رسالة عمل وتفاؤل لنهضة وطن

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/31 الساعة 01:28

 بداية, كل عام وانتم بالف خير, جلالة الملك, وابدأ بعد التهنئة بالشكر على مضامين رسالتك في عيد ميلادك الستين, التي جاءت لتؤكد مجددا الشكل الذي تريد, للاحتفال بمناسبة خاصة او بمناسبة وطنية, فالمواطن يحتفي ويفرح بالمناسبات الوطنية وهذا ديدنه وحقه, ولكن المسؤول يلتزم ويفرح, لأن التزامه بقسمه سابق وأوجب من فرحه ومقدم عليه, وقبل رسالتك التي وضعت فيها الاصبع على الجرح تماما, كنت استعد لكتابة مقالي عن شكل الاحتفال بكل الاعياد الوطنية, بعد ان رأيت ان صنوف المسؤولين على اختلاف مواقعهم وتراتبيتها, قد رفعوا التهاني, لكنها غير مربوطة بالالتزام بالقسم الذي أقسموه امامك, او امام ذاتهم كما النواب والاعيان, او امام من يستوجب اداء القسم امامه.

 
رسائلك يا صاحب الجلالة, تصل الى الناس, فتشحذ الهمم ويعلو الامل, قبل ان تُصدم هممهم وامالهم, بالسلوك البيروقراطي, واستأذنك بالبوح اكثر, قبل ان يتم الاحتفاء بها من المسؤولين على وعد الاخفاء, فلدى الاجهزة الرسمية مهارة هائلة في الالتفاف على طموحك وطموحنا, ولعل في رسائلك الملكية السبع, وشعارات خلّاقة اطلقتها منذ جلوسك على عرش ابائك واجدادك ما يؤكد ذلك, فكلهم يختفون خلفك, الا من رحم ربي, وكلهم يقولون لنا لازمة: «بناء على توجيهات صاحب الجلالة» وكلهم اوصلونا الى ما وصلنا اليه, كما قلت لنا في رسالتك, » فالمسيرة, عانت أيضا من ضعف في العمل المؤسسي، وتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط، وتمترس بيروقراطي، وانغلاق في وجه التغيير».
 
ما يبعث على التفاؤل اليوم, انكم يا صاحب الجلالة تقودون برامج التغيير والاصلاح, فالمئوية الثانية من عمر دولتنا المديد, ابتدأت برسالتكم الى رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية, بكسر التابوهات وفتح الافاق للحياة السياسة التوافقية, واكملتها برسالة عيد ميلادك الستين, بلجنة اقتصادية باشرافك الشخصي, وأظنك سأمت كما سأمنا, من حديث الحكومات المتعاقبة عن تشجيع الاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص, والاهم العجز عن استثمار حركتك في العالم والاقليم, وعكسها برامج عمل تجذب المستثمرين والاستثمار, بعد ان فتحت افاقه الواسعة, لكن قاتل الله مسؤولي البزنس, او المسؤولين المرتجفين, وانت اليوم اغلقت الباب امام الارتجاف, بالدعم لمن يتجرأ على القرار دون مصلحة او استقواء.
 
ليس المطلوب ما يفعله كثير من الاعلام اليوم, باعادة قراءة الرسالة, بل المطلوب, التأكيد على مضامينها, من خلال تفكيكها الى محاور ومصفوفات عمل, ليس على غرار مصفوفات سابقة, بل مصفوفات حقيقية, لكل مضمون من مضامينها, فنبدأ من محور التعليم الذي بات صداعا مزمنا, ثم محور المكاشفة والمحاسبة, بعد ان رأينا قطاع الخدمات يتراجع امام موجة صقيع او عاصفة ثلجية, عشنا مع اصعب منها بكثير, واجتزناها, بكلف اقل, فأول الجرأة مواجهة النفس, وثانيها بإجبار النفس على ما تكره, والمحاسبة والاعتراف بالخطأ ثم جبر الضرر, من أشد انواع المجابهة والجرأة, وقد فتحت الطريق, بمواجهة الاختلالات واسبابها, وبقي ان تقوم الحكومة بفتح ملفاتها كاملة, وتبدأ بالعمل مع ديوانكم العامر, لخطة وطنية شاملة, تقودها انت يا صاحب الجلالة دون غيرك, فلم نعد نحتمل الفشل او التلكؤ.
 
من جديد تستنهض الهمم يا صاحب الجلالة, وبشكل تنفيذي, بعد ان اضاعت الحكومات فرصة النهوض الذاتي, كما حاولت في شعاراتك ورسائلك وكتب التكليف, فالأمل موجود, والهمم الشعبية عالية جدا, فلا احد سعيد بهذا الواقع, ولا أحد يريد البقاء في دائرة الانتظار, او الاستكانة لمحترفي السواد والتشاؤم, ولا ينقصنا شيء, فالارادة موجودة والقيادة حاضرة وتسبقنا, وانت اطلقت التفاؤل, ونحن دوما وابدا معك, من اجل وطن نعيش له وفيه, نعتز بانتمائنا إليه ونفخر بما أنجز, ونفخر ايضا اننا ابناؤه.
 
omarkallab@yahoo.com
الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/31 الساعة 01:28