الصين لم تعد العدو الأول لأمريكا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/04 الساعة 16:20
مدار الساعة - أقدمت وزارة الدفاع الأمريكية على إعادة صياغة خططها الدفاعية طويلة المدى، التي كانت على وشك أن تنشر أمام الجمهور لولا الهجوم الروسي على روسيا، مما دفع واشنطن إلى تغيير استراتيجياتها المعتمدة على اعتبار الصين العدو الأول للولايات المتحدة في السنين الأخيرة، حسبما قالت مجلة Politico الأمريكية الجمعة 4 مارس/آذار 2022.
الهجوم الروسي والتهديد الذي تشكله موسكو على دول أوروبا الشرقية أدى إلى تأجيل نشر استراتيجية إدارة بايدن للدفاع الوطني، والتي صدرت آخر نسخة منها في عام 2018.
تغيير في الأولويات
تصحيح المسار الأخير عرض الثلاثاء 1 مارس/آذار، خلال أول خطاب لحالة الاتحاد يلقيه الرئيس بايدن، حين أشار إلى الصين مرتين فقط، وفي سياق المنافسة الاقتصادية، دون أي ذكر للتهديدات العسكرية التي تشكلها بكين، في ركز الخطاب على الأزمة الأوكرانية الروسيا وتهديد موسكو.
كان أعضاء في الكونغرس يضغطون على البنتاغون لإعطاء الأولوية للعديد من بنود الاستراتيجية، وقلقين للاطلاع على رؤية وزارة الدفاع طويلة المدى، لكن كبار المشرعين يقرون بأنهم سينتظرون لفترة أطول.
حيث قال آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: "كان من المفترض أن تصدر الاستراتيجية في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين. لكنني سمعت أنها ستتأخر أكثر. إنَّ التأخير ناجم إلى حد كبير عن أزمة أوكرانيا. وقد تكون هناك أسباب أخرى، لكن هذا السبب كافٍ".
كما أضاف أنَّ الهجوم الروسي في أوكرانيا والتهديد الذي يلوح في الأفق على الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي يعني أنَّ حسابات صانعي السياسة "قد تغيرت".
إلى جانب الاستراتيجية الأمنية الأمريكية، فإن الأزمة في أوروبا الشرقية تجبر البنتاغون على إعادة تقييم الخطط الأخرى أيضاً، حسبما قال مسؤول كبير في البنتاغون للمُشرّعين الثلاثاء،.
ونشرت الولايات المتحدة آلافاً إضافية من القوات في ألمانيا وبولندا في الأسابيع الأخيرة، وهي دفعة كبيرة تهدف إلى ردع روسيا وطمأنة الناتو.
فيما قالت سكرتير مساعد للاستراتيجيات والخطط والقدرات مارا كارلين، أمام الكونغرس: "ندرك أنَّ هذا الوضع الديناميكي يتطلب منّا الآن أن نمنحه نظرة دقيقة أخرى لمعرفة ما هو ضروري لضمان أنَّ لدينا ردعاً ضد روسيا وأننا نستطيع القول بنسبة 150% إنَّ الناتو آمن ومأمون؛ لذلك نحن نبحث في أي نوع من وجود القوات- سواء كانت دورية أو دائمة- ضروري في ظل هذه البيئة الأمنية الحالية".
وشنَّت روسيا ما تصفه الدول الغربية بالغزو براً وجواً وبحراً، الخميس 24 فبراير/شباط الماضي، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، وفرَّ ما يُقدَّر بنحو 100 ألف شخص، بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية، ووردت أنباء عن مقتل العشرات، فيما تدور معارك في محيط العاصمة الأوكرانية كييف.
يُشار إلى أن أوكرانيا دولة ديمقراطية يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، وهي أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا، وصوَّتت لصالح الاستقلال عند سقوط الاتحاد السوفييتي، وكثفت في الآونة الأخيرة جهودها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وهي تطلعات تثير حنق موسكو.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/04 الساعة 16:20