تعال نكشف لك كيف تدخل لأوكرانيا لتتطوع بارض الموت المجاني
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/14 الساعة 14:23
مدار الساعة ـــــ الانيحتل المرتزقة المتدفقين للمشاركة في الموت في بأوكرانيا صدارة التغطية مع دخول الهجوم الروسي أسبوعه الثالث. موت مجاني لنا فيها ناقة لكن فقط المشاهدة. لكن هناك من يرى ان على شبابنا ان يموت من اجل زرق العيون الزرقاء. هذا عنا نحن العرب. فماذا عن المقاتلين الأوروبيين، وكيف يصلون الى "الفيلق الدولي" ومدن أوكرانيا المحاصرة؟
يدخل الهجوم الروسي على أوكرانيا أسبوعه الثالث من دون وجود مؤشرات على قرب نهاية تلك الحرب التي تصفها روسيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، بينما تصفها أوكرانيا والغرب بأنها "غزو". وما بين التوصيفين يكمن جوهر الأزمة الأوكرانية التي هي بالأساس أزمة جيوسياسية.
تطورات الحرب اكثر من ان تذكر هنا لكن من أهم هذه التطورات هي دخول المرتزقة على خط القتال. بالنسبة الى المرتزقة من ذوي العيون الزرقاء - الاوروبيين - فيملكون كل الاسباب التي تجعلهم يستعجلون الموت في اوكرانيا قبل ان ينتقل اليهم. فماذا عن العين السود؟
تطورات الحرب اكثر من ان تذكر هنا لكن من أهم هذه التطورات هي دخول المرتزقة على خط القتال. بالنسبة الى المرتزقة من ذوي العيون الزرقاء - الاوروبيين - فيملكون كل الاسباب التي تجعلهم يستعجلون الموت في اوكرانيا قبل ان ينتقل اليهم. فماذا عن العين السود؟
تاليا القصة:
نشرت صحيفة New York Times الأمريكية تقريراً عنوانه "قطارات أوروبا تنقل المقاتلين إلى أوكرانيا وتعود باللاجئين"، رصد كيف عادت شبكة السكك الحديدية في القارة الأوروبية إلى سيرتها الأولى في زمن الحروب التي عانت منها القارة مراراً.
تاريخ السكك الحديدية في أوروبا
إذ انتعش عمل القطارات والسكك الحديدية بأوروبا في زمن الحروب الماضية. منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر فصاعداً، حملت القطارات الجنود من وإلى الخطوط الأمامية، وزوَّدت الجيش بالإمدادات في القتال، ولبَّت احتياجات الصراعات المحددة بالقارة. والأمر الأكثر كآبة هو أن النازيين استولوا على القطارات؛ لنقل ملايين يهود أوروبا إلى حيث قتلوهم في معسكراتٍ ببولندا التي احتلَّتها ألمانيا، وفي أماكن أخرى أيضاً.
وفي تسعينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأ الاتحاد الأوروبي في التوسع شرقاً وتوطيد السلام، أصبحت القطارات في المقابل وسيلةً رئيسيةً للتكامل الأوروبي.
أصبح التنقُّل عبر البلدان بالقطارات أحد طقوس العبور للشباب الأوروبيين الذين استمتعوا برحلات رخيصة بلا حدود، فيما كان لفترةٍ يُظَنُّ أنه تقدُّمٌ لا رجوع فيه. واستقلَّ العمال المهاجرون من الدول الأفقر بالاتحاد الأوروبي في الشرق القطارات إلى وظائف بالغرب حيث انفتح سوق العمل أمامهم.
والآن، يحوِّل الهجوم الروسي على أوكرانيا قطارات أوروبا ومحطات العصر الإمبراطوري المزخرفة إلى شبكة أزمة لاجئين جديدة، مما يضعها على أساس الحرب مرة أخرى. فتِحتْ ما لا يقل عن اثنتي عشرة شركة من شركات تشغيل السكك الحديدية المملوكة للدولة والقطاع الخاص خدماتها مجاناً للاجئين، وتُنشَر قطارات الشحن الخاصة بهم لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا.
