نحن الذين لا يُكسر ظهرنا
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/21 الساعة 21:27
بلال حسن التل
مرة أخرى يدق الإرهاب ناقوس الخطر بين ظهرانينا، فمثلما فعل في عاصمة الشمال في عملية إربد، التي ارتقى بها راشد الزيود شهيداً افتدى الوطن بدمه وروحه، هاهو الإرهاب يعكر صفو عاصمة جنوب الوطن وأحد أبرز وأوضح رموز تاريخه وكبريائه الوطني منذ مملكة مؤاب وميشع العظيم أعني بها الكرك، التي كانت يوم الأحد مسرحاً لعمل إرهابي جديد، أكد سلسلة من الحقائق التي لا يجوز لأحد منا أن يغفل عنها، وأولها أن هذا الوطن كان ومازال وسيظل مستهدفاً من تنظيمات الإرهاب على اختلاف تلاوينها ومذاهبها وأجناسها وأعراقها، مما يستدعي من كل مواطن أن يظل غفيراً ساهراً على أمن الوطن وسلامته، بأن ينتبه إلى كل شخص غريب أو تصرف مريب فيبلغ عنه، وهنا لابد من أن تضع الجهات المعنية في بلدنا نظاماً صارماً لقواعد تأجير العقارات، بحيث لا تتم أية عملية إيجار للعقار سكناً مفروشاً كان أوغير مفروش، أو متجراً أو غير ذلك إلا من خلال المركز الأمني الذي يتبعه هذا العقار، مع ضرورة أن يتأكد المركز الأمني من السجل الأمني للمستأجرين الجدد.
هذه واحدة تقودنا إلى الثانية وهي ضرورة التوقف عن سياسة الأبواب والحدود المفتوحة، واستقبال كل هذه الجموع البشرية، تحت ذرائع مختلفة صارت معها إمكانية اختراق أمننا الوطني ممكنة، بدليل هذه المحاولات التي تقع بين الفينة والفينة رغم سهر ويقظة رجال قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين صار جهدهم خلال السنوات القليلة الماضية أضعافا مضاعفة، وصار علينا أن نكون عوناً لهم بالتدقيق في هذه التدفقات البشرية وبضرورة المباشرة الفورية في إجراء التدقيق الأمني لكل الوافدين خاصة عبر حدودنا البرية مما لا يعرفهم أحد من الأردنيين.
وفي إطار دعوتنا لمساندة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية صار من المهم أن نرتفع جميعا إلى مستوى التحديات، التي تواجهنا وتهدد أمننا واستقرارنا، وأول ذلك أن نتوقف عن جلد الذات صبح مساء، من خلال استمرار النظر إلى الجزء الفارغ من الكوب، ففي وطننا ما يستحق أن نفتخر به وندافع عنه ونبني عليه، ومن ثم صار من الضروري في هذه المرحلة المفصلية من المواجهة مع الإرهاب أن نتوقف عن كل ما يفت من عضدنا ويضعف وحدتنا ويوهن هممنا وعزائمنا، وأول ذلك نشر الإشاعات والأقاويل التي لا تستند إلى حقيقة، ففي أوقات الشدة لا مكان لجنرالات التنظير من أبطال مواقع التواصل الاجتماعي، منتحلي الصفة ومدعي المعرفة،الذين يحاولون القيام بدور أجهزتنا أثناء اشتعال المعارك، كما حصل يوم الأحد الماضي، فنحن في هذه الفترة أشد ما نكون حاجة إلى التخلق بأخلاق القرآن والاستجابة لدعوته في أن نعيش ثقافة التبيُن استجابة لقوله تعالى «فتبينوا» فما جرى يوم الأحد في جنوب الوطن وقبله في شماله يفرض علينا أن نتوقف عن كل الأقاويل والأفعال التي من شأنها توهين العصب الوطني، لأن ذلك يعني فتح ثغرات في جدران الوطن يمكن أن يتسرب منها أعداؤه للعبث بأمنه وبأرواح أبنائه، كما حدث في الكرك يوم الأحد الماضي.
