عَمَلِيَة إِنْقَاذ الْطِفْل الْمَغْرِبِي رَيَان مِنْ الْبِئْرِ
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/06 الساعة 15:56
سقط الطفل المغربي ريان إبن الخمس سنوات في بئرٍ إرتوازيٍ محفوراً في قرية قرب مدينة شفشاون في إقليم شفشاون في شمال المغرب، عمقه أكثر من ستون متراً، ومنذ عصر يوم الثلاثاء الموافق 01/02/2022. وقد تم إعلام السلطات المغربية بفقدان الطفل وتبين فيما بعد أنه قد وقع في البئر والذي تُرِكَ مفتوحاً دون تحذير او غطاء من قبل الجهات المسؤولة. وقد تأكدت السلطات المغربية من ذلك ووجود الطفل على عمق إثنين وثلاثين متراً من البئر، ولصعوبة الحفر في هذا البئر وتوسعته ولخطورة جغرافية المنطقة لم يستطع خبراء الآبار من إخراج الطفل نهائياً. وقد إنتشر خبر الطفل ريان في الإعلام وعلى القنوات الفضائية على المستوى الوطني والإقليمي والإسلامي والعربي والعالمي، وأصبحت عملية الحفر والإنقاذ تتابع على مستوى عالمي، لأن حياة الأطفال من ناحية إنسانية من مسؤولية الناس أجمع بغض النظر عن الدين أو العرق أوالجنسية ... إلخ. وهذه الحادثة تذكرنا بحادثة سيدنا يوسف عليه السلام عندما ألقوه إخوته في البئر (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (يوسف: 10)). وقد إستدعى الأمر السلطات المغربية لإتخاذ قرار حفر حفرة عمودية موازية لحفرة البئر بعمق إثنين وثلاثين متراً ومن ثم الحفر أفقياً للوصول لمكان الطفل وإنقاذه وبدأ الحفر منذ يوم أمس الموافق 4/2/2022 وحتى مساء يوم السبت الموافق 5/2/2022 والعالم يتابع نتائج عملية الحفر والإنقاذ القائمة على قدم وساق من أجل إنقاذ حياة الطفل ريان. وبشكل رئيسي على قناة الجزيرة بشكل متواصل ومباشر وفي نشرات الأخبار على قنوات إعلامية مختلفة في العالم وعلى وسائط التواصل الإجتماعية العديدة.
حادثة الطفل ريان وعملية متابعة الحفر والإنقاذ للطفل ريان بشكل مباشر وَحَّدَت إنسانية العالم وتضامن وتعاطف الناس من جميع أنحاء العالم مع الطفل ريان وأهله وأيدوا هذه العملية الجريئة والمُكْلِفَة جداً للحكومة الملكة المغربية. وقد شارك العديد من المتحدثين من بلدان عربية وأجنبية مع إعلاميي الجزيرة بتعليقات حول هذه الحادثة من نواحي مختلفة إنسانية ومسؤولية ووقائية وتحذيرية ... إلخ. وكتقييم واقعي ومنطقي وعقلاني لحيثيات هذه الحادثة، نقول: على كل جهة رسمية قد ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في سقوط الطفل في هذا البئر تتحمل مسؤوليتها،ومن أولها: من قرر وقام بحفر هذا البئر الإرتوازي ومن تركه مكشوفاً دون تحذيراً لأهل المنطقة وذويهم. والعمل الذي قامت به الجهات المسؤولة من إجراءات فورية لعملية الحفر والإنقاذ هي إعتراف بمسؤوليتها، وفي هذه الحالة ينطبق القول المأثور: درهم وقاية (تغطية فتحة البئر ووضع إشارة تحذيرية) خيراً من قنطار علاج (إشغال الجهات الرسمية بعملية الحفر والإنقاذ)؟. وثانيهما: مسؤولية أولياء الأمور في المنطقة لعلمهم بحفر البئر وعدم تحذير أولادهم من الوقوع فيه. ولكن هذه الحادثة وما دار حولها من تغطيات إعلامية كبيرة أوصلت رسالة واضحة للعالم أجمع بأن عنصر الإنسانية حَيٌ لا ولم ولن يموت في نفوس أفراد شعوب العالم المختلفة وبغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو اللغة (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). إلا أنه تم إعلان أخبار متعارضة عن متابعة الأمر وتم مطمطةً عملية إخراج الطفل من البئر كثيراً جداً رغم إنهاء فريق الحفر الأفقي وتسليم العمل لفريق الإنقاذ منذ عصر يوم السبت الموافق 5/2/2022 إلى أن إختاره الله إلى جواره رحمة الله عليه وعظم الله أجر أهله.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/06 الساعة 15:56