ففي الليلة الثانية عشرة من الحرب، على منصة بمحطة القطار المركزية في براغ، التقى فيتالي سلوبوديانيوك وفولوديمير كوتسيوبا للمرة الأولى.
كان لديهم قليل من الأشياء المشتركة: كلاهما أوكراني يعمل في مواقع البناء بجمهورية التشيك. في ذلك المساء البارد، استقل كلاهما قطاراً عائدَين إلى أوكرانيا للانضمام إلى القتال ضد الجيش الروسي.
كان سلوبوديانيوك، جندي سابق يبلغ من العمر 47 عاماً، وكوتسيوبا، وهو خريج جامعي يبلغ من العمر 35 عاماً، يتقاسمان مقصورة أنيقة في قطار النوم من براغ إلى مدينة برزيميسل الحدودية البولندية الأوكرانية، وهما ملتصقان ببعضهما، على الرغم من أن معظم العربات كانت فارغة تقريباً. ضحك كوتسيوبا قائلاً: "أصبحنا صديقين الآن".
بين التشيك وبولندا وتفاصيل الرحلة
كان القطار، الذي تديره شركة RegioJet التشيكية الخاصة، في مهمة خاصة بتلك الليلة وكل ليلة. لقد حمل المساعدات الإنسانية إلى الحدود، إضافة إلى حفنة من الأشخاص، المقاتلين المتطوعين والأوكرانيين المقيمين في براغ الذين هرعوا إلى الحدود البولندية الأوكرانية للقاء أفراد عائلاتهم الفارين. في طريق العودة، أخذ القطار اللاجئين إلى قلب أوروبا، بعيداً عن أوكرانيا والحرب، وأعمق في النزوح المفتوح.
تقدم شركة Deutsche Bahn الألمانية، بالتعاون مع خطوط السكك الحديدية الأوروبية الرئيسية الأخرى مثل ICE وTGV وThalys، الآن سفراً مجانياً عبر القارة للأشخاص الفارين من أوكرانيا إلى ألمانيا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا وبولندا وجمهورية التشيك والنمسا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا وإيطاليا. وتقوم شركة Deutsche Bahn أيضاً بوضع الطعام والماء والأدوات الصحية في قطارات الشحن التابعة لها وإرسالها إلى أوكرانيا.
في يوم الإثنين 7 مارس/آذار، على متن قطار RegioJet المسائي من براغ إلى محطة برزيميسل البولندية، المحطة الأخيرة قبل لفيف في غرب أوكرانيا، كانت المقصورات القليلة المشغولة تحمل قصصاً عديدة عن حسرة القلب والتضحية.
"سننتظر في برزيميسل لمدة أربع ساعات، ثم سنلحق بالقطار إلى لفيف"، مشيراً إلى المدينة الأوكرانية الغربية التي تعد عقدة رئيسية في نظام السكك الحديدية بالبلاد والتي تعد حالياً ملاذاً آمناً للاجئين الفارين في القطارات.
كان سلوبوديانيوك، الجندي السابق، وهو رجل نحيل ذو شعرٍ قصير وذراعين ممتلئتين، متوجهاً إلى منزله في فينيتسا بوسط أوكرانيا للانضمام إلى زوجته وابنتيه التوأمين وحفيده البالغ من العمر ثلاث سنوات. وقال إن آخر مرة حمل فيها سلاحاً كانت في عام 2016، في ماريوبول، المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا والتي استهدفها الانفصاليون المدعومون من روسيا. وكان على استعداد لفعل ذلك مرة أخرى.
قال وهو يشبّك يديه المشدودتين: "أنا خائف، الجميع خائفون. الخوف في كل مكان حولنا. نأمل أن ينتهي هذا قريباً".
