ماكرون موسكو وتشامبرلين برلين.. الحرب الوشيكة في شرق أوروبا

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/12 الساعة 00:11

 كتب: حمزة عبيدات

بالصدفة البحتة شاهدت قبل أيام فلما تحت اسم The Edge of War  يتحدث عن لحظة حاسمة في تاريخ العالم، وعن جهود بريطانيا ورئيس وزرائها نفيل تشامبرلين في وقف اجتياح ألماني وشيك لتشيكوسلوفاكيا.
تشابه الأحداث يقابله تشابه في الشخصيات فيقترب بوتين من هتلر فالرجل لم يتردد في احتلال جزيرة القرم سابقا، وعبث جيشه في سوريا باستخدام أنواع من الأسلحة الممنوعة ووفر غطاء أيضا لجيش النظام السوري لعمل سلسلة من الجرائم البشعة باستخدام أسحلة محظورة دوليا. 
وعلى الجانب الآخر تذكرني هرولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موسكو بهرولة تشامبرلين إلى برلين لتوقيع اتفاق ميونخ مع هتلر عام 1938 بعد مؤتمر ضم رؤساء حكومات فرنسا وايطاليا أيضا، وكان الاتفاق يضمن وقف الحرب ويرضي غرور هتلر ولو مؤقتا، ويوفر له وقتا للعمل على خطته، ويتماشى مع سياسات رئيس الوزراء البريطاني المعروف عنه حينها ميله إلى سياسة الاسترضاء.
وبالعودة إلى الفلم الذي أظهر الدور الكبير للاستخبارات البريطانية التي استطاعت عن طريق عملاء ألمان تسريب خطة هتلر للتوسع في أوروبا، تجاهلها تشامبرلين ساعيا لتثبيت اتفاقه مع هتلر على وقف الحرب وإعلان حسن النوايا بين البلدين الذي عده نصرا أمام الشعب البريطاني. 
خطة هتلر المجنونة بعدها لم تقتصر على تشيكوسلوفاكيا فقط بل إنها امتدت لاحتلال معظم القارة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية، لكن ما وقع به هتلر ليس بالضرورة أن يقع به بوتين الذي يرى ترهل الناتو واختبر شخصيا ضعف الولايات المتحدة وعدم قدرتها على خوض حرب جديدة بعد أن أجبر باراك أوباما على التراجع عن خطة التدخل في سوريا، إضافة إلى ضعف ردات الفعل الأوروبية والأمريكية التي اقتصرت على التلويح بالعقوبات. 
كل ما تقدم ولم نتطرق بعد للحلف الضمني مع الصين، وهو حلف غير معلن لكن المصالح التي تجمع البلدين تعززها الرغبة في التخلص من السيطرة الغربية على العالم سياسيا واقتصاديا، خاصة بعد الحرب التجارية والاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مصالح البلدين.
الحرب وشيكة ولا يوقفها أو يؤجلها إلا اتفاق ستكون مكاسب روسيا منه كبيرة جدا، وستزيد من خسائر التحالف الغربي على مستوى الهيبة وبسط النفوذ، وتحتاج أوروبا والولايات المتحدة أدوات أكثر فعالية للضغط على روسيا وهو ما لا يتوفر حاليا وتعززه رغبه كبيرة بتجنب صراع مع الروس. 
 

مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/12 الساعة 00:11