200 ألف يهودي «أُوكراني».. إلى إسرائيل «قريباً»

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/22 الساعة 01:50
هو الكيان الاستعماري/الإحلالي الذي قام ويقوم على نكبات الآخرين ومآسي الشعوب وخراب مجتمعاتها. يُوظِّف كل ما يتوفّر عليه من إمكانات وما يرسمه من سيناريوهات وما تحيكه دوائره الاستخبارية من مؤامرات, يساعده في ذلك رهط المتصهينين يهوداً وغير يهود لاستثمار «الهولوكوست», الذي تمّ تضخيمه على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعوب والأديان والأعراق.. وللمرء أن يتساءَل عن الكيفية التي ارتفع فيها عديد يهود فلسطين التاريخية قبل النكبة الفلسطينية وعشية إعلان كيانهم في أيار 1948, مقارنة بعديد الشعب الفلسطيني كي يصبح عدد الي?ود وفق آخر إحصائية صهيونية (بداية العام الجاري 6.982 مليون يهودي، أي ما نسبته 73.9% من بين 9.449 مليون؟, هم عديد سكان دولة العدو منهم قرابة نصف مليون يُعرّفون كـ'آخرين»، أي بلا هوية دينية ومنهم مسيحيون غير عرب أو بلا جنسية). مناسبة إعادة الإضاءة على أرقام بعينها في هذه العجالة, إنّما لخدمة الموضوع/المستجدّ الذي كشفته صحيفة «إسرائيل هيوم» أول أمس/الأحد أن «خطة طوارئ» تم إعدادها لاستقدام «يهود أوكرانيا» الذين يبلغ عددهم هناك 200 ألف (وصفتهم الصحيفة/«الجالية اليهودية».. أي ليسوا مواطنين أوكراناً بل يهود يتبعون إسرائيل). وإذ اتخذت حكومة تلّ أبيب موقفاً «رمادياً» بداية الأزمة الأوكرانية المُتدحرجة، حداً دفع برئيس الحكومة بينيت إلى منع وزراء حكومته من الادلاء بأيّ تصريح «علني» حول تلك الأزمة، رافضاً في الآن ذاته تزويد كييف بمنظومة القبَّة الحديدية المُضادّة للصواريخ, بعدما طلب الرئيس الأوكراني / زيلينسكي رسمياً تزويده بها، فإنّ كييف أبدت «عتباً» على تل أبيب لأنّ الأخيرة طلبت من موسكو مساعدتها في إجلاء «رعاياها» من أوكرانيا, الذين يصل عديدهم إلى عشرة آلاف. إلا أن يائير لبيد/وزير خارجية العدو.. «حسم» المسألة بإعلانه أمس أن إسرائ?ل ستصطف «خلف» واشنطن إذا ما اندلعت الحرب. خطة الطوارئ لاستقدام هذه الأعداد الكبيرة من اليهود لم تُوضع على الورق، بل بدأ تنفيذها مع وصول «87» يهودياً أوكرانياً إلى تل أبيب أول أمس/الأحد, فيما تنتظر حكومة إسرائيل بـ«فارغ الصبر» اندلاع الحرب للشروع في تنفيذها، ما من شأنه القيام بعملية سريعة يتمّ خلالها استقدام خمسة آلاف في الأسبوع، ما يعني ضرورة الاستعداد -وفق الصحيفة- لمعالجة من يتمّ استقدامهم من جميع الجوانب، على ما قالت أوساط الوزارة المعنية باستقدام اليهود «وزارة الاستيعاب», إذ وجّهت الأخيرة دعوات للفنادق في إسرائيل لاستقبال «الضيوف», دون أن تُحد?د جنسياتهم أو غرض استقبالهم، ناهيك عن تحضيرات واستعدادات ثمّ شمول مطار اللد/بن غوريون لاستيعاب «المهاجرين», بما في ذلك تسليم بطاقات الهوية واستيعابهم في مراكز «الاستيعاب» والفنادق وتأمين فرق من المرافقين بداية إقامة يهود أوكرانيا. أحد في أوكرانيا وخارجها لم يحّتج إزاء محاولات مكشوفة واستفزازية كهذه، ما يذكّرنا بردّ الفعل الفرنسي الرسمي «الرخوّ», عندما خرجتْ دعوات إسرائيلية إلى يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل, أطلقها نتنياهو وأحزاب سياسية وهيئات دينية بعد التفجيرات الإرهابية التي ضربت في فرنسا, لأنّ إسرائيل ترى في اليهود أينما تواجدوا «رعايا» لها. الحال ذاتها سبق حدوثها مع موجة الهجرة اليهودية «المليونية», عشية انهيار الاتحاد السوفياتي وفتح غورباتشوف أبواب الإمبراطورية السوفياتية لهذا العدد الضخم من اليهود «وغير اليهود». اعترفت إسرائيل أنّ «نصف» هذا المليون ليسوا يهوداً وفق أيّ تعريف حاخامي, ومع ذلك لم تطلب منهم الرحيل أو تحول دون انخراطهم في سوق العمل والتمتع بكلّ ما يتمتع به أيّ يهودي من إمتيازات أو فرص بما في ذلك الخدمة في الجيش. لن يستمع أحد إلى أيّ شكوى أو اعتراض يمكن أن تُعلنه كييف أو دوائر معينة في واشنطن, التي تتباكى على حرية أوكرانيا وحقِّها في اختيار التحالف الذي تريده، ولن تأبه إسرائيل لأيّ تصريحات أو أقوال مُفتعلة يمكن أن يعلنها أحد المسؤولين في ذلك البلد, الذي يدعو رئيسه/زيلينسكي أميركا وأوروبا وحلف الناتو إلى دعم بلاده, كونها «الجدار» الذي يصد الأطماع الروسية عن أوروبا. في السطر الأخير، إذا ما نجحت خطة الطوارئ التي وضعها الرئيس السابق لمجلس «يَشَعْ» الاستيطاني... رئيس الحكومة الحالي/نفتالي بينيت, لاستقدام «ربع مليون» يهودي أوكراني، فإنّ عدد اليهود في إسرائيل سيصل إلى 7.182 مليون يهودي أي ما نسبته 74.7%. ومع ذلك تجد بين ظهرانينا مَن يُراهن على «القنبلة الديموغرافية» لحسم الصراع مع الاستعمار الصهيوني الزاحف...تهويداً وأسرَلة وتهجيراً ومصادرة للأراضي، واعتبار فلسطين التاريخية الوطن القومي لليهود، الذين لهم «وحدهم» حقّ تقرير المصير فيها. فيما يخرج علينا مجرم الحرب/بيني غانتس ?ُعلنا بوقاحة: أن الفلسطينيين «لن» تكون لهم دولة.. بل «كيان». فــَ«تأمّلوا».. kharroub@jpf.com.jo الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/22 الساعة 01:50