كان زميله المسافر، كوتسيوبا، متوجهاً إلى مدينة سلافوتا بغرب أوكرانيا حيث لا تزال والدته وجدته. كان يترك زوجته وابنتيه في براغ. قال: "زوجتي قالت لا أريدك أن تغادر". وأضاف: "أثناء وجودها بالعمل، اصطحبت الأطفال في نزهة على الأقدام طوال اليوم، وقمنا بإعداد البيتزا. ثم اتصلت بزوجتي وأخبرتها بأنني على متن القطار".
وقال سلوبوديانيوك وكوتسيوبا إنهما انتظرا حتى يوم الدفع للذهاب إلى أوكرانيا، ووجدا صعوبةً في التركيز على أيِّ شيءٍ آخر منذ بدء الحرب. وقال كوتسيوبا: "لمدة 12 يوماً من الحرب الآن، كان من المستحيل العمل، لأنك ترى الأخبار، أنت دائماً تفكر في الحرب".
وأضاف: "إنه خياري، ليس خيار والدي، وليس أمي، وليس زوجتي"، كما لو كان لا يزال يقنع نفسه بأنه كان يقوم بالفعل الصحيح.
مأوى مؤقت
كانت محطة برزيميسل التي تعود للقرن التاسع عشر، بثُرياتها الذهبية وممراتها المقوسة، تعجُّ بالعائلات التي فرَّت من أوكرانيا وقامت برحلةٍ بطيئة عبر معبر حدودي مزدحم إلى بولندا، في درجات حرارة أقل من درجة التجمُّد.
فر أكثر من 2.5 مليون شخص من أوكرانيا منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط، وهو رقم مذهل في فترة وجيزة بشكل لا يصدَّق، معظمهم إلى بولندا، وفقاً للسلطات المحلية ووكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ونصف اللاجئين من الأطفال.
أصبحت مدينة برزيميسل الصغيرة نقطة دخول رئيسية لمئات الآلاف من اللاجئين في غضون أسبوعين، وتحولت إلى مركز عمليات ومأوى مؤقت للأشخاص الجياع المنهكين الفارين من أوكرانيا. فجَّر المتطوعون بالونات على شكل كلب للترفيه عن الأطفال. ووزَّعت الراهبات الطعام. وقام المساعدون الناطقون بالأوكرانية بتوجيه الناس إلى القطارات التي ستنقلهم إلى منازل جديدة، وتنقلهم إلى أماكن أعمق في قلب أوروبا.
على متن قطار RegioJet، عائداً إلى براغ، القطار نفسه الذي عبر بهدوءٍ عبر سهول التشيك وبولندا، وجلب المقاتلين إلى الحدود، هناك نحو 400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال من جميع الأعمار، تقدموا ببطء إلى مقصورات مخملية زرقاء.
بعد أيام على الطريق، نزعوا معاطفهم وخلعوا أحذيتهم. سُلِّمَت لهم أكواب شاي ساخنة وبطانيات ناعمة ووجبات دافئة. بالنسبة لمعظم الناس، كانت هذه هي اللحظة الأولى للراحة والتفكير والأمان بعد أيام من السفر عبر أوكرانيا إلى بولندا.
وعندما انطلق القطار من الرصيف، هدأت بعض الحجرات، وكان الركاب يحدقون ببعضهم البعض أو يخرجون من النافذة. سرعان ما أظلم عدد قليل منهم حجراتهم، ونام الركَّاب المرهقون. وكان آخرون يضجون بأطفال صغار تحرروا أخيراً من الملابس الثقيلة والخوف، ويلعبون على الأسرَّة المكوَّنة من طابقين.
ينضم العديد من الأوكرانيين الفارين إلى أفراد عائلاتهم وأصدقائهم الذين يعيشون ويعملون بالفعل في الاتحاد الأوروبي. تشير التقديرات الأخيرة إلى أن عدد المهاجرين الأوكرانيين في الاتحاد الأوروبي يبلغ نحو 2.7 مليون.
