الأزمة الأُوكرانية: مَن يَقرع.. طبول الحرب؟

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/13 الساعة 00:36
آخر أخبار «التنجيم» الأميركي في شأن الأزمة الاوكرانية المتدحرجة, التي أجّجها المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وأصحاب الرؤوس الحامية في البنتاغون وحلف شمال الأطلسي, ان الغزو الروسي لأوكرانيا سيبدأ يوم بعد غد الثلاثاء, وقبل انتهاء دورة الألعاب الاولمبية الجارية الآن في العاصمة الصينية (تنتهي في العشرين من الجاري). ما يبعث على التساؤل عن الكيفية/المعلومة التي اعلن عنها جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي البيت الأبيض كما البنتاغون الأميركي وخصوصاً مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل بأن الرئيس الروسي بوتين سيصدر قرار الحرب/الغزو عبر البدء بغارات جوية مكثفة على كييف بعدما «أغلقَ» كل السبل السياسية والدبلوماسية والاتصالات رفيعة المستوى, إن على مستوى رؤساء الدول أم مستوى وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الأركان الروس, الأميركيين, الفرنسيين والألمان، لم تسفر عن نتائج تذكر خصوصاً آخر مكالمة هاتفية، والتي أجراها الرئيسان الروسي والأميركي مساء أمس السبت. وإذ لفتت التصريحات غير المسبوقة في حدتها وما انطوت عليه مفرداتها, من تبدّد الآمال بامكانية حدوث انفراج في أزمة الثقة المفقودة بين موسكو وكل من واشنطن وخصوصاً لندن وبروكسل/مقر الناتو, والتي عكستها تصريحات رئيس الدبلوماسية الروسية/لافروف، إن لجهة وصف محادثات مع وزيرة الخارجية البريطانية بأنها اشبه بحوار أبكم مع أصم/حوار الطرشان, أم اعتبار الـ«ردّ» الذي أرسله ستولتنبرغ (امين حلف الأطلسي) وجوزيف بوريل (رئيس الدبلوماسية الأوروبية), على مطالب موسكو بضمانات أمنيّة, علماً ان لافروف رفض تسلّم هذا الرد، كونهما غير مُكلفيْن ارسال رد غير جماعي كهذا، بل مطلوب من كل دولة أوروبية الرد على حدة, واصفاً/لافروف ردّهما بأنه يُذكِّر بـ«النفخ في قِربة مثقوبة». هنا تبرز » قضية أخرى تبدو نتاج حال الانقسام وتصاعد الشكوك بين الحلفاء أو على وجه أدق بين واشنطن من جهة ودول حلف شمال الأطلسي خصوصاً الأوروبية منها، خصوصاً تصاعد التشكيك الأميركي/وبعض حلفاء واشنطن في أوروبا ازاء موقف الدولتين الأكبر تأثيراً ونفوذاً خصوصاً ألمانيا/ومستشارها الجديد شولتس, كذلك الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أنهى للتو مباحثات «صعبة» مع الرئيس الروسي في موسكو، واعلان بوتين انه ما يزال «ينتظر» ردّاً من ماكرون, على ضوء تعهده ارسال رد كهذا بعد انتهاء اتصالاته مع بايدن وزعماء اوروبيين. تبدّى ذلك بوضوح في «الدعم الحذِر» الأقرب إلى «التحفّظ» الذي ابدته ادارة بايدن ازاء زيارة ماكرون لموسكو, حدود التشكيك الأميركي في ما وصِف بأنه تقدّم على مسار تجنّب الحرب, خاصّة مع اعلان ماكرون بأنه تلقّى «ضمانات» من الرئيس الروسي بشأن عدم لجوء موسكو الى مزيد من التصعيد. وهو أمر سارع الكرملين الى نفيه مباشرة بعد صدوره. كذلك كانت الحال مع زيارة المستشار الألماني شولتس لواشنطن وغمز الأخيرة من قناته عبر تسريبات الصحافة, بأن شولتس تجنّبَ الإشارة الى خط انابيب الغاز الروسي الى ألمانيا (نورد ستريم2), وان الألمان يقدمون مصالحهم على مصالح الناتو/واوروبا وغيرها من المصطلحات الأميركية المعروفة, التي تروم ابتزاز الحلفاء وزرع الخوف في نفوسهم من حرب لا يريد الأوروبيون حدوثها على أراضيهم, وزعم واشنطن انها الوحيدة القادرة على الدفاع عنهم في وجه أحد أقوى الجيوش في العالم «على ما وصف الرئيس الأميركي بايدن الجيش الروسي عندما قال في مقابلة متلفزة قبل يومين: انه لا يريد ان يتواجه الجيش الأميركي مع الجيش الروسي, لأن ذلك يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة. الحملة السياسية/والدبلوماسية المكثفة المحمولة على فيض من التسريبات الإعلامية المدروسة التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا, والتي تتحدث في وعن موضوع واحد, هو ان الغزو الروسي لأوكرانيا «قد يبدأ في اي وقت» كما قال رئيس الدبلوماسية الأميركي بلينكن في أكثر من عاصمة ومحفل, (دع عنك الإعلان الأخير لمستشار الأمن القومي الأميركي سوليفان عن تحديد 15 شباط الحالي موعداً لبدء الغزو الروسي, إضافة الى التلويح الأميركي/البريطاني وأتباعهما في العواصم الأوروبية/والناتو, عن عقوبات قاسية ستشل الاقتصاد الروسي وتطال شخصيات قيادية روسية وفي مقدمتها «بوتين»... تشي كلها خاصة مع تدفق القوات الأميركية والبريطانية والاطلسية إضافة الى أسلحة فتاكة الى أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا ومؤخراً رومانيا وبلغاريا. نقول: تشي كلها بأن واشنطن ولندن وحلف الناتو «يستدرجون» موسكو الى فخّ حرب ضد أوكرانيا, «يتوقّع» أصحاب القرار في واشنطن ولندن وخصوصاً في بروكسل/الناتو انها ستورط موسكو في حرب استنزاف مُكلفة وخطيرة، قد ينجح المعسكر الغربي في النهاية بفرض «شروطه» على الكرملين, وربما أبعد من ذلك إطاحة بوتين, أو أقلّه «نسف» أي محاولة لبروز تحالف استراتيجي سياسي وعسكري بين الصين وروسيا, والاحتمالات المائلة لانضمام إيران اليهما بـ«صيغة ما», رغم أن «موسكو» تواصل نفي نيّتِها شن حرب مَطلوبة أميركيا/وناتويا, وكل ما يطلبه الروس هو الحصول على ضمانات أمنية مُلزِمة وقانونية. kharroub@jpf.com.jo الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/13 الساعة 00:36