تقرير استخباراتي يكشف مطالبة بكين لموسكو بتأجيل الحرب على أوكرانيا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/03 الساعة 14:52
مدار الساعة - كشف مسؤولون في إدارة بايدن ومسؤول أوروبي، نقلاً عن تقرير استخباراتي، الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، أن الصين طلبت من روسيا في أوائل فبراير/شباط عدم غزو أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، في وقت ردت فيه الأخيرة على التقرير؛ إذ قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو إن ما ذُكر في التقرير لا أساس له من الصحة ويسعى لتشويه سمعة بكين.
صحيفة New York Times قالت إن التقرير الاستخباراتي كشف أن كبار المسؤولين الصينيين كان لديهم معلومات بشأن خطط روسيا أو نواياها لشن حرب على أوكرانيا قبل أن يعلن فعلياً بوتين ما سماه العملية العسكرية في أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وقال المسؤولون الصينيون، وفقاً لما أكده مصدر مطلع لوكالة رويترز الإخبارية، إن الصين طالبت فعلاً بتأجيل العملية العسكرية لما بعد ألعاب بكين الشتوية، إلا أن سفير بكين رد من جهته في واشنطن على التقرير قائلاً إن 'المزاعم المذكورة في التقارير ذات الصلة هي تكهنات لا أساس لها، وتهدف إلى تحويل اللوم وتشويه سمعة الصين'، بحسب 'سي إن إن'، فيما لم تعلق السفارة الروسية على التقرير ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على الفور على طلبات للتعليق.
الصين تدعم روسيا
يُذكر أن الصين هي أهم شريك لروسيا، وعملتا على تقوية علاقاتهما لسنوات طويلة، وتحديداً على الصعيدين العسكري والاقتصادي، كما أن رئيسَي البلدين التقيا 37 مرة قبل هذا العام.
كما رفضت بكين في وقت سابق أن تدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، كما رفضت فرض عقوبات على موسكو، بل وكشفت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعرضت للخديعة من قِبل الصين، فبعدما طلبت واشنطن مساعدتها لثني روسيا عن غزو أوكرانيا، وشاركت معها معلومات استخباراتية لتساعدها على ذلك، اكتشفت مؤخراً أن بكين أوصلت هذه المعلومات إلى موسكو، بحسب صحيفة New York Times الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الصين كانت تؤكد في كل مرة أنها لا تعتقد أن روسيا بصدد غزو أوكرانيا، رافضين الطلب الأمريكي بالتدخل وثني موسكو عن نواياها، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
وأوصل المسؤولون الأمريكيون معلومات استخباراتية للصين، تظهر احتشاد القوات العسكرية الروسية حول أوكرانيا، فيما اعتقدت فيه واشنطن دليلاً على استعداد روسيا لغزو أوكرانيا.
لاحقاً اكتشفت الولايات المتحدة، عن طريق معلومات استخباراتية، أن بكين شاركت موسكو المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، مبينة للإدارة الروسية أن الولايات المتحدة تحاول زرع الفتنة، وأن الصين لا يمكن أن تحاول أن تمنع الخطط أو الإجراءات الروسية.
كما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية إقناع الرئيس الصيني تشي جين بينغ بالتدخل، ومحاولة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم غزو أوكرانيا، لظن المسؤولين الأمريكيين أن تشي هو الزعيم الوحيد الذي قد يستمع له بوتين.
باءت محاولات الدبلوماسية الأمريكية لثني موسكو عن الحرب في أوكرانيا بالفشل، واتخذت موسكو قراراً بشن عملية عسكرية في أوكرانيا الخميس 24 فبراير/شباط 2022.
يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن العلاقات بين الصين وروسيا في أفضل حالاتها منذ الحرب الباردة، وأن الطرفين يقدمان أنفسهما كجبهة واحدة في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها من الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الأخرى.
وتخشى أمريكا والاتحاد الأوروبي أن هذا الاصطفاف قد يصل إلى مستوى أعلى مع الأزمة الأوكرانية، بالتوازي مع تصاعد التوتر والمنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين.
في المحادثات الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة، أحسَّ المسؤولون الأمريكيون بلهجة عدائية من نظرائهم الصينيين، وأن المواقف الصينية باتت أكثر تشدداً وعدائية.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/03 الساعة 14:52