لكن السبت 12 مارس/ آذار، أعلنت الدول المجاورة لبولندا تراجع أعداد اللاجئين إليها من أوكرانيا وذلك في الوقت الذي تبذل فيه الحكومات وجماعات المتطوعين جهوداً مضنية لتوفير المأوى لنحو 2.6 مليون لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال، فروا منذ بدء الهجوم الروسي.
وما زال اللاجئون يَصلون إلى الدول المجاورة بعد التدفق الذي زاد على طاقة جماعات المتطوعين والمنظمات غير الحكومية والسلطات في المناطق السكانية الحدودية في شرق أوروبا والمدن الكبيرة التي يتجه إليها معظم اللاجئين، بحسب رويترز.
وذكرت قوات حرس الحدود البولندية أن 76200 شخص وصلوا من أوكرانيا، الجمعة 11 مارس/آذار، بانخفاضٍ نسبته 12% بالمقارنة بالعدد المسجل في اليوم السابق. وأعلنت الشرطة السلوفاكية عن انخفاض مماثل تقريباً إلى 9581 شخصاً، وانخفض عدد من وصلوا إلى رومانيا بنسبة 22% إلى 16348 لاجئاً.
تاريخ السكك الحديدية في أوروبا
إذ انتعش عمل القطارات والسكك الحديدية بأوروبا في زمن الحروب الماضية. منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر فصاعداً، حملت القطارات الجنود من وإلى الخطوط الأمامية، وزوَّدت الجيش بالإمدادات في القتال، ولبَّت احتياجات الصراعات المحددة بالقارة. والأمر الأكثر كآبة هو أن النازيين استولوا على القطارات؛ لنقل ملايين يهود أوروبا إلى حيث قتلوهم في معسكراتٍ ببولندا التي احتلَّتها ألمانيا، وفي أماكن أخرى أيضاً.
وفي تسعينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأ الاتحاد الأوروبي في التوسع شرقاً وتوطيد السلام، أصبحت القطارات في المقابل وسيلةً رئيسيةً للتكامل الأوروبي.
أصبح التنقُّل عبر البلدان بالقطارات أحد طقوس العبور للشباب الأوروبيين الذين استمتعوا برحلات رخيصة بلا حدود، فيما كان لفترةٍ يُظَنُّ أنه تقدُّمٌ لا رجوع فيه. واستقلَّ العمال المهاجرون من الدول الأفقر بالاتحاد الأوروبي في الشرق القطارات إلى وظائف بالغرب حيث انفتح سوق العمل أمامهم.
والآن، يحوِّل الهجوم الروسي على أوكرانيا قطارات أوروبا ومحطات العصر الإمبراطوري المزخرفة إلى شبكة أزمة لاجئين جديدة، مما يضعها على أساس الحرب مرة أخرى. فتِحتْ ما لا يقل عن اثنتي عشرة شركة من شركات تشغيل السكك الحديدية المملوكة للدولة والقطاع الخاص خدماتها مجاناً للاجئين، وتُنشَر قطارات الشحن الخاصة بهم لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا.
ففي الليلة الثانية عشرة من الحرب، على منصة بمحطة القطار المركزية في براغ، التقى فيتالي سلوبوديانيوك وفولوديمير كوتسيوبا للمرة الأولى.
كان لديهم قليل من الأشياء المشتركة: كلاهما أوكراني يعمل في مواقع البناء بجمهورية التشيك. في ذلك المساء البارد، استقل كلاهما قطاراً عائدَين إلى أوكرانيا للانضمام إلى القتال ضد الجيش الروسي.
كان سلوبوديانيوك، جندي سابق يبلغ من العمر 47 عاماً، وكوتسيوبا، وهو خريج جامعي يبلغ من العمر 35 عاماً، يتقاسمان مقصورة أنيقة في قطار النوم من براغ إلى مدينة برزيميسل الحدودية البولندية الأوكرانية، وهما ملتصقان ببعضهما، على الرغم من أن معظم العربات كانت فارغة تقريباً. ضحك كوتسيوبا قائلاً: "أصبحنا صديقين الآن".
