الخالدي تكتب: روسيا تستعيد أمجادها السوفيتية (الأزمة الروسية الأوكرانية)
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/12 الساعة 23:27
مدار الساعة - كتبت: بيداء الخالدي
ان العالم اجمع يتكهن بماذا سيحدث في (الأزمة الروسية الأوكرانية)..
ان التساؤلات التي تعصف بالاذهان ما الذي تريده روسيا ويخشاه الغرب؟! او بالاحرى ما الذي لا يريد تنفيذه الغرب لانهاء الصراع.
روسيا تشحذ قواتها العسكرية على الحدود الاوكرانية ، ايضاً الناتو يرسل تعزيزات دفاعية لشرق اوروبا، المشهد يوحي بأن الحرب اصبحت وشيكة، لكن هذا التصعيد من شأنه أن يُجلس الولايات المتحدة والاطراف الاوروبية على طاولة المفاوضات مع روسيا للتخفيف من حدة التوتر .
اوكرانيا هي خاصرة روسيا ومنفذها لاوروبا وتشترك معها بحدود طويلة تقدر بحوالي 2000كيلومتر ، عام 2014 قامت ثورة الحرية في اوكرانيا واطاحت بالنظام الحاكم الموالي لموسكو، موسكو التي رأت ان ذلك يُعتبر انقلابا على الشرعية، وضمت لها شبه جزيرة القرم.
الغرب يرى ان روسيا تحاول تغيير النظام الأمني في اوروبا، وروسيا ترى انها تحافظ على استقرار المنطقة، فلاديمر بوتين الرئيس الروسي يسعى لاستعادة هيبة روسيا دولياُ (فالامر يتعلق باوكرانيا ظاهرياُ،لكن فعلياُ يتعلق بشيء اكبر من اوكرانيا) يمكن القول انه يتعلق برغبة بوتين بالعودة للامجاد السوفيتية.
ان جوهر الأزمة ان واشنطن قد اعطت وعداً شفهياً بان حلف شمال الاطلسي (الناتو) الذي وجد بالاساس لمواجهة الاتحاد السوفيتي لن يتقدم للشرق، القلق الروسي بدأ عندما بدأ الحلف بدعوة دول لا تستوفي شروط الانضمام من اوروبا الشرقية للانضمام اليه ، الذي اعتبرته روسيا بمثابة خيانة من الولايات المتحدة الأمريكية. روسيا تطالب بضمانات مكتوبة تقر بعدم انضمام اوكرانيا للناتو ، لانه طالما اوكرانيا بعيدة عن الناتو لاتشكل خطراً على موسكو ، لكن بانضمامها تشكل تهديد للأمن القومي الروسي من خلال اقامة قواعد عسكرية للناتو باوكرانيا .
ان الولايات المتحدة لاترغب بالدخول في صدام عسكري مباشر مع روسيا الذي بالنهاية سيؤدي الى حرب نووية ،لكنها تلوَح باستخدام عقوبات اقتصادية في حال قامت روسيا بغزو اوكرانيا ، وتلك العقوبات التي ستكون عواقبها كارثية على الاقتصاد الروسي ، الا أن الرئيس الروسي بوتين لن يتراجع عن التصعيد والضغط امام التهديدات الامريكية والاطلسية ولن يسحب قواته الا باتفاق يرضي المصلحة الروسية فالارجح هو العودة الى المفاوضات الدبلوماسية لتخفيف حدة الأزمة حالياً، الى حين تستطيع الاطراف مستقبلاً اقتناص الفرص وتحقيق الاهداف.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/12 الساعة 23:27