الكهرباء..وجدل الفاتورة!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/09 الساعة 02:23
جدل واسع يدور في الارجاء حول ارتفاع فواتير الكهرباء للشهر الماضي، وسط اتهامات بقيام شركات الكهرباء بتحميل بدل الفاقد على فواتير المستهلكين، وذلك ما تنفيه الشركات باستمرار.. فأين الحقيقة؟.
الشركات وعدد من الخبراء، يؤكدون أن سبب ارتفاع الفواتير للشهر الماضي يعود الى انخفاض درجات الحرارة، وارتفاع معدل استهلاك الاجهزة الكهربائية مقارنة مع الاشهر العادية التي يكون فيها الجو معتدلا ولا يحتاج الى استخدام وسائل التدفئة بكثرة، بالإضافة إلى التوقيت الشتوي والذي تغيب فيه الشمس مبكراً وتزيد عدد الساعات الليلية للمستهلكين، بالإضافة إلى عطلة المدارس حيث يتواجد أفراد الأسرة في المنازل على مدار الساعة، وهذه عوامل تقود الى ارتفاع الاستهلاكات والدخول ضمن شرائح مرتفعة ما يرفع اثمان الكهرباء.
أسباب علمية ومنطقية كثيرة تنفي عن شركات الكهرباء الوطنية تهمة رفع الأسعار، وتحميل العدادات المنزلية بدل الفاقد والسرقات التي تحدث على مدار العام ومنها وليس على سبيل الحصر، بأن احتساب قيمة العداد الإلكتروني يتم بعد الاستخدام المباشر من قبل المستهلكين ولا تحسب على الشبكة بشكل مباشر، ما يجعل من عملية تحميل الفاقد على العدادات امرا مستحيلا لا بل ليس علمياً.
الحديث والجدل حول ارتفاع الفواتير في فصل الشتاء وعادة ما يكون خلال الشهر الاول من العام الجديد، ليس بجديد ففي كل عام يشتكي المستهلكون من ارتفاع فواتيرهم، متناسين ارتفاع استهلاكهم ما يجعل من بعض من يدعون الخبرة وتوجيه الاتهامات إلى شركة الكهرباء الوطنية لاتهام الحكومة بالجباية من خلال تحليلات غير علمية ومنطقية واقعية، غير أنها تعمل على زرع الشك وتغييب الثقة بين المستهلكين والشركات الموزعة للكهرباء، ومن هنا لا بد من تساؤل للمستهلكين، كيف لك أن تقارن ما بين فاتورتك خلال مؤسم الصيف والذي تكون فيه الحرارة طبيعية وساعات النهار طويلة، ولا تستخدم خلاله السخان والمدافىء الكهربائية ولا تجلس بالبيت كثيراً، وما بين فصل الشتاء الذي يكون التوقيت فيه شتوياً وساعات الليل طويلة، بالاضافة إلى استخدام المدافئ والمكيفات والاجهزة الكهربائية وغيرها.
نحن وكما العادة، نعاني من دعاة الخبرة في كل شيء والمتسلحين بوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل التي قدمتهم خبراء، غير انه من غير الطبيعي أن تؤثر تصريحاتهم وتحليلاتهم على الرأي العام، الذي بات يسمع لهم وكيف لا وهم الخبراء في كل شيء فلا يعجزون عن التحليل بأي موضوع، وكيف لا وأنت تجد في كل يوم خبيراً يفتي في كل شيء، في النفط والكهرباء، وبالنحاس والذهب، واليورانيوم.. ففي كل شيء خبراء... وفي النهاية لما لا..! فالحكي والشعبوية بـ «بلاش»!.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/09 الساعة 02:23