مترجم: ماذا يحدث لو اختفى البعوض من الكوكب؟

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/18 الساعة 16:59
مدار الساعة - تناولت شوني أوليفر، عالِمة الكيمياء الحيوية والطبيبة في المعهد الوطني للأمراض المعدية، فكرة افتراضية مفادها: ماذا قد يتغير في الكون إذا اختفى منه الذباب والبعوض؟ وذلك في مقالها الذي نشره موقع «ذا كونفرزيشن» الأسترالي. وفي مطلع مقالها، تؤكد الكاتبة أن معظم الناس في العالم يكرهون البعوض بشدة، مشيرة إلى وجهة نظرها الشخصية، إذ إنها لا تكترث للبعوض، حيث إنه لا يلدغها، ولذا فهو لا يزعجها كثيرًا. بيد أن هذا ليس الحال لدى معظم الناس، الذين لا يستطيعون تحمل لدغات البعوض المُسبِّبة للحكة أو الضوضاء المزعجة التي يُسبِّبها. البعوض أخطر الأنواع في العالم توضح الكاتبة أنه بسبب العمل الذي تقوم به في مجال الملاريا، فهي تقضي وقتها في الاعتناء به والحفاظ على حياته حتى تتمكن وزملاؤها من إجراء الأبحاث عليه. وهذا عمل جاد ومهم لأن البعوض أكثر من مجرد حشرات مزعجة، إنه أخطر الأنواع في العالم. وليس هناك أنواع أخرى مسؤولة عن وفيات كبيرة بحجم تلك الوفيات التي يُسبِّبها البعوض، إذ ينشر عددًا من الأمراض الفتَّاكة. وهذا ما يجعلنا نتساءل: أليس من الأفضل للعالم أن تختفي كل هذه المخلوقات الرهيبة؟ ما هو البعوض؟ تقول الكاتبة إنه لكي نتمكن في البدء من الإجابة عن هذا السؤال، نحتاج إلى فهم ماهية البعوض، فهو عبارة عن مجموعة كبيرة من الحشرات، إنه في الأساس ذباب، مما يعني أن البعوض البالغ يبدو مختلفًا تمامًا عن الصغار، والمعروف باسم اليرقات. وللبالغين أيضًا جناحان فقط، على عكس النحل والدبابير التي لها أربعة أجنحة. وهناك أنواع مختلفة من الذباب القارص، وتحتاج جميع الأنواع إلى مص الدم من الحيوانات – ومن البشر كذلك – لتتمكن من وضع البيض. وعلى الرغم من وجود عديد من أنواع الذباب القارص، مثل ذباب الخيل وذباب تسي تسي، إلا أن البعوض هو الأكثر شيوعًا وانتشارًا. وما نطلق عليه اسم البعوض هو في الواقع 3.500 نوع مختلف من الحشرات، وكلها تتصرف على نحو مختلف. وينشط معظمها في الليل، لكن بعضها ينشط أثناء النهار. وقد لا يدرك الناس ذلك، لكن البعوض يلدغنا لأنه بحاجة إلى مص دمائنا فحسب حتى يتمكن من وضع البيض، ويمتص ذكور البعوض الرحيق – وهو عصارة سُكَّرية تصنعه النباتات – للبقاء على قيد الحياة. وإذا مصَّت أنثى البعوض دمًا من شخص مصاب بأنواع معينة من الفيروسات أو بمرض طفيلي مثل الملاريا، فإنه يمكن أن تنقل المرض إلى شخص آخر عندما تلدغه لاحقًا. ومن بين كل هذه الأنواع من البعوض، تُعد الإناث من بين حوالي 40 نوعًا فقط هي الأخطر بالفعل؛ لأنها يمكن أن تنقل الأمراض التي تصيب الناس فيمرضون. لذلك، من بين جميع أنواع البعوض في العالم، هناك عدد قليل جدًّا من البعوض الذي يمثل خطورة حقيقية. وتتمثل