آبار ومناهل تبتلع البشر.. لحظات حرجة بانتظار إنقاذ حياة ريان المغربي.. واستشهاد اسيد اللوزي وإبراهيم الطيراوي قبل ٣ اعوم في الاردن
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/04 الساعة 18:50
مدار الساعة - كتب: (أ.د. أحمد ملاعبة - استاذ الجيولوجيا والبيئة - خبير إدارة الكوارث والأزمات)
** المناهل بين الغطاء المحكم وشبكة الحماية
** الغارقون في السيول والمناهل.. الكوارث البشرية في الأردن والعالم
** في لحظات الانتظار العصيبة لانقاذ حياة الطفل ريان (٥ اعوام) الذي سقط في بئر ضيقة غير محقق لادنى شروط السلامة العامة (بعرض ٦٠-٢٠ سم) ولكن عميق بمقدار ٣٢ متراً في إقليم إغران ببلدة شفشاون في شمال المملكة المغربية .. القضية التي اخذت منحنى عالمياً واصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تعبق بالدعاء أن يخرج سالما خلال الساعات القادمة.. بإذن الله.
في مصيبة ريان نستذكر ذكرى استشهاد ابراهيم الطيرواي.. وأسيد اللوزي
في (خريبة السوق .. واليادوة/ عمان- الاردن) حيث كان الحزن الذي اصبح يلازمنا خلال مرحلة الفاجعة ولكن هذه المرة بطريقة غريبة ومستهجنة.. إنه الموت داخل المناهل غير المؤهلة والمهترئة .. فقدنا "اب شاب" لاربعة اطفال هوى نحو الجب العتيق .. لم تنتظر نخوة وشهامة "ابراهيم الطيراوي" ابن خريبة السوق أن يترك الفيضان يلتهم الأرواح البريئة دون إنقاذ وهب ووثب كالاسد غير مكترث للعواقب المأساوية لينقذ الضحايا في سيول عمان.. وارتفعت روحه الطاهرة لتلتحق بمواكب الشهداء الذين قضوا في كوارث الفيضانات.. وبجاره اليادودي الشهيد " أسيد اللوزي" الذي نزل في منهل لينقذ حياة طفلة ارتقت شهيدة بعد أن هوت وهي تسير على شارع آمن .. في جنباته منهل شبه مكشوف وعميق.
لم تعرف بعد ردة فعل الجهات الرسمية رغم أن الواقع سيملي علينا تعويم القضية .. كما عامت السيول في عمان وخلدا واليادودة .. وستنحصر في تأكيد أن المناهل كانت بجاهزية تامة .. ولكن في النهاية هناك مسؤولية محددة .. ومسؤولية مشتركة لكارثة المنهل.
قضية جاهزية وكفاية المناهل.. هي قضية كل مدينة أردنية بل في كل ارجاء العالم.. بحيث تجد على الطرق الرئيسية والفرعية مناهل شبكات التصريف إما مكشوفة بلا أغطية أو انها مهترئة وقديمة أو انها وترتفع أو تنخفض لعشرات السنتيميرات عن مستوى الأسفلت أو انها غير موجودة.
قديما كانت هذه المناهل تستخدم لتصريف المياه ولكن اليوم مع وجود شبكات الصرف الصحي أصبحت أكثر كثافة وعددا وأعمق في جوف الأرض ..
إن حوادث المناهل ليست بالقضية الجديدة فلقد أزهقت ارواحاً كثيرة خلال العقود الأخيرة علاوة على الخسائر في المركبات التي تهوي عجلاتها في المناهل المكشوفة أو شبه المغطاة.
العالم اليوم يعتبر صيانة المناهل في الطرقات من الأساسيات الهندسية للطرق .. لا بل وتجد هناك صيانة دورية لها ولأغطيتها خوفا من حدوث كارثة بشرية.
وثمة نقطة هامة لا بد من تفعيلها وهي ان المناهل العميقة تحتاج إلى تجهيزات خاصة مثل وجود سلالم فولاذية على جنباتها لاغراض السلامة العامة والصحية وكذلك " شبكة تصفية وحماية بعد متر من مدخلها حتى لا يقع فيها الضحايا و لا تنجرف إليها مواد قد تسدها ولسهولة تنظيفها".
اليوم ومع تتابع الكوارث البشرية والطبيعية في الأردن أصبح لزاما على كافة الجهات المختصة والمعنية بأن تضع خطة طوارئ وإنقاذ لتأهيل البنية التحتية في كل المحافظات الأردنية.. وخصوصا صيانة وتأهيل قنوات التصريف لمياه الأمطار والصرف الصحي وصلاحية وسلامة المناهل الصحية.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/02/04 الساعة 18:50