا من آراء وتوجهات الأكبر سناً دون أن يكونوا أسرى لصراعاتهم، وخلفياتهم وذواتهم المتضخمة.
هذه التحديات الثلاثة الرئيسة وطبعاً ثمة تحديات فرعية أو أقل تأثيراً من هذه التحديات الثلاثة, فعلينا أن نلتفت لها جيداً, وأن نسعى إلى معالجتها ليس بالشعارات بل بالخطوات العملية, وترسيم المسافة بين الديمقراطي والبيروقراطي, وردم فجوة الفقر على قاعدة التأهيل والتنمية, وادماج طاقة الشباب في مسننات الدولة. الرأي
omarkallab@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/15 الساعة 00:53