بين التشيك وبولندا وتفاصيل الرحلة
كان القطار، الذي تديره شركة RegioJet التشيكية الخاصة، في مهمة خاصة بتلك الليلة وكل ليلة. لقد حمل المساعدات الإنسانية إلى الحدود، إضافة إلى حفنة من الأشخاص، المقاتلين المتطوعين والأوكرانيين المقيمين في براغ الذين هرعوا إلى الحدود البولندية الأوكرانية للقاء أفراد عائلاتهم الفارين. في طريق العودة، أخذ القطار اللاجئين إلى قلب أوروبا، بعيداً عن أوكرانيا والحرب، وأعمق في النزوح المفتوح.
تقدم شركة Deutsche Bahn الألمانية، بالتعاون مع خطوط السكك الحديدية الأوروبية الرئيسية الأخرى مثل ICE وTGV وThalys، الآن سفراً مجانياً عبر القارة للأشخاص الفارين من أوكرانيا إلى ألمانيا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا وبولندا وجمهورية التشيك والنمسا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا وإيطاليا. وتقوم شركة Deutsche Bahn أيضاً بوضع الطعام والماء والأدوات الصحية في قطارات الشحن التابعة لها وإرسالها إلى أوكرانيا.
في يوم الإثنين 7 مارس/آذار، على متن قطار RegioJet المسائي من براغ إلى محطة برزيميسل البولندية، المحطة الأخيرة قبل لفيف في غرب أوكرانيا، كانت المقصورات القليلة المشغولة تحمل قصصاً عديدة عن حسرة القلب والتضحية.
"سننتظر في برزيميسل لمدة أربع ساعات، ثم سنلحق بالقطار إلى لفيف"، مشيراً إلى المدينة الأوكرانية الغربية التي تعد عقدة رئيسية في نظام السكك الحديدية بالبلاد والتي تعد حالياً ملاذاً آمناً للاجئين الفارين في القطارات.
كان سلوبوديانيوك، الجندي السابق، وهو رجل نحيل ذو شعرٍ قصير وذراعين ممتلئتين، متوجهاً إلى منزله في فينيتسا بوسط أوكرانيا للانضمام إلى زوجته وابنتيه التوأمين وحفيده البالغ من العمر ثلاث سنوات. وقال إن آخر مرة حمل فيها سلاحاً كانت في عام 2016، في ماريوبول، المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا والتي استهدفها الانفصاليون المدعومون من روسيا. وكان على استعداد لفعل ذلك مرة أخرى.
قال وهو يشبّك يديه المشدودتين: "أنا خائف، الجميع خائفون. الخوف في كل مكان حولنا. نأمل أن ينتهي هذا قريباً".
كان زميله المسافر، كوتسيوبا، متوجهاً إلى مدينة سلافوتا بغرب أوكرانيا حيث لا تزال والدته وجدته. كان يترك زوجته وابنتيه في براغ. قال: "زوجتي قالت لا أريدك أن تغادر". وأضاف: "أثناء وجودها بالعمل، اصطحبت الأطفال في نزهة على الأقدام طوال اليوم، وقمنا بإعداد البيتزا. ثم اتصلت بزوجتي وأخبرتها بأنني على متن القطار".
وقال سلوبوديانيوك وكوتسيوبا إنهما انتظرا حتى يوم الدفع للذهاب إلى أوكرانيا، ووجدا صعوبةً في التركيز على أيِّ شيءٍ آخر منذ بدء الحرب. وقال كوتسيوبا: "لمدة 12 يوماً من الحرب الآن، كان من المستحيل العمل، لأنك ترى الأخبار، أنت دائماً تفكر في الحرب".
وأضاف: "إنه خياري، ليس خيار والدي، وليس أمي، وليس زوجتي"، كما لو كان لا يزال يقنع نفسه بأنه كان يقوم بالفعل الصحيح.
