المعايطة يكتب: الأردنيون والهروب من أوكرانيا

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/25 الساعة 18:21
كتب طارق المعايطة تطورات سريعة للغاية نشهدها في هذه الساعات، الجميع يتسأل ماذا بعد الضربات الاولى لموسكو، هل سنرى حرب على نطاق أوسع، تدخل من حلف شمال الأطلسي الناتو، أم الأسوا ، هل سنشهد حرب عالمية لا سمح الله. تسأولات بعضها مخاوف مشروعة و البعض الأخر تعبير عن قلق عالمي ومحلي لسيناريوهات قد تبدو من أفلام الحروب التى نشاهدها بين فترة واخرى على التلفاز. الأردن بدوره وعبر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اكد أن المملكة تتابع بقلقٍ وأسف عميقين تطورات الأزمة في أوكرانيا وتدهور الأوضاع وارتفاع حدة التوتر. في حين شدد وزير الخارجية أيمن الصفدي على ضرورة إدامة التواصل مع المواطنين في أوكرانيا، وتنفيذ خطط إخلائهم للمملكة بكافة الوسائل المتاحة، وأنه تمّ تحديد عدد من المناطق الحدودية مع أوكرانيا، والتي يمكن من خلالها إخلاء الأردنيين براً. في السياق ذاته وجّه الصفدي رؤساء البعثات الأردنية المعنيين بخطط الإخلاء عبر الحدود، بالبدء فوراً باتخاذ الإجراءات اللازمة والتحضير لكافة الطروحات المتوقعة لاستقبال الأردنيين عبر الحدود البرية، بما في ذلك ارسال موظفين دبلوماسيين من السفارات للتواجد على أرض الواقع في المناطق الحدودية للتعامل مع أي مجموعات من الأردنيين تدخل إلى تلك المناطق، وإصدار أيّة وثائق رسمية ضرورية، وتوفير أماكن الإقامة للأردنيين، بالإضافة إلى توفير حافلات نقل، والتحضير لآلية توفير رحلات نقل جوية لهم وحسب الظروف والتطورات وغيرها من اجراءات. الوزراة تعاملت بسرعة مع الازمة وخلال الأسابيع الماضية وضعت كافة الخطط لمواجهة ما كان واضحا وهو هجوم روسيا على أوكرانيا، لكن هنا يأتي السؤال الأهم من كافة الإجراءات ، هل أصبح من الضروري ونظرا للتطورات الميدانية، التواصل في حال لم يتم ذلك مع الدولة الروسية لتأمين الطريق للأردنيين. هل نستطيع الاعتماد على السلطات الأوكرانية للمساعدة في الإخلاء والتى على ما يبدو تفقد السيطرة مع مرور الساعات. هل الأردنيين في خطر ونحن نكتب هذه السطور, أسئلة هدفها ليس خلق الهلع أو تقليل شأن الجهود المستمرة والجبارة التى تقوم بها الدولة الأردنية لإخلاء اخواننا الأردنيين في أوكرانيا، لكن هل لدينا الوقت لنثق بالسلطات الأوكرانية، هل نستطيع إخلاء الأردنيين كما خططنا أم الظروف على الميدان ستسبب لنا مشاكل. أليس أفضل أن نطلب على صعيد دبلوماسي رفيع المستوى بأن نأخذ ضمانات من الروس بإن القافلة الأردنية وبعد التنسيق معهم ومع الأوكرانيين لن تتعرض لأي هجوم غير مقصود، خاصة إن كل المؤشرات تدل على أن الجيش الروسي لديه أسلحة دقيقة وتستطيع أن تضرب أي هدف بدقة كبيرة. في الختام نتمنى لجميع الأردنيين المتواجدين في أوكرانيا بالعودة الى أرض الوطن وأن يرتاح قلب العائلة الأردنية التى تقلق على اخوانها والباحثين عن الهروب من أوكرانيا.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/25 الساعة 18:21