ذوقان عبيدات يكتب: لجان روتينية لإصلاح التعليم
بقلم: د. ذوقان عبيدات
اتصل بي د. مهنّد العزّة مستغربا عدم وجودي في لجنة إصلاح التعليم. وكذلك فعل د. مصطفى حمارنة.. لا أدري على أي أساس بنَيا هذه التوقعات؟ حاولت تقليدهما فاتصلت بالدكتورمحيي الدين توق والدكتور إبراهيم بدران متوقّعا وجودهما. واتصلت بحسني عايش والدكتور محمود المسّاد أيضا. وكانت توقعاتي خائبة تماما. فكل من كتب بالإصلاح التربوي ووضع استراتيجيات وقدّم رؤى تم استثناؤه من اللجنة!!
لا أقول إذن: عن أي إصلاح يتحدثون؟! ولا أقول: إن توقعاتي ساذجة – مع أنها كذلك - لكن من اهتم بالإصلاح التربوي، وكتب نظريات وخططا فيه - وأنا من بينهم - فمن حقي وحقهم أن يكونوا في لجنة تسمّى إصلاحا !!
بعيدا عن أصحاب الرؤى الإصلاحية، وبعيدا عن المهتمين بالتعليم، نسأل: من أين تُعدّون أعضاء هذه اللجان ما دام أحد منهم لم يعرف عنه أي اهتمام تربوي!! وما معاييركم؟ كل أردني – ما عدا من اختار اللجنة – وربما "المخاتير"!! وليس المختارون في هذه اللجان يعرفون كيف تُشَكّل اللجان، وما مواصفاتُها؟!
الأمر المحيّر، هو أن التعليم في تراجع، ونعاني من فقر إداري وتعليمي وتحصيلي وفكري ووطني، وأن هذا الوضع هو نتيجة جهود من قادوا التعليم: وزراء، وأمناء، وأعضاء مجالس، وأوصلوه إلى هذه الدرجة!! فما الذي يتوقعه مشكّلُ اللجان من أفراد – لم يكتب أي منهم مقالة عن التعليم - ولم نسمع له حديثا عن التعليم، أو تحليلا لموقف تعليمي - باستثناء ظهور محدود لسيدة؟!!
من سيوحي لهؤلاء وبعضهم تربوي غير تربوي، وبعضهم غير تربوي أصلا !! ما الفكر المتوقع من هؤلاء؟ وما مصادرهم؟ ولماذا بالذات؟ فكل ما يحتاجه التعليم من إصلاح قد قيل من غير هؤلاء. فما الذي سيقوله من لم يعرف عنهم أي نشاط ؟ لماذا نختار اللجان عمدا من غير ذي صلة، أو غير ذي اهتمام؟
وزير قاد التعليم مرات ومرات، وآخرون تعاقبوا، وعديدون سيطروا على المجالس والساحات أكثر من عشر سنوات !! ما الذي سيبتكرونه اليوم؟
قال الملك: التعليم في تراجع، ونريد إعادة الألق إلى التعليم. وكان جوابكم أن أحضرتم معظم المسؤولين عن تدهور التعليم وتعتيمه ليعيدوا له الألق!
فأبشر بطول سلامة يا تعليم! ما دام متنفذٌ ما يحضر أصدقاءه ومعارفه، ويحشرهم جميعا بلجان الإصلاح. حين قالوا: الإصلاح في تغيير النهج الإداري والأخلاقي كان معهم كل الحق!!
أعتذر من صديق وصديقة في اللجنة!!