ماذا جنت أوكرانيا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/25 الساعة 17:24
الله الله يا دنيا!!
صحيح أنها غرارة، لذوي العقول الخفيفة بلا شماتة.
صحيح أنه كل من عقله براسه يعرف خلاصه، هذا لا ينطبق إلا على من يوظف عقله بخطط مدروسة.
ماذا يجري على الساحة الأو كرانية؟؟
لتفسير ذلك فإنني اسوق مثلين يلخصان الوضع:
المثل الأول:
(قاعد بحضه وينتف دقنه) وهذا هو حال وضع أوكرانيا مع روسيا،فبدلا من أن تتخذ أوكرانيا سياسة حسن الجوار مع جارتها العظمى روسيا ومراعاة ما يربطهما من قواسم مشتركة مثل وحدة الجغرافية والتاريخ والعرق والثقافة فقد نحت منحى آخر واختارت أن تنضم إلى حلف الناتو وأكثر
من ذلك فقد أعلنت عن رغبتها في دخول سباق التسلح النووي، وهذا ما أثار حفيظة روسيا واعتبرته عدوانا وتحديا لها وهو بمثابة إدخال المعسكر الغربي العدو التقليدي ليصبح جارا لها.
وإن هذا التصرف من قبل الرئيس الأوكراني يدل على قصر النظر لديه وعلى جهل في قراءة مجريات تاريخية حدثت بين المعسكرين الغربي الشرقي،فكأن التاريخ يعيد نفسه مع إختلاف في الزمان والمكان والشخوص.
ففي بداية ستينيات القرن الماضي،فقد طلبت كوبا أيام فيدل كاسترو من السوفيات الدعم أيام خروتشوف،فقام بإرسال حزمة من الصواريخ المتقدمة لنصبها هناك،مما أثار حفيظة امريكا أيام جون كندي فأحدثت ضجة عالمية حبست انفاس العالم بانتظار النتيجة، فدخلت الدولتان في مفاوضات سرية أسفرت عن قيام أمريكا بفك حزمة صواريخ كانت قد نصبتها في تركيا مقابل عدم نصب صواريخ في كوبا،وقد أوعز خروتشوف بعودة السفن التي كانت تحمل الصواريخ.
المثل الثاني:
( رمتني بدائها وانسلت)
وهذا ما فعله الغرب المستعمر عامة وأمريكا خاصة مع رئيس أوكرانيا والذي يظهر أنه تعرض لعملية غسل في دماغه وانبهر وانخدع بوعود الغرب وإعلامه،
فبدأ يلهث سعيا للإنضمام بحلف
الناتو،متناسيا موقعه الجغرافي وتاريخه وما يربطه من صلات وقواسم مشتركة مع روسيا إلى
درجة أنه أدار ظهره للجيران، مما أزم الأمر معهم،وحصل ما يحصل الآن.
وماذا جنى من أمريكا وحلفائها؟؟؟
وعود مكررة،أسلحة وذخائر، عقوبات متلاحقة على روسيا، وهل روسيا لم تحسب حسابا لكل ذلك عندما اقدمت على ما تقوم به حاليا؟؟
ها هم قادة الغرب يكثرون من فرض العقوبات،والتصريحات وهذا بايدون يعلن:
*قواتنا لن تنخرط في اي اعمال قتالية مع روسيا.
*أمرت قوات أمريكية بالتحرك إلى شرق أوروبا لدعم حلفائنا هناك.
*حزمة العقوبات التي اعدت لن تلحق الضرر بدولتنا.
إن مجمل ما يسعى إليه الغرب هو تحقيق مصالحه والحفاظ عليها ولو على حساب الآخرين
،وشاه إيران شاهد على ما لقيه من جزاء جراء تخلي أمريكا عنه،وهو درس لكل من يلقي كل ما في جعبته للغير ويسلم دقنه للآخرين.
وهذا يتكرر في هذه الأيام
مع أوكرانيا فقد رموها بدائهم وانسلوا عنها،ها هو رئيسها بعد أن(فات الفاس بالراس)ورأى بعينيه ما يجري وسمع بأذنيه حصيلة عدم تقديره للوضع،ها هو يطلق الصيحات،المناشدات ولا يجد من دول حلف الناتو سوى إصدار حزم العقوبات المتتالية.
ويبقى السؤال:
ماذا جنت أوكرانيا؟؟؟
سوى الضحايا والخراب والدمار،قاتل الله الظلم والظالمين....
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/25 الساعة 17:24