قصة جميلة نُشرت لأول مرة في عام ٢٠٢٢
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/24 الساعة 12:21
بقلم د. ثروت المعاقبة
قصة قصيرة وجميلة نُشرت لأول مرة في عام ٢٠٢٢ في مجلة اسمها باحث عن العدل في زمن الظلم والقهر
أتحدث فيها عن شخص غريب وعجيب اسمه أمين وهو بطل قصتنا ومحور حديثنا انتشر في قريته المعزولة عن العالم مرض جلدي نادر يفقد أصحابه ملامحهم بمجرد الجوع فأصاب المرض سكان القرية كلهم دون استثناء إلا أمين فهذا الشخص الوحيد الذي يوهم الناس أنه يجوع ولا يتغير جلده أبدا... فما السر وراء أمين ياترى حتى هو كان يستغرب ويستهجن من نظرات أهل القرية له وبالمقابل أهل القرية إعتبروه شخصا خارقا للعادة ليس له مثيل يجوع ولا يتلون جلده ولا يفقد ملامحه فتصور أهل القريه أن أمين هو منقذهم مما هم فيه من الجوع والعوز والحاجة.
ومنذ تلك اللحظة قرر أمين أن يسيطر على الضعفاء من حوله ويجعل له أعينا كثيرة في جميع أنحاء القريه وأن ينصب نفسه مكان شيخها فبدأ يخطط ويفكر كيف لي أن أصل لهدفي بدأ بتغيير أفكار من حوله وأيضا عمل على قطع صلتهم مع القرى المجاوره وأوهم الجميع بأن مرضهم منحه من الله لا أحد يستحق ما استحقوه هم حتى أن أهل القريه أنفسهم استسلموا فلم يغادر أحد منهم مكانه فقد تكيفوا مع المرض وأصبح أمين مسيطرا على جميع أراضي القريه فبدأ يجبر سكانها على الزراعة والعمل وبنفس الوقت يتحكم بكمية طعامهم حتى لا يوصلهم لحد الشبع حتى يبقى مسيطرا على جميع تفاصيل حياتهم وحتى أحلامهم.
كما أن أمين اتبع نهجا واضحا في طريقته في التعامل مع الجميع واشتهر عنده مبدأ فرق تسد فأصبح كل شخص يهتم بنفسه وليس له علاقة بالآخرين أصبح يقنع ويجيش الأتباع وكان له مواصفات معينة بأتباعه أولاها أن يكونوا ضعيفين ومهزوزي الموقف ويعطيهم سلطة بحيث لايقوى أحدهم على استخدامها لتعم الفوضى وتكثر المشاكل حتى ينشغلوا بأنفسهم ويتركوا أمر التغيير وتكون أكثر اهتماماتهم أو سقف توقعاتهم محدودة جدا فلا مطالب ولا حتى أحلام وأصبح الهم هو الحصول إلى لقمة عيش مسمومة بالمرض والحاجة.
وفي يوم من الأيام لمعت في السماء مجموعة من النجوم التي لم يعتد على وجودها أحد واستغرب أهل القريه أن هذه النجوم تختفي وتظهر ولها أشكال مختلفة وبألوان جميلة وظل أهل القرية يتهامسون ويتعجبون من سمائهم إلا أمين فهو الوحيد الذي شعر بخطر قادم يهدد مكانه فقرر عمل اجتماع طارئ للأتباع وبدأ يقنعهم بأن هناك خطرا يمكن أن تسببه النجوم و الإشعاعات التي تصدر منها يمكن أن تزيد من مرضهم ويمكن أن تقتلهم فبدأت الإشاعات تزداد ويزداد تخوف أهل القرية فبدأ أمين يحضر للمرحلة القادمة بوجود قانون يمنع التجول أثناء الليل خوفا على أهلها من أي ضرر قد يلحق بهم وفرض شروطا صعبة منها السجن والعقوبات لمن لايلتزم بما هو مفروض عليه وأصبح الجميع كأنه آله يتحرك عندما يريد أمين ويتوقف عندما يريد أيضا.
ضلت النجوم في سماء القرية تظهر وتختفي ولا أحد يعرف ماهي الأسباب وظل القانون الصارم بعدم التجول ليلا يزاد سنة بعد سنة ولا مبرر إلا بعبارة نحن نخاف أن يصيبكم مكروه.
وفي يوم من الأيام خرج أحد شباب القرية واسمه أسد فاخترق الحظر وعدم التجول وأصبح يطالب ببيان واضح من أمين وأتباعه ويسألهم لماذا هذا الوضع وما السبب وراء كل هذا وماهي أسبابكم لتجعلونا بهذا الحال ضحك أمين وحاول أن يتحدث معه بلطف أكثر ليستوعب الموقف وحتى لا يفتح مجالا للآخرين بأن يستمعوا لما سيقول وعين أتباعا لمعرفة تحركاته وينقلونها أولا بأول.
حاول أسد بكل ما أوتي من قوة نشر الوعي بين أهل القرية في النهار ولكن لاحياة لمن تنادي فقد تحجرت العقول واستسلموا للأفكار وأخذ أتباع أمين ينهالون عليه بالضرب كلما تحدث مع أي أحد في القريه فبدأ يدافع ويدافع ولكن لاجدوى مما يفعل فالقرود بكل مكان.. والتغيير لايحتاج لقرود تدافع من أجل الموز...والأسود قليلة فكثرة القرود تمنع الأسود من الوصول للحق والعدل.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/24 الساعة 12:21