من هو الرئيس المُناب أو المُناوب.. وقد فضلوا الفنادق؟
الأردن الكبير الذي فيه نصفان مكملان لبعضهما، نصف من الرجال ونصف آخر هو رجولة في رجال، لا ينطق بالترهات، ولا يغوص في حروب الإقليم، يكفيه رعاية مواطنيه، ومآسي ضحايا حروب المنطقة. لكن للأسف بعض قياداته يصغرونه، هل كان يكفي ان يموت عدد كبير من المعتمرين، رحمهم الله، دون أن نرى السيد رئيس الحكومة، أو نائبه المبجل، هذا إن كان للحكومة نائب؟ دونما تصغير لوزير الأوقاف والصحة والنقل الذين هبوا لعيادة المصابين ومواساة المكلومين.
كان الملك يحفظه الله قبل أسبوع من آخر رمضان الفضيل يرسل برسالة للعاجزين، إن لم تصنعوا فرقاً، كونوا على يقظة، وابقوا مع الناس فذلك أقل ما يفعله الرجال، كان يذكرنا بنهج الهاشميين، حين قفز فزعا ومُحترّ القلب ليطفئ ناراً أصابت شجر الحمر التاريخي ويكون مع الناس، الأرجح أنه كان بين أهله كأي أب أسرة، لم ينتظر مؤشرات ولا نصائح البطانة كي تقدم تقديرات مشاركته، ظلّ كما هو جنديا لا يتغير، فألحّ عليه الواجب أن كُن معهم فكان كعادته وفي مساحات اليوتيوب اعجابات اعلامية عربية بمشاركته للناس في الثلج وفي المواجع العديدة، وآخرها حريق الحمر. ذلك أنه ابن الأرض التي عرفت معنى أن تلملم جراحها كلما اتعبها الزمن.
ترى هل فهمت الحكومة رسالة الملك رعاه الله، بمعنى هل قرأت مؤشرات القُرب من الناس، وكيف يكون الرجال؟
هنا نقول: إن رئيس الحكومة لا يكون صنواً للملك إلا إذا كان قادراً على أن يجاريه بالحدس وبحب الناس والولاء للأرض وناسها.
لكنهم يا سيدي أبا الحسين، وفيك رائحة العسكر آباء كل الطيبين من شعبك الصابر، لكنهم -أي بعض الكبار -المنشغلين بأبنائهم ومواقعهم لا يفعلون ولا يقرأون الإشارات، فأحالوا البلد إلى وليمة لاعشاب البحر، وفضلوا الفندق وطناً في بلاد غير بلادهم، على الوطن الذي يجب ان نجهد لكي يكون فندقاً لأهله الذين ما خذلوا وطنهم يوماً.
نعم غابت الطقوس والإشارات بلغة الراحل سعدالله ونوس، وبقيت الخيبات منهم، هل من المعقول أن تترك بلد دون ان نعرف من هو رئيس حكومتها المناب أو المناوب؟ وغن فعل ذلك بالتمرير، وغالبا ما مرروا الكثير، من قرارات، هل يعقل أن لا يعلن من هو بطل خيباتنا؟
لا نقول إنهم تسببوا في شيء مما قدر الله من حوادث، لكن كما قال الآباء، كنا نتمنى أن يقفوا مواقف الرجال؟ ذلك أن هذا البلد ما حفظه وما ابقاه في وجه الأعاصير رجاله الذين عرفوا قيمته ومعناه، وحفظوا ترابه وخارطته بكل التفاصيل. أما بعض هؤلاء وليس كلهم، فلا يرونه إلا فندقاً مؤقت الحجز والإقامة، وليس إلا دوام إضافي لزيادة التقاعد والراتب.
كنا نتمنى في العيد أن نرى رئيس حكومتنا يبحث عن طفل في طيبة وادي موسى بث صرخته ومطلبه بالخبز والماء، أو يزور ارملة أو يعود فقيراً، او يدخل طوارئ مستشفى في البادية الشمالية او الأغوار او الجنوب؟ كنّا نتمناه ولو خيالا، لكنه لم يأت، ولن يطلع علينا ذات صباح.
حمى الله الملك والأردنيين والأردن!