تريلونير يعيش في منزل بقيمة 50 ألف دولار!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/06 الساعة 01:05
في عالم المال والأعمال الدولية قد ترى العجب العُجاب عبر تحديثات أرقام المليارات التي يتم الكشف عنها سنوياً أو دورياً منسوبة لكبار أغنياء العالم، ولكن العالم العربي كجزء بسيط على هذه الكرة الأرضية لا يمكنك فعلياً أن تتوقع أو تعرف على وجه الدقة كم يُخزن أمراء المال في صناديق وبنوك عالمية، ولكن المؤكد أن هناك مليارات ليست متواضعة يحتكم عليها كثير من أغنياء العرب ولو تم استخدامها في مشاريع وطنية للتنمية والصناعات الكبرى لاستغنى العرب عن نفطهم وغازهم الذي يتدفق على دول الشرق والغرب، ومع هذا لا أحد يتنازل ليجرب معيشة الشعوب الفقيرة أو يتخلى عن قصره الفاره ليكون جامعة على أقل مثال.
اليوم يتصدر التريلونير إيلون ماسك قائمة أغنى رجل في العالم، بقيمة ثروة صافية تعادل 320 ملياراً حسب آخر المعلومات إن لم يحدث تغيير عليها، والرجل اليوم في عمر الخمسين عاما، الذي يجب أن يكون عمر الراحة والرفاهية والتقاعد الذي لا يعرفه كثير من مليارديرات العرب المزيفين بواقع وطني، ولكنه يعيش في منزل متواضع قيمته 50 الف دولار مستأجر من شركة سبيس إكس التي أسسها ماسك نفسه، هل يمكن تصديق ذلك؟ يبدو أن هذا صحيح أو كان صحيحاً، إذ يسكن أيضاً في قصر فاره لصديقه وشريكه السفير كين هويري لعام كامل، وهما يشتركان في شركة باي بول هولندنغ.
ماسك غريب الأطوار ولد في جنوب أفريقيا، حينما كانت مستعمرة، لوالد كندي ثري وهو يحمل الجنسية الأميركية ويتربع على عرش أهل المال، عدا آل روتشيلد، الذين يملكون ثروات العالم، وقد زار الأردن غير مرة، مثلما زارنا شخصيات اقتصادية عالمية من محركات الاقتصاد العالمي مثل «جون بيزوس» صاحب أمازون و«جاك ما» مؤسس مجموعة علي بابا القابضة الصينية، ورونالد لودر رئيس إمبراطورية «آستي لودر» لمستحضرات التجميل، و لودر هذا انشأ مؤسسة رونالد لتمويل التعليم اليهودي في 16 دولة.
وكل أولئك الرهط يديرون عالم الاقتصاد على هذه الكرة بكل تواضع وبكرم التبرعات، والقائمة تطول في تعداد مليارديرات العالم الذين لم يبيعوا قطعة أرض ولم يختلسوا موازنات شركاتهم، بل إنهم استفادوا من البيئة الاستثمارية وعالم التكنولوجيا فائقة التقدم لينشئوا إمبراطوريات صناعية وتكنولوجية وبرامج لعالم متقدم نحن لسنا جزءا منه، ولسنا جزءاً من عقلية العطاء والبذل، بل نفرح عندما تسقط مؤسسة أو يفلس تاجر أو يهرب بجلده.
ما يعنينا هنا هو غياب أي استثمار حقيقي يعود نفعه على المواطنين، ورغم العديد من الفرص التي كانت أمامنا لخلق بيئة استثمار حقيقي تحقق نمواً عالياً في الدخل القومي وتشغل آلاف المعطلين، فإن أحداً لم يتحرك لاحتضان أي مشروع أو مستثمر وحمايته من الأذرع الطويلة والقبضات القوية، حتى وصلنا إلى مرحلة اليوم نرى فيها كبار التجار والمستثمرين الأردنيين قد غادروا أعمالهم، ونعرف عن شخصيات تسكن في قصور قيمتها عشرات الملايين، وغيرهم ممن ركبوا على ظهر السياسة لتحقيق أحلام الثراء الاقتصادي ثم نقلوا أعمالهم الى دول أخرى، وتركوا بلدا لو تحققت الإرادة فيه لكان في مصاف دول حولنا نتغنى بصيتها وهي ليست سوى مستوعب لتشغيل الأموال أو غسلها حتى.
على السيد ماسك أن يعطينا دروساً عملية في كيفية التعامل مع أزماتنا التي لا تنتهي، وأن يقول لنا إن القصور والخزائن الملآى في البنوك لغايات التربح أكثر فأكثر لا تبني اقتصاداً لبلد يمكنه الخروج من ضيقته بانفتاح ووضع سياسات حمائية لتشغيل الأموال عبر مشاريع جديدة أو دعم مشاريع متعثرة مالياً، فنحن نعيش في بيوت أو قصور قيمة تشغيلها منزلياً أعلى من السكن في فنادق خمس نجوم، بينما نحن منشغلون في معارك سياسية ولو انشغلنا بالاقتصاد حقاُ لما تحولنا إلى مجرد عالة...!
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/06 الساعة 01:05