دم عيالنا العسكر ما زال ساخنا
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/22 الساعة 18:55
بقلم : محمد عبدالكريم الزيود
دم عيالنا العسكر ما زال ساخنا.. ودمع الأمهات لم ينشف بعد .. والآباء يكابرون وجعهم ويخبئون دمعهم.. ويعرفون أنهم خسروا ابنهم في سبيل أن يظل الوطن شامخا قويا.
مؤلمٌ أن نخسر الرجال، والأشد إيلاما أن يصوّب أردني رصاصه على رأس ابن عمه أو أخيه ، وهو يعرف أن ابن الجيش أو الدرك أو الأمن العام هو فزعته إن لاح شر به ، وربما حمله ذاك العسكري في ناقلته عندما أغلق الثلج الطريق إلى بيته ، ولربما تقاسم معه "أرزاقه" اليومية ... أو إستنجد بعريف دورية نجدة على الطريق الصحراوي عندما نفذ وقود سيارته ..!
شهداؤنا نفخر بهم ونعرف أن الدمع لا يرجعهم ، وأننا لو قدمنا كل الدنيا لهم، لا نوافي أول قطرة دم سقطت منهم وعانقت التراب .. وأنهم أكبر من كل الكلام والقصائد والأغنيات والبوستات والصور ، وأنهم أطهر من في الدنيا ، وأنهم شامة على خد الوطن ، وأنهم غادروا فراشهم صباحا على أمل أن يعودوا لأولادهم وزوجاتهم "بالراتب" فالدنيا آخر شهر ولم يعلموا أنها أيضا آخر العمر.
المؤلم ورغم أن كل شهيد له قصة بطولة نضيفها لكل قصص شهدائنا الذين مضوا في القدس والكرامة وكل بقاع الدنيا .. المؤلم أن يخرج هناك من يقسّم الدم ، ويحاصص بالشهداء، ويتاجر ببطولاتهم ، ويحصرها بجهوية ومناطقية منبوذة، لم يعرفوا هؤلاء أن الشهداء لا يعرفون القسمة إلا على الوطن ، وأن العسكرية تصهر كل الفوارق والأسماء بلون الفوتيك الواحد ، وأن الشهداء كانوا يتسابقون ويتعازمون على من يتقدم الصفوف نحو الموت ، وأن الوطن وكرامته هو من دفع راشد ابن بني حسن ليقدم روحه دفاعا عن إربد، وأن الوطن وحده من دفع علاء النعيمي ابن إربد وحاكم الحراسيس إبن الطفيلة ، وصهيب السواعير إبن ناعور ، ومحمد الجيزاوي ابن الرمثا ، وسائد إبن أدر ليتلقوا الرصاص بصدورهم دفاعا عن الكرك وأسوارها.. إن لم يوحدنا الدم والحزن والوجع متى نتوحد.
وهناك مواقع إلكترونية وفضائيات وإذاعات تتاجر بصور وخصوصية الشهداء وأخبارهم ودمع أهلهم ، وهناك من يستهزئ بالشهداء وأدائهم ويصوّر الفيديوهات ليضحك الناس ويكسب الإعجابات دون مراعاة لمشاعرنا قبل مشاعر ذويهم المجروحة ، وأنكم بفعلكم تكسّرون بمؤسسة وطنية وابنائها ينامون بالمناوبات وهم يلبسون بساطيرهم تحت البرد .. الوطن كبير والشهداء كبار وأكرم من في الدنيا ، فلا تصغروا أكتافنا أمامهم ، وأمام دمع بناتهم ، نحتاج القليل من الإحترام والكثير من الخجل ، فالشامتون والحاسدون ببلدنا ينتظرون منا إشارة ليدخلوا ويرقصوا على جراحنا .
سلام على الشهداء ، سلام على دمكم النقي ونخوتكم وشجاعتكم ، وكم نحن صغار أمام ما قدمتموه ، رحمكم الله تعالى وأسكنكم الفردوس الأعلى وجبر صواب والديكم .
