صدام والإِعلام

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/15 الساعة 06:03

 اندلعت الثورة العربية الكبرى قبل 106 أعوام، وكانت مدججة بالمدافع والبنادق والفرسان. وقد استدرك الأمير عبد الله، حاجات الثورة التعبوية المهمة، فاصدر صحيفة «الحق يعلو» في معان عام 1920.

 
حرك العالمٌ الأساطيلَ وأنفق وينفق عشرات المليارات على الحرب الكونية ضد الإرهاب، ولكنه لا يخصص لجبهة الصحافة والثقافة، اداة المواجهة الفاعلة، ولو ثمن طائرة أو دبابة واحدة !!
 
فلاسفةُ التنوير الفرنسيون، هم من قاموا بالثورة الفرنسية.
 
الأيسكرا- الشرارة، التي انشأها لينين، هي التي مكنت الثورة البلشفية من النجاح: فمن الشرارة اندلع اللهب.
 
تنظيم داعش الإرهابي قام على كُتيب من 112 صفحة هو «إدارة التوحش» الذي وضعه أبو بكر الناجي.
 
باتت الضرورة ملحة لدعم صحافة التقدم والتنوير والحداثة الوطنية، مقابل إعلام القدامة والخرافة والرجعية.
 
ودعوني أكرر رواية تمثل درسا عميقا في الإعلام وفي تقدير دوره ووجوب الإنفاق السخي عليه ودعمه.
 
جاء إلى بغداد الصحافي وليد أبو ظهر صاحب مجلة «الوطن العربي» التي كانت تصدر من باريس، من أجل أن يقبض المخصصات نصف السنوية المقدرة بنصف مليون دولار.
 
استقبله وزير الإعلام العراقي الجديد ورتب له حفل غداء مهيبا، حضره كبارُ قادة الحزب والحكومة والمخابرات والإعلام.
 
عاد «الأستاذ» إلى باريس وشنطته محشوة بكلمات الشكر والثناء على موقف المجلة القومي !.
 
صدر عدد المجلة، وصدر عدد آخر، وليس فيهما أية إشادة بالعراق وبقيادته. قدّر صدام حسين أن خطأ جسيما قد وقع، ولما استخبر عنه، وجده.
 
استدعى صدام وزيرَ الإعلام وسأله: كم تساوي أفضلُ دباباتنا الروسية 72-T ؟!
 
رد الوزير المأخوذ متلعثما: عشرةَ ملايين دولار تقريبا سيدي الرئيس.
 
قال صدام: إنّ تدمير أي دبابة يستغرق 60 ثانية، أما تدمير المجلة، وهي أبلغ تأثيرا وأقل كلفة، وأكثر أهمية، لا يكون بهذه السرعة والبساطة.
 
إن الصحافة والإعلام هما القوتان الكفيلتان بمواجهة خطر الإرهاب والغلو والتطرف، على الجبهة الثقافية الحاسمة.
 
ونسجل لحكومة بِشر الخصاونة -ولحكومة هاني الملقي- أنها تدرك وتعي دور الصحافة والإعلام الوطني الأمني السياسي الثقافي، ونطمئن أنها ستتخذ الخطوات اللازمة من أجل إنصافها وإسنادها.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/15 الساعة 06:03