شذرات الساعة.. الرزاز والرفاعي والكايد والأحزاب والثلجة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/09 الساعة 20:29
يكتبها: خالد نواف البطاينة
· من المؤسف جدا، أن تأخذنا الهفوات والكبوات، إلى حد الإساءة لشخصيات وازنة، اجتهدت ذات مسؤولية، وفق ضوابط وطنية، فأصابت حينا، وأخطأت حينا أخر. والدكتور عمر الرزاز، يعد مثالا. فالرجل تلاحقه – بين الفينة والفينة – جموع من الذباب الإلكتروني، تترصد حتى سعاله. وهناك أيضا سمير الرفاعي الذي تلاحقه الإشاعات والتطاول إلى حد اغتيال الشخصية.
أما آن آوان العمل من أجل وضع حد لهذه التخرصات والسفاسف التي تلاحق مثل هؤلاء وسواهم. سؤال برسم الإجابة.
· نستذكر عميد الصحافة الأردنية وشيخها، أبي العزم، المرحوم محمود الكايد، ونتوقف مليا عند مواقفه الصلبة، مدافعا شرسا عن الصحافة ورسالتها والعاملين فيها. نستذكره ونحن نشهد ونرى، الأزمات التي تمر بها، والحال الذي آلت إليه الصحافة الورقية، التي شكلت ذات زمن، ذاكرة الأردنيين، وترسخت في وجدانهم، عنوانا للحقيقة، الناطقة باسمهم، المسلطة الضوء على مشاكلهم، المدافعة بضراوة عن ثوابت الدولة ومواقفها.
أزمة طاحنة، تمر بها الصحافة الورقية.. ولكن، لا بواكي لها، بل عليها وهي تكاد تلفظ أنفاسها.
· الأحزاب، وما أدراك ما الأحزاب!. سباق رالي للظفر بشهادة الميلاد. المسميات شتى، والأدبيات متقاربة أن لم تكن ذاتها، أما الأشخاص فهم في غالبيتهم من الذين، ومنذ سنوات، نراهم ينظّرون "ويرطنون" علينا بمفاهيم ومقولات لا نعرف ماهيتها، وكأنهم من عالم ليس عالمنا.. أما البرامج الإصلاحية، التي تؤشر على مواطن الخلل والمشكلة، وتقترح بل تجترح الحلول، فهي الغائبة بامتياز.
"نريد أحزابا قائمة على برامج، لا أشخاصا". هكذا قال جلالة الملك، فهل هناك من يلتقط الرسالة، ويقرع الجرس؟. الأحزاب تتوالد وتتكاثر بشكل يشي ويؤشر إلى أننا فقدنا البوصلة، وسط هذا الزحام والتدافع الشخصي. بالفعل، لا بد من إعادة تحديد الاتجاه والوجهة، إذا كانت المصلحة الوطنية هي المحرك والدافع.
· "الثلجة" الأخيرة كشفت المخفي والعيوب. الشوارع وحفرها، الكهرباء وانقطاعاتها، واستهتار البعض، ممن خرج بسيارته رغم كل التحذيرات.
طعم العلقم تجده بتصريحات، كانت تنزل على رؤوسنا مثل زخ المطر، وتؤكد على الاستعداد للمواجهة مع زخات مطر وثلج.. وبعد الذي رأيناه وعايشناه، نقول: فعلا كانت الجاهزية قصوى.
التحية لكل منتسبي القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، النشامى الذين خرجوا ليدفعوا عنا الثلج بصدورهم وسواعدهم.
· الأرقام تتجاوز حد التوقع بمئات المترات، وفيات ومصابين. إنها الكورونا الجائحة التي أنهكت الأجسام والأحلام. ومع هذا، لا زلنا نقيم الصواوين لأفراحنا وأتراحنا، دون أدنى التزام بإجراءات السلامة العامة. انه الاستهتار، نعم، الاستهتار. وكأننا نستدعي كورونا من غفوتها وسباتها، كي نتأبطها ونعانقها، بل ونطبع القبلات على فيروسها اللئيم.
والسؤال: الحق على مين؟. ما دام لسان الحال يقول تندرا "على الطليان".. فالفيروس سيبقى يهاجمنا من حين لأخر، ولن ينشف ولن يموت.
· لماذا نكذب ونتشدق بالآباطيل. ما دمنا نعرف أن الحبل قصير، والحقائق مصيرها أن تطفو على السطح. لماذا نحترف الزيف والخداع، ما دمنا نعرف أن رأس الحكمة مخافة الله. كلنا إلى زوال، وخير الزاد التقوى.
الكذب ملح الرجال، مقولة خائبة، وليست صائبة. الإنسان السوي لا يكذب، والمؤمن لا يكذب. وملح الرجال يكمن في صدقهم وانسانيتهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/09 الساعة 20:29