وحمى الله الوطن المفدى
دم عيالنا العسكر ما زال ساخنا.. ودمع الأمهات لم ينشف بعد .. والآباء يكابرون وجعهم ويخبئون دمعهم.. ويعرفون أنهم خسروا ابنهم في سبيل أن يظل الوطن شامخا قويا.
مؤلمٌ أن نخسر الرجال، والأشد إيلاما أن يصوّب أردني رصاصه على رأس ابن عمه أو أخيه ، وهو يعرف أن ابن الجيش أو الدرك أو الأمن العام هو فزعته إن لاح شر به ، وربما حمله ذاك العسكري في ناقلته عندما أغلق الثلج الطريق إلى بيته ، ولربما تقاسم معه "أرزاقه" اليومية ... أو إستنجد بعريف دورية نجدة على الطريق الصحراوي عندما نفذ وقود سيارته ..!
شهداؤنا نفخر بهم ونعرف أن الدمع لا يرجعهم ، وأننا لو قدمنا كل الدنيا لهم، لا نوافي أول قطرة دم سقطت منهم وعانقت التراب .. وأنهم أكبر من كل الكلام والقصائد والأغنيات والبوستات والصور ، وأنهم أطهر من في الدنيا ، وأنهم شامة على خد الوطن ، وأنهم غادروا فراشهم صباحا على أمل أن يعودوا لأولادهم وزوجاتهم "بالراتب" فالدنيا آخر شهر ولم يعلموا أنها أيضا آخر العمر.
المؤلم ورغم أن كل شهيد له قصة بطولة نضيفها لكل قصص شهدائنا الذين مضوا في القدس والكرامة وكل بقاع الدنيا .. المؤلم أن يخرج هناك من يقسّم الدم ، ويحاصص بالشهداء، ويتاجر ببطولاتهم ، ويحصرها بجهوية ومناطقية منبوذة، لم يعرفوا هؤلاء أن الشهداء لا يعرفون القسمة إلا على الوطن ، وأن العسكرية تصهر كل الفوارق والأسماء بلون الفوتيك الواحد ، وأن الشهداء كانوا يتسابقون ويتعازمون على من يتقدم الصفوف نحو الموت ، وأن الوطن وكرامته هو من دفع راشد ابن بني حسن ليقدم روحه دفاعا عن إربد، وأن الوطن وحده من دفع علاء النعيمي ابن إربد وحاكم الحراسيس إبن الطفيلة ، وصهيب السواعير إبن ناعور ، ومحمد الجيزاوي ابن الرمثا ، وسائد إبن أدر ليتلقوا الرصاص بصدورهم دفاعا عن الكرك وأسوارها.. إن لم يوحدنا الدم والحزن والوجع متى نتوحد.
وهناك مواقع إلكترونية وفضائيات وإذاعات تتاجر بصور وخصوصية الشهداء وأخبارهم ودمع أهلهم ، وهناك من يستهزئ بالشهداء وأدائهم ويصوّر الفيديوهات ليضحك الناس ويكسب الإعجابات دون مراعاة لمشاعرنا قبل مشاعر ذويهم المجروحة ، وأنكم بفعلكم تكسّرون بمؤسسة وطنية وابنائها ينامون بالمناوبات وهم يلبسون بساطيرهم تحت البرد .. الوطن كبير والشهداء كبار وأكرم من في الدنيا ، فلا تصغروا أكتافنا أمامهم ، وأمام دمع بناتهم ، نحتاج القليل من الإحترام والكثير من الخجل ، فالشامتون والحاسدون ببلدنا ينتظرون منا إشارة ليدخلوا ويرقصوا على جراحنا .
سلام على الشهداء ، سلام على دمكم النقي ونخوتكم وشجاعتكم ، وكم نحن صغار أمام ما قدمتموه ، رحمكم الله تعالى وأسكنكم الفردوس الأعلى وجبر صواب والديكم .
وحمى الله الوطن المفدى
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/22 الساعة 18:55