لاجئون بعيون زرقاء

مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/06 الساعة 11:45
بقلم: د . زايد حماد غيث تتلخص المبادئ الأساسية للعمل الانساني في الإنسانية ، عدم التحيز، والحياد، والاستقلال، والخدمة التطوعية، والوحدة، والعالمية، هذه المبادئ يتم العمل بها عند تقديم المساعدة للمحتاجين أثناء النزاعات المسلحة وفي حالة الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى . وإذ نعيد تأكيد مبادئ المساواة وعدم التمييز الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإذ نشجع على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز من أي نوع سواء على أساس العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الملكية أو المولد أو أي وضع آخر . المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية، والتمييز العنصري، وكره الأجانب، وما يتصل بذلك من تعصب الامم المتحدة 2003 لا شك أن تقديم المساعدات الإنسانية للإجئين أو النازحين الاوكرانيين بكافة أشكاله وأنواعه واجب إنساني حالها كحال اللاجئين والنازحين في أغلب دول العالم مثل سوريا والعراق وافغانستان وفلسطين وبورما وأفريقيا لا نفرق بين أحد منهم والجميع بالقانون الإنساني متساوون في تقديم الخدمات الإنسانية لهم . حالة التعاطف والدعم للحالة الإنسانية الاوكرانيه هي ردة فعل طبيعة تجاه قضية إنسانية فمثلا في بداية اللجوء السوري كانت هناك حالة تعاطف كبيرة وواسعة من المجتمع المحلي المضيف أو العربي أو المجتمع الدولي وهذا الأمر يحدث في أغلب النوازل في بداياتها ثم ما يلبث أن يتراجع هذا التعاطف والدعم بالعامل الزمني للأزمات والكوارث . ولكن السقطة والصدمة كانت في التصريحات التي خرجت من بعض المراسلين أو العاملين أو المسؤولين وطريقة تعاطفهم مع الأزمة الأوكرانية (من تلك التصريحات عيون زرقاء وهم بيض وشعرهم أشقر وهم متحضرون هذه أوروبا وليست ألعراق وأفغانستان ليسوا لاجئين سوريين أوكرانيا دولة شبة أوروبية هم أذكياء ومثقفون وبعضهم مبرمجون ) والتي تنم عن تمييز عرقي وعنصري وقومي غريب يعود بنا هذا التمييز إلى جذور كانت موجود من قبل فمثلا كان الألمان ينحازون للعرق والدم الألماني ولا أريد الخوض في أثر الفكر الفلسفي في حقوق الإنسان أو الثورات العالمية . وأود الاشارة هنا إلى ان بعض اللاجئين السوريين مثلا تم رفض طلبات الهجرة لهم من دول أوروبية والسبب كان أنهم حاصلون على شهادات دكتوراه ولا أود الحديث عن الإنتقائية في إختيار اللاجئين الذين تم منحهم حق اللجوء إلى دول أوروبا وأرى من المعيب ان نتحدث عن لون العيون والبشرة والشعر ومكان الميلاد والدين الثقافة رغم أننا أمام لاجئين من سوريا والعراق وافغانستان لديهم من المواصفات ما يوازي الاوروبيين ولكن هذا الكلام لا يصلح في مصطلح ومفردات القانون الدولي الانساني وحقوق الانسان . اللاجئ السوري مثلا حاله كحال اللاجئ الاوكراني فهم هاربون من القصف الروسي فكيف لنا أن نميز بينهم على أساس عرقي , هل الصواريخ عندما تنهال وتسقط عليهم تستطيع التمييز بينهم سؤال برسم الإجابة . بكل تاكيد ما صرح به البعض لا ينطبق على الجميع وقد يكون البعض لم يعتاد أن يسمع من قبل عن اللاجئين إلا في دول آسيا وأفريقيا . مفهوم العمل الإنساني وتطبيق الفكر الإنساني لا يكون إلا بالنوازل والواقع العملي أما التنظير والحديث عن الحقوق فهذا من السهل أن يتحدث الجميع به وأن حماية وصون وحفظ الكرامة الإنسانية هدف نبيل قد لا يرتقي إليه بعض الناس . لا يوجد في العمل الإنساني لاجئ بعيون زرقاء او سوداء أو لاجئ بشرته بيضاء أو سوداء أو لاجئ يتحدث العربية أو الإنجليزية أو لاجئ مثقف أوغير مثقف أو لاجئ ذكر أو أنثى أو مسلم أو مسيحي ولا يوجد لاجئ من آسيا او أفريقيا أو أوروبا أو أمريكيا بل يوجد كرامة ونفس بشرية يجب الحفاظ عليها وتكريمها وصونها فهذه هي الإنسانية .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/06 الساعة 11:45