7 اكتشافات مذهلة حول الثقوب السوداء

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/16 الساعة 15:01

 مدار الساعة - نجوم نيوترونية، وأقزام بيضاء، ومجرات مترامية الأطراف… يمتلئ الفضاء الخارجي بالكثير من الأجسام الغريبة والرائعة، لكن تبقى الثقوب السوداء أكثر تلك الأجسام غرابة، فلا تزال تُشكل لغزاً يعمل العلماء على فك رموزه.

 
ومع تطور العلم والتكنولوجيا الحديثة استطاع العلماء فهم الثقوب السوداء بشكل أكبر، وهذه 7 من أبرز الاكتشافات التي كُشف عنها الغطاء مؤخراً:
 
اكتشافات حديثة حول الثقوب السوداء
1. أول اكتشاف للضوء من خلف ثقب أسود
كما هو معلوم فإن الثقوب السوداء تمتلك جاذبية هائلة تفوق الوصف، وتستطيع هذه الجاذبية ابتلاع أي جسم يمر بالقرب من الثقب الأسود، حتى الضوء بسرعته الهائلة لا يستطيع الإفلات من جاذبية الثقوب السوداء التي تبتلعه كما تبتلع أي شيء آخر، ومن هنا تكتسب مظهرها الداكن.
 
وبالتالي من المتوقع أنه من المستحيل اكتشاف ضوء وراء ثقب أسود.
 
لكن ألبرت أينشتاين لا يوافق على هذه الفكرة، ففي عام 1915 اقترح العالم الألماني أن الأجسام الثقيلة للغاية مثل الثقوب السوداء تستطيع أن تشوّه نسيج الزمان والمكان، ما يسمح للضوء بالسفر من حولها، وكان هذا جزءاً أساسياً من نظريته النسبية العامة، وهي الفكرة التي أحدثت ثورةً في الفيزياء الحديثة.
 
وعلى ما يبدو كان أينشتاين محقاً، فقد رصد العلماء هذا التأثير -المعروف باسم عدسة الجاذبية- من قبل، ولكن لم يتمكن أحد من اكتشاف الضوء خلف ثقب أسود حتى وقت قريب.
 
ففي يوليو/تموز 2021، قام علماء الفلك في جامعة ستانفورد باكتشاف هذه الظاهرة.
 
كان الفريق يفحص ثقباً أسودَ هائلاً في مجرة بعيدة تُسمى Zwicky، عندما لاحظوا انبعاثات أشعة سينية غريبة لم يتمكنوا من فهم مصدرها تماماً.
 
كانوا معتادين على الكشف عن الإشارات الضوئية أمام الثقب الأسود، ولكن هذه الإشارات الجديدة كانت مختلفة. وبعد الكثير من التحليل أكد الباحثون أن هذه الاكتشافات الغامضة كانت في الواقع نبضات الضوء، التي تقوّست حول حافة الثقب الأسود، الأمر الذي أثبت صحة تنبؤات أينشتاين.
 
2. التقاط المجال المغناطيسي حول حافة الثقب الأسود
مؤخراً فقط، استطاع العلماء لأول مرة رؤية الحقول المغناطيسية للثقب الأسود.
 
في عام 2019 أحدث العلماء ثورةً في عالم الفلك، عندما استطاعوا التقاط أول صورة لثقب أسود هائل يقع على بعد 55 مليون سنة ضوئية، حيث اشترك في تصويره شبكة من ثمانية تلسكوبات في جميع أنحاء العالم.
 
وفي مارس/آذار 2021، كشف الباحثون عن صورة أخرى لهذا الثقب، لكنها تبين هذه المرة خطوط المجال المغناطيسي المحيطة به، الأمر الذي يُعتبر ثورةً جديدةً في فهمنا للثقوب السوداء.
 
 
3. أكبر انفجار في الكون على الإطلاق
في عام 2016، بدأ مرصد تشاندرا للأشعة السينية، التابع لوكالة ناسا، في التقاط بيانات غير عادية من أعماق الفضاء الخارجي.
 
ويبدو أن مجموعة مجرات أوفيوخوس، التي تبعد حوالي 390 مليون سنة ضوئية، تحتوي على منحنيات غريبة. (مجموعة المجرات هي واحدة من أكبر الهياكل المعروفة في الكون، والتي تتكون من آلاف المجرات والمادة المظلمة والغاز الساخن).
 
في البداية، رفض العلماء فكرة أن يكون السبب ثقب أسود؛ لأن الكمية الهائلة من الطاقة الصادرة عن هذه المجموعة تبدو هائلة للغاية، بحيث لا يمكن أن تكون منبعثة عن ثقب أسود.
 
