ذوقان عبيدات يكتب: عائشة الرازم والمسؤولية الحكومية
نشرت الشاعرة عائشة الخواجة الرازم في جريدة الدستور عدد الخميس 3/3/ 2022 مقالة بعنوان الشباب عند د. ذوقان عبيدات. هالها ما جرى لمنهاج بناء الشباب سنة 1999 الذي أعد في وزارة الشباب، حيث لم يلتفت له أحد، وهالني شخصياً اهتمام د.عائشة الخواجا وذاكرتها الدقيقة، ورؤيتها المستقبلية للشباب، وحرصها على عدم التلاعب بالمشروعات الجادة.. أطمئنك سيدتي أنه غدا مثار سخرية الوزير يومها، حيث كان يتندر قائلاً : " قال منهاج الشباب قال! فيضحك و يُضحك منافقيه يومها.
إن المنهاج المذكور رسم صورة مستقبلية للشباب الأردني، ورفع الشعارات الآتية:
- إذا لم نتحدث إلى الشباب سيتحدث معهم غيرنا، ولن نعرف من المتحدث. ولكننا نعرف بماذا سيتحدث..
- ندرب الشباب على المهارات التي لم يتدربوا عليها في المدرسة والجامعة..
- نطلق عقول شبابنا نحو المستقبل.
وقد وضع يومها إطار تنفيذي، تمثل بإيجاد هيئة شبابية أهلية لا علاقة لجهة رسمية بها. وتم وضع منهاج بالمهارات الآتية:
- حل المشكلات دون استخدام العنف، ووفق قاعدة رابح- رابح.
- الاستماع إلى الشباب بدلاً من التحدث إليهم.
- آليات المطالبة بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
- مفاهيم سيادة القانون.
- مهارات العيش في عالم متغير.
- مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي.
وهكذا، لم يدرك الوزير الذي لا أدري من أين أتوا به، وكان مهتماً بإحضار نجار فجر ليل ما لتغيير قفل باب مكتب من أعد هذا المنهاج!!
بقي خطاب الوزير والحكومة وغيرها مركزاً على أن الشباب ثلثي المجتمع، وأنهم "رجال" المستقبل، وحيّ النشامى.
وعادت نشاطات الشباب في دهن رصيف، وجمع أكياس البلاستيك في نكوص وتراجع شديد عما حققته الوزارة! لم يطالب أحد من الدولة بتطبيق المنهاج أو كلف نفسه عناء السؤال عنه!! وهكذا، رفعت وزارة الشباب شعار الدولة ( الحكومة والمجتمع) الذي يقول:
ما دام الأمر على ما اعتدناه يسير، فلماذا التطوير؟ وبقي المدعو " لا أحد" هو المسؤول عن تطوير الشباب وبنائه!!
استمر التراجع، وتعاقب عدد من الوزراء عابري السبيل، رافعي شعار : سكّن تسلم. يقودون أكثر مرافقنا حيوية. النوادي، المعسكرات، المراكز الشبابية، المدن الرياضية. بقي الأمر ساكناً حتى مجيء د. فارس بريزات وزيراً للشباب حيث شكل فريقاً وطنياً مهنياً برئاسة كاتب هذه المقالة، ووضع " الفريق" منهاجاً حداثياً – كاد أن يبدأ بالتطبيق لولا تغير الوزير!
ذهب الوزير، جاء الوزير، والمنهاج الآن منذ شهور طويلة في عهذة الوزير الجديد، الذي أبدى دعماً ظاهرياً واضحاً ، وعرض المنهاج على عدة لجان – لست أدري ضماناً للجودة وهذا محتمل، أم حذراً وهذا محتمل، أم شراء للوقت، وهذا أرجو أن لا يكون محتملاً!!
المهم: سيداتي سادتي.
المنهاج الآن في أيدي أصحاب القرار، ينتظر السماح بالبدء بإعداد المواد والحقائب التدريبية الشاملة والتي ستنقل الشباب إلى المستقبل.
سيدتي الشاعرة،
دعينا نخاطب المسؤولين شعراً ونثراً، لعل أحداً ما يأذن بالبدء!! فلا أظن أن عشرين سنة قادمة ستفقدنا المنهاج الجديد وأن شبابنا سيتعرضون ثانية لفكر متطرف اختطفهم وقاد بعضهم إلى داعش التنظيم وقاد كثيراً منهم إلى داعش التفكير.
الأمل بالدكتور محمد النابلسي علّ أمراً ما يعيد الثقة إلى وزارة الشباب!!