المعايطة يكتب: الأزمة الأوكرانية والطلبة الأردنيون

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/14 الساعة 16:13

 كتب: طارق المعايطة

طبول الحرب تدق في الحدود الأوكرانية الروسية ،وساعات تفصلنا من أزمة ستؤثر على العالم في كافة المجالات. الأردن أيضا، وبحكم تواجد نحو 2606 أردني على الأراضي الأوكرانية حسب تقديرات وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، منهم نحو 727 طالبا وطالبة يدرسون في 37 جامعة، سيتأثر بشدة من هذه الأزمة.
التسأول الاول الذي يأتي على بال أي شخص يتابع هذا الملف وبالأخص المتعلق بالطلبة الأردنيين في أوكرانيا، هو ليس كيف سيرجع هؤلاء الى أهاليهم واحبائهم بل ماذا سيحصل بعد رجعوهم الى أرض الوطن، فليس من المنطق ومع احترامنا الشديد أن  يؤكد أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي، أنه من المبكر الحديث عن أوضاع الطلبة الأردنيين الدارسين في أوكرانيا، فهؤلاء الطلبة يدرسون باللغة الأوكرانية و المنهاج بالتأكيد مختلف والنظام مختلف وطريقة الامتحانات وغيره من التفاصيل الأكاديمية مختلفة أيضا.  ثانيا هل سيستطيع الطالب  التسجيل في أي جامعة أردنية كنقل طارئ أم سيكون فقط أمام خيار القطاع الخاص، وماذا يعني هذا من الناحية المالية لأهالي الطلبة. ثالثا في حال قاربوا الطلبة على الإنتهاء من متطلبات جامعاتهم، كيف سيتم تقييمهم و هل سيترتب عليهم أخذ فقط بعض المواد المتبقية عليهم أم سيواجهون مشاكل في إنهاء المسارات المطلوبة.  أسئلة الإجابة عنها توجد لدى الوزارة وكادرها المختص فقط، وهنا نتسأل أيضا لماذا وزارة التعليم العالي لا تعلن أجندة واضحة حتى يتم تجهيز الأمور وأخذ التدابير اللازمة في حال حدوث الأزمة المتوقعة.
الى ذلك ومع فائق الإحترام، لماذا لم تعلن الوزارة عن خلية أزمة للتعامل مع هؤلاء الطلبة.
هل مستقبل الطلبة الأردنيين في أمان، هل هذه التخوفات مشروعة أم مبالغ بها،هل هذه الخلية يجب أن تكون موجودة بشكل عام لأي أزمة مستقبلية لتدرس خطط وإستراتجيات و للتعامل مع أي وضع عسكري، إقتصادي، إجتماعي متعلق بالتعليم العالي سواء كانت على مستوى محلي أو أقليمي أو دولي. لماذا يجب أن تبدأ روسيا هجومها على أوكرانيا حتى نتحرك، لماذا يجب أن تبدأ أزمة لوضع مسؤول ملف وفريق عمل يحاول إيجاد حلول في ساعات وأيام قليلة، هل عملية البحث عن خطط وإستراتجية واضحة والمتعلقة ببعض الملفات باتت شئ لا نستطيع عمله. 
في النهاية مستقبل هؤلاء الطلبة، هو مستقبل الأردن، فالطبيب الناجح والمهندس الناجح والإقتصادي الناجح وغيره بالتأكيد سيعود الى وطنه ليقدم له علمه وعمله لبناء أردن الغد في ظل القيادة الهاشمية. ولهذا على الجميع تولي مسؤولياتهم والعمل من أجل وطننا العزيز.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/14 الساعة 16:13