ولكن مع وصول المزيد من البيانات بدأت الأدلة في التراكم، في نهاية المطاف أدركت وكالة ناسا أنهم اكتشفوا، على حد تعبيرهم، "أكبر انفجار شوهد في الكون"، وفقاً لما ورد في موقع Listverse.
 
واكتشف العلماء أيضاً أنه في منتصف مجموعة مجرات أوفيوخوس توجد مجرة كبيرة تحتوي على ثقب أسود هائل، ويعتقد العلماء أن الانفجار الهائل كان ينبع من ذلك الثقب العملاق.
 
4. كتل غازية متحولة الشكل بالقرب من الثقب الأسود في درب التبانة
في السنوات الأخيرة لاحظ علماء الفلك العديد من الأجسام الغريبة متحولة الشكل، في مجرة درب التبانة.
 
 اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن هذه الأجسام عبارة عن كريات غريبة من الغاز، تدور حول الثقب الأسود الموجود في قلب مجرتنا، وتتغير أشكالها مع اقترابها من مركز الثقب، وأُطلق عليها اسم "كائنات G".
 
ويعتقد العلماء أنها تتشكل عندما يندمج نجمان معاً بسبب جاذبية الثقب الأسود الهائلة.
 
5. اندماج الثقوب السوداء يُسبب ضوءاً أشد إشراقاً من الشمس بتريليون مرة
ماذا يحدث عندما ينمج ثقبان أسودان ببعضهما؟ بما أن الثقوب السوداء حالكة الظلمة، فقد اقترح العلماء أن هذه العملية لن تكون مرئية، لكن ثبت عكس ذلك مؤخراً.
 
يعتقد الباحثون أنه عندما تصطدم الثقوب السوداء يتم إطلاق موجة من الضوء المسبب للعمى، وهي أكثر إشراقاً من الشمس بتريليون مرة.
 
وقد رصد العلماء توهجاً مبهراً في عام 2019، يُعتقد أنه ناجم عن اندماج ثقبين أسودين في وجود ثقب أسود ثالث.
 
6. باحثون يكتشفون ثقباً أسودَ يلتهم نجماً نيوترونياً
الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية هي من أكثر الأجسام كثافةً وغرابةً في الكون. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تمكَّن العلماء من رصد ثقوب سوداء تصطدم ببعضها، كما تمكنوا من رصد نجوم نيوترونية تصطدم ببعضها، لكن رصد اصطدام ثقب أسود بنجم نيوتروني كان تحدياً أكثر صعوبة.
 
وبعد انتظار طويل تمكَّن العلماء من رصد هذه الظاهرة، في يناير/كانون الثاني 2020، وفي غضون عشرة أيام شاهد العلماء اصطدامين متتالين لثقب أسود بنجم نيوتروني، ويعتقد العلماء أن كلا الحدثين وقع قبل حوالي مليار سنة.
 
وكان الثقب الأسود ضخماً، لدرجة أنه التهم النجم النيوتروني وخلق موجات كبيرة تردَّد صداها عبر المكان والزمان، ولأن الكون شاسع جداً لم تصلنا هذه الموجات حتى عام 2020.
 
 
 
7. هل الثقوب السوداء مصدر للطاقة شبه اللانهائية؟
يعتبر عالم الفيزياء البريطاني، السير روجر بينروز، أحد الأسماء اللامعة في علم الفلك.
 
وفي عام 1969 طرح فكرة أن إمكانية استخدام الثقوب السوداء كمصدر لتوليد الطاقة، من قِبل الحضارات المستقبلية، تعد الأكثر تطوراً.
 
وفقاً للنظرية التي وضعها بينروز، من الممكن توليد طاقة تكفي كوكباً بأكمله من ثقب أسود، لكن شيئاً من هذا القبيل لا يزال بعيداً عن إمكانيات التكنولوجيا الحالية.
 
لكن هل كان (بينروز) محقاً أم حالماً؟ في عام 1971 ابتكر الفيزيائي ياكوف زيلدوفيتش تجربة يمكن أن تجري هنا على الأرض لاختبار نظرية بينروز المستحيلة. لسوء الحظ، وبسبب القيود التكنولوجية، كانت تجربة زيلدوفيتش مستحيلة أيضاً.
 
لكن في يونيو/حزيران 2020، تمكَّن الباحثون في جامعة غلاسكو أخيراً من تجسيد هذه النظرية. 
 
قام الفريق ببناء حلقة من مكبرات الصوت لتجسيد تأثيرات الدوران للثقب الأسود، واختبروا إمكانية توليد الطاقة بنفس الطريقة التي اقترحها بينروز منذ نصف قرن. 
 
عربي بوست

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/16 الساعة 15:01