النفط يزاحم التكنولوجيا

 

ووصلت القيمة السوقية لشركة أرامكو إلى أكثر من 2.3 تريليون دولار، بينما انحدرت القيمة السوقية لـ آبل إلى نحو 2.6 تريليون دولار، ما جعل الفجوة بين الشركتين تضيق إلى حد كبير مقارنة مع الوضع السابق قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا وما تسبب به من ارتفاع حاد في أسعار النفط والطاقة عمومًا.

 

شركة "أرامكو" السعودية العملاقة للنفط تسعى إلى تضييق الفجوة مع شركة "آبل" الأمريكية للإلكترونيات للحصول على لقب "أعلى شركات العالم قيمةً سوقية"، مستفيدة من انعكاس التطورات على الساحة العالمية وزيادة أسعار النفط بشكل حاد.

 

وعلى الرغم من أن أرامكو لا تزال بعيدة بأكثر من 10% عن استعادة المركز الأول، فإن الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة مع اتجاه الدول إلى فرض عقوبات على النفط الروسي زاد من فرص الشركة السعودية.

 

توقعات لـ"دفعة كبيرة" في الأرباح

في حديث مع وكالة Bloomberg الأمريكية، قال مازن السديري، رئيس إدارة الأبحاث في شركة الراجحي المالية أن "الجميع يريد التمسك بالسلع (النفط)"، وفي ظل وصول سعر النفط إلى 30 دولاراً للبرميل، فإن أرباح أرامكو -المستحقة في وقت لاحق من هذا الشهر- من المقرر أن تشهد دفعة كبيرة، ما يمنح شركة النفط العملاقة مجالاً لزيادة أرباحها.

 

وفي هذا الصدد يُشار إلى أن الشركة السعودية "أرامكو" حصلت سابقًا على لقب الشركة ذات أكبر قيمة سوقية في العالم، لكن آخر مرة حملت فيها أرامكو هذا اللقب كان لمدةٍ وجيزة في سبتمبر/أيلول 2020، عندما كانت الأسواق العالمية في طور التعافي من الصدمة الأولى لجائحة كورونا.

 

لكن منذ ذلك الحين، كانت أعلى قيمة سوقية هي لصالح شركة "آبل" في غالب الأحيان، ما عدا بضعة أسابيع في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عندما تراجعت أرباح شركة آبل وصعدت أسهم شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات إلى المركز الأول.

 

ومع ذلك، فإنه مع بحث المستثمرين عن أجود الأسهم أداءً في الأسواق المتقلبة، كان بعضهم ينظر عادة إلى شركة آبل على أنها ملاذ نسبي للنجاة من هذه التقلبات، لا سيما وأن سهمها هو أفضل الأسهم أداءً بين شركات التكنولوجيا العملاقة هذا العام، مع انخفاض قيمة سهمه بنسبة 9 % فقط متجاوزاً التراجع بنسبة 17 % في مؤشر بورصة ناسداك 100 الأمريكي.

 

وفي هذا السياق يشار إلى أن أسهم شركة آبل سجلت ارتفاعًا بنسبة 2.7 % في التعاملات المبكرة الخميس 10 مارس/آذار 2022، وسط انتعاش واسع في السوق، في حين هبط سهم أرامكو بنسبة 2.9 % مع انخفاض أسعار النفط بعد 3 أيام من المكاسب الحادة.