مأوى مؤقت
كانت محطة برزيميسل التي تعود للقرن التاسع عشر، بثُرياتها الذهبية وممراتها المقوسة، تعجُّ بالعائلات التي فرَّت من أوكرانيا وقامت برحلةٍ بطيئة عبر معبر حدودي مزدحم إلى بولندا، في درجات حرارة أقل من درجة التجمُّد.
فر أكثر من 2.5 مليون شخص من أوكرانيا منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط، وهو رقم مذهل في فترة وجيزة بشكل لا يصدَّق، معظمهم إلى بولندا، وفقاً للسلطات المحلية ووكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ونصف اللاجئين من الأطفال.
أصبحت مدينة برزيميسل الصغيرة نقطة دخول رئيسية لمئات الآلاف من اللاجئين في غضون أسبوعين، وتحولت إلى مركز عمليات ومأوى مؤقت للأشخاص الجياع المنهكين الفارين من أوكرانيا. فجَّر المتطوعون بالونات على شكل كلب للترفيه عن الأطفال. ووزَّعت الراهبات الطعام. وقام المساعدون الناطقون بالأوكرانية بتوجيه الناس إلى القطارات التي ستنقلهم إلى منازل جديدة، وتنقلهم إلى أماكن أعمق في قلب أوروبا.
على متن قطار RegioJet، عائداً إلى براغ، القطار نفسه الذي عبر بهدوءٍ عبر سهول التشيك وبولندا، وجلب المقاتلين إلى الحدود، هناك نحو 400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال من جميع الأعمار، تقدموا ببطء إلى مقصورات مخملية زرقاء.
بعد أيام على الطريق، نزعوا معاطفهم وخلعوا أحذيتهم. سُلِّمَت لهم أكواب شاي ساخنة وبطانيات ناعمة ووجبات دافئة. بالنسبة لمعظم الناس، كانت هذه هي اللحظة الأولى للراحة والتفكير والأمان بعد أيام من السفر عبر أوكرانيا إلى بولندا.
وعندما انطلق القطار من الرصيف، هدأت بعض الحجرات، وكان الركاب يحدقون ببعضهم البعض أو يخرجون من النافذة. سرعان ما أظلم عدد قليل منهم حجراتهم، ونام الركَّاب المرهقون. وكان آخرون يضجون بأطفال صغار تحرروا أخيراً من الملابس الثقيلة والخوف، ويلعبون على الأسرَّة المكوَّنة من طابقين.
ينضم العديد من الأوكرانيين الفارين إلى أفراد عائلاتهم وأصدقائهم الذين يعيشون ويعملون بالفعل في الاتحاد الأوروبي. تشير التقديرات الأخيرة إلى أن عدد المهاجرين الأوكرانيين في الاتحاد الأوروبي يبلغ نحو 2.7 مليون.
لكن السبت 12 مارس/ آذار، أعلنت الدول المجاورة لبولندا تراجع أعداد اللاجئين إليها من أوكرانيا وذلك في الوقت الذي تبذل فيه الحكومات وجماعات المتطوعين جهوداً مضنية لتوفير المأوى لنحو 2.6 مليون لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال، فروا منذ بدء الهجوم الروسي.
وما زال اللاجئون يَصلون إلى الدول المجاورة بعد التدفق الذي زاد على طاقة جماعات المتطوعين والمنظمات غير الحكومية والسلطات في المناطق السكانية الحدودية في شرق أوروبا والمدن الكبيرة التي يتجه إليها معظم اللاجئين، بحسب رويترز.
وذكرت قوات حرس الحدود البولندية أن 76200 شخص وصلوا من أوكرانيا، الجمعة 11 مارس/آذار، بانخفاضٍ نسبته 12% بالمقارنة بالعدد المسجل في اليوم السابق. وأعلنت الشرطة السلوفاكية عن انخفاض مماثل تقريباً إلى 9581 شخصاً، وانخفض عدد من وصلوا إلى رومانيا بنسبة 22% إلى 16348 لاجئاً.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/14 الساعة 14:23