لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ
الله الذي خلق السموات والأرض ومن فيهن من مختلف أنواع مخلوقاته التي نعرفها والتي لا نعرفها (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (السجدة: 4)). خلق الله السماء الدنيا وما فيها من قمر وشمس وكواكب ونجوم ومجرَّات ... إلخ في فضاء واسع وشاسع لا حدود له وكل ذلك تحتويه كرة السماء الدنيا. ومثل هذه الكرة وفضائها وما فيها خلق السماء الثانية وكذلك خلق السماء الثالثة ... والسابعة كرات فوق بعضهن البعض. وفوق ذلك كله خلق كُرْسِيُّهُ (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة: 255)). فلنتخيل جميعاً كم كبر وسعة هذا الكرسي الذي يحتوي تحته كرات السموات السبع والأرض. فمهما بلغ هذا الإنسان البسيط من ذكاء خارق وقدرات علمية وتصنيعية نووية وغيرها فالله خلقه وبدأ خلقه من أديم الأرض، من طين، أي جزء بسيط جداً من الكرة الأرضية التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وما حجمها لو قارناها بمواقع النجوم وليس النجوم (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة: 75 و 76)). علاوة على أن هناك مخلوقات في السموات السبع والأرضين السبع غيرنا، بالطبع غير الجن والملائكة والنباتات والحيوانات والطيور والكائنات البحرية التي نعرفها إلاَّ أننا لا نعرف مواصفاتها وقدراتها (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (الشورى: 29)). وبناءً على ما تقدم فقول الله تعالى حق (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (غافر: 57)).