المشكلة في أن هذه الأنواع القليلة من البعوض تنشر أمراضًا خطيرة عديدة – مثل الملاريا. ويصاب أكثر من 200 مليون شخص، معظمهم في أفريقيا، بالمرض كل عام، وإذا اختفى البعوض الذي تسبَّب في الإصابة بالملاريا فقط، فسيُنْقذ ذلك حياة أكثر من 500 ألف شخص كل عام، معظمهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وبالتالي، سيكون العالم صحيًّا أكثر. وربما تكون الأمور أفضل لنا جميعًا إذا اختفى البعوض تمامًا. ولكن الأمر ليس كذلك، لأن البعوض يخدم غرضًا مهمًا. طعام للحيوانات تلفت الكاتبة إلى أن أنواعًا مختلفة من الحيوانات، بما في ذلك البشر، تشكِّل ما نسمِّيه النُّظم البيئية: نحتاج جميعًا إلى بعضنا بعضًا، بطرق مختلفة، لاستمرارية الحياة. وحتى البعوض ضروري في هذه النُّظم البيئية. وهناك مليارات من البعوض، كما هناك أيضًا كثيرًا من الحشرات التي يمكن أن تكون طعامًا يقتات عليه حيوان آخر. ولا نعرف حاليًا أيَّ حيوان يأكل البعوض فقط، ولكن البعوض منتشر ومن السهل اصطياده، لذلك تأكله حيوانات عديدة. ويعيش صغار البعوض في الماء وهو الغذاء المفضل لأسماك البعوض. كما أن الضفادع واليعسوب والنمل والعناكب والأبراص والخفافيش وبعض الحيوانات الأخرى تأكل البعوض. وإذا اختفت جميع أنواع البعوض، فسيقل الطعام المتوافر لحيوانات كثيرة، فمثلًا تخيل لو اختفى كل الأرز المتوفر في العالم، وفي الواقع لا أحد يأكل الأرز فقط، ولكن إذا اختفى الأرز غدًا، فسيكون لدى كثير من الناس طعام أقل بكثير. إن معظم البعوض لا يلدغ البشر (يحصل على الدم من الحيوانات الأخرى) وبعض أنواع البعوض لا يلدغ على الإطلاق. ويمكن أن يساعد ذكر البعوض أيضًا النباتات على التكاثر عن طريق التلقيح، مما يمنح النباتات فرصة للانتشار والنمو في أماكن مختلفة. لا يفعل البعوض ذلك على طريقة النحل، لكنه بالتأكيد مهم لبعض النباتات مثل زهرة الأوركيد. وقد طرح أشخاص آخرون السؤال نفسه الذي يدور في ذهنك، ويعتقد العلماء أن التخلص من جميع البعوض الموجود في العالم لن يكون له تأثير عام سيئ على البيئة. لكن لا أحد منا متأكد مما سيحدث للنُّظم البيئية الصغيرة وهل ستكون أفضل حالًا من دون البعوض أم لا. وهناك أيضًا قلق من أنه إذا تخلصنا من جميع البعوض، فقد يأتي شيء أسوأ بدلًا منه، مثل حشرة أخرى قد تسبِّب مزيدًا من الأمراض أو تعض على نحو أكثر إيلامًا. والخبر السار هو أن العلماء المجتهدين يعملون بجد في جميع أنحاء العالم لمعرفة كيف يمكننا التعامل مع البعوض الذي يشكل خطورة على البشر. وقد لا نتخلص من جميع البعوض، لكن يمكننا المساعدة في حماية البشر من ذلك البعوض الذي ينشر المرض ويُوقِع الناس فريسة له، بحسب ما تختم الكاتبة. ساس بوست
  • مدار الساعة
  • وفيات
  • الوفيات
  • يعني
  • يرقا
  • منح
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/18 الساعة 16:59