الخوالدة يكتب: ترسيخ التطوع وتاكيد الانتماء

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/27 الساعة 02:16
اسماعيل الخوالدة متصفحاً بعض المواقع المتخصصة على شبكة الانترنت، يبحث غيث جبر الطالب عن طرق ومهارات لتعلم فنون الهكر وقرصنة المواقع، يريد بذلك احتراف فنون الاختراق ليحطم المواقع المعادية لوطنه والتي يبث فيها الإعلام المعادي أفكاراً إرهابية وإشاعاتهم التي تنال من الروح الوطنية، ويرى بذلك مساهمة بسيطة تشكل جزءاً من نشاط تطوعي لم يتح له محيطه الانخراط فيه.. وإلى أن يتقن ما تطوع فيه لا يوفر غيث جهداً في الرد على صفحات التواصل التي تروج لداعش وغيرها، فيكتب ويحلل ويعلّق بمقدار فهمه وحبه لوطنه، فهو أحد شباب كثر اتخذوا بصورة فردية من التطوع الالكتروني طريقة يساهمون من خلالها في التصدي لحركات الإرهاب كلها التي تسبب الكوارث في ظل ماشهد من حضور متواضع لجمعيات تنظم عمل الشباب على أرض الواقع، واكتفائهم بمقاهي الأراجيل حتى الصباح، بالمقابل هناك شباب اردني يمارس العمل التطوعي الالكتروني بحيث اصبح الارهاب واستقطاب الافراد للجماعات الارهابية الكترونيا . الملفت أن الكثير من الشباب المستطلعة آراؤهم يظهرون حماساً لتقديم الأعمال التطوعية دون أن يكون لأحدهم مثلاً نشاط ما في جمعية أو نادٍ وحجتهم في ذلك غياب جمعيات تقود أنشطة مجتمعية فعالة أو أن تلك الجمعيات إن وجدت فإنها لا تعلن أو تسوق عن نشاطاتها بالشكل الذي يمكّن هؤلاء الشباب من الانخراط في صفوفها كمبادرة (الحكي النا) فهي مبادرة شكلت للشباب ومحاربة الفكر الإرهابي التطرفي وتهتم بجميع شؤون الشباب، وتقول (المرشدة التربوية ربى منصور عقيل) خريجة جامعية: أهوى العمل التطوعي، وأرغب أن أكون جزءاً من جمعية أو مؤسسة ما تنفذ أعمالاً، وتقوم بنشاطات تُساهم من خلالها في بناء المجتمع، لكنني لا أعرف أسماء تلك الجمعيات ولا طريقة الانتساب إليها، وتكمل: سألت مرة عن طريقة التطوع في منظمة الهلال الأحمر، فقالوا لي: إن الأمر يحتاج إلى تقديم طلب وموافقات يطول قبولها، إضافة لكثرة التنقل وضغط العمل، فغيّرت رأيي وأحجمت عن الفكرة، في حين تبيّن (إسراء صالح الشعيل) محامية تتلمذت عند امهر المحامين من امثال الدكتور مهند الزعبي أن من الأسباب الأخرى لغياب نشاط مثل تلك المؤسسات عدم وجود أنشطة ترويجية كافية لها كالإعلانات في الصحف أو الإعلانات الطرقية أو الانتشار في مواقع الكترونية معروفة. وجهات نظر اخرى للشباب ويرى الشابان عون محمد عبد الله جبر طالب في كلية الطب البشري وعبد الله احمد طالب توجيهي أن ارتباط العمل التطوعي غالباً بمنظمات تأخذ طابع الرسمية، فمن حيث المبدأ يؤدي إلى ابتعاد الشباب في كثير من الأحيان عن تلك المنظمات لما أسمياه البيروقراطية الواضحة في عملها، ويقول: المنظمات تكبّل فكرة العمل التطوعي التي يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الرسميات، وأرى أن الحل يكون بتعزيز تلك المؤسسات الخاصة بدعم مباشر من وزارة التنمية الاجتماعية والعمل، أما حنان عبد الوهاب البشير الطالبة في كلية الطب، فتقارب مشكلة التطوع من ناحية أخرى، إذ ترى أن ثقافة العمل التطوعي مرتبطة بمفاهيم وقيم يؤسس لها منذ الصغر لتصبح سلوكاً بحد ذاته، وتقول: نحن بحاجة أن تركّز جهات العمل التطوعي – أيّاً كانت الجهات التي تقف وراءها – على زرع مفاهيم التطوع وحب الآخرين في نفوس الأطفال والشباب دون الاستهانة بأي جهد يُبذل في هذا الاتجاه لأنّه يؤسس لثقافة مجتمع. نقاط مضيئة: في المقابل لا يمكن إنكار أدوار ملحوظة نفذتها مؤسسات العمل التطوعي والاجتماعي الاردنية، واتحادات الطلبة الذي نفذ الكثير من الأعمال والنشاطات التطوعية، فزارت فرق شبابه اردنية للقضاء على الإرهارب، وكانوا عوناً في كل معركة ضد الإرهاب، وكذلك كانت بعض فرق العمل الشبابية الأخرى التي نفذت أعمالاً تطوعية كثيرة، وأفكاراً لنشر روح التعاون بين الاردنيين، فكانت مبادرات كثيرة لتقديم الطعام واللباس للمحتاجين واللاجئين العرب، وزرع الأمل ما استطاعوا في كل مكان وصلت له يد الإرهاب، واخيرا العمل التطوعي والمجتمعي، يبدأ بترسيخ ثقافة التطوع، وينتهي بتأكيد ثقافة الانتماء، لتتغيّر تلك بعض الصورة السلبية في المجتم، ويصبح العمل التطوعي ثقافة يؤمن بها جميع ابناء الوطن.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/27 الساعة 02:16