كثيرة هي الحقائق التي أكدتها أحداث الأحد الماضي، في طليعتها سلامة خيارنا وموقفنا عندما أعلنا أن الحرب على الإرهاب هي حربنا، التي يجب أن نذهب خلالها إلى أوكار هذا الإرهاب لضربه في هذه الأوكار، وبخلاف ذلك فإن هذا الإرهاب سيأتي إلينا، وقد حاول ذلك مراراً وتكراراً، وفي الذاكرة تفجيرات فنادق عمان، وعملية إربد، وصولاً إلى عملية الكرك يوم الأحد الماضي،وكلها تؤكد أن الإرهاب يستهدفنا وأن محاربته هي حربنا، التي يجب أن نخوضها بأسلحتها وهي كثيرة، وأولها أن ترتفع مؤسساتنا الفكرية والثقافية والتربوية على اختلاف مسمياتها إلى مستوى هذه الحرب، فكل ما يجري على الأرض يؤكد أن قواتنا المسلحة ومثلها أجهزتنا الأمنية أتقنت دورها في حين مازلنا مكشوفين فكرياً وثقافياً، في ظل تحول قضية مكافحة التطرف والإرهاب إلى باب من أبواب التجارة والإرتزاق «البزنس»، دخل من خلاله الكثيرون ممن هم ليسوا من أهل الاختصاص،مما مكن الفكر الإرهابي من الإنتشار أكثر فأكثر بين شبابنا، ففي الوقت الذي يعمل فيه التكفيريون بين صفوف الناس،فإن الكثيرين من الذين يزعمون مقاومة التعصب والإرهاب لا يعملون إلا في الفنادق الفارهة،وهي قضية يجب الإنتباه إليها بسرعة قبل أن يتسع الرتق على الراتق، ويتكرر ما حدث في الكرك، وهو رغم شدة قسوته غير أنه كشف مرة أخرى عن حقيقة الشعب الأردني التي تظهر ساعة الشدة، فإذا بالأردنيين صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، وإذا معنوياتهم تعانق عنان السماء، وإذا ثقتهم بقواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية لا حدود لها،فجيشنا وسائر أجهزتنا الأمنية ما خذلونا يوماً، وما أسلمونا لهوان، فلهم منا التحية، وتحيتهم الحقيقية هو رفدهم بما يقوي من عزيمتهم ويحمي ظهورهم الصلبة التي تجعلنا نقول بملء الفم: نحن الذين لا يُكسر ظهرهم، ما دام فينا قادة يسابقون جنودهم إلى ساحة المعركة، وضباط يفتدون جنودهم بأنفسهم فداء لوطنهم.
Bilal.tall@yahoo.com المصدر: الرأي
مرة أخرى يدق الإرهاب ناقوس الخطر بين ظهرانينا، فمثلما فعل في عاصمة الشمال في عملية إربد، التي ارتقى بها راشد الزيود شهيداً افتدى الوطن بدمه وروحه، هاهو الإرهاب يعكر صفو عاصمة جنوب الوطن وأحد أبرز وأوضح رموز تاريخه وكبريائه الوطني منذ مملكة مؤاب وميشع العظيم أعني بها الكرك، التي كانت يوم الأحد مسرحاً لعمل إرهابي جديد، أكد سلسلة من الحقائق التي لا يجوز لأحد منا أن يغفل عنها، وأولها أن هذا الوطن كان ومازال وسيظل مستهدفاً من تنظيمات الإرهاب على اختلاف تلاوينها ومذاهبها وأجناسها وأعراقها، مما يستدعي من كل مواطن أن يظل غفيراً ساهراً على أمن الوطن وسلامته، بأن ينتبه إلى كل شخص غريب أو تصرف مريب فيبلغ عنه، وهنا لابد من أن تضع الجهات المعنية في بلدنا نظاماً صارماً لقواعد تأجير العقارات، بحيث لا تتم أية عملية إيجار للعقار سكناً مفروشاً كان أوغير مفروش، أو متجراً أو غير ذلك إلا من خلال المركز الأمني الذي يتبعه هذا العقار، مع ضرورة أن يتأكد المركز الأمني من السجل الأمني للمستأجرين الجدد.
هذه واحدة تقودنا إلى الثانية وهي ضرورة التوقف عن سياسة الأبواب والحدود المفتوحة، واستقبال كل هذه الجموع البشرية، تحت ذرائع مختلفة صارت معها إمكانية اختراق أمننا الوطني ممكنة، بدليل هذه المحاولات التي تقع بين الفينة والفينة رغم سهر ويقظة رجال قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين صار جهدهم خلال السنوات القليلة الماضية أضعافا مضاعفة، وصار علينا أن نكون عوناً لهم بالتدقيق في هذه التدفقات البشرية وبضرورة المباشرة الفورية في إجراء التدقيق الأمني لكل الوافدين خاصة عبر حدودنا البرية مما لا يعرفهم أحد من الأردنيين.
وفي إطار دعوتنا لمساندة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية صار من المهم أن نرتفع جميعا إلى مستوى التحديات، التي تواجهنا وتهدد أمننا واستقرارنا، وأول ذلك أن نتوقف عن جلد الذات صبح مساء، من خلال استمرار النظر إلى الجزء الفارغ من الكوب، ففي وطننا ما يستحق أن نفتخر به وندافع عنه ونبني عليه، ومن ثم صار من الضروري في هذه المرحلة المفصلية من المواجهة مع الإرهاب أن نتوقف عن كل ما يفت من عضدنا ويضعف وحدتنا ويوهن هممنا وعزائمنا، وأول ذلك نشر الإشاعات والأقاويل التي لا تستند إلى حقيقة، ففي أوقات الشدة لا مكان لجنرالات التنظير من أبطال مواقع التواصل الاجتماعي، منتحلي الصفة ومدعي المعرفة،الذين يحاولون القيام بدور أجهزتنا أثناء اشتعال المعارك، كما حصل يوم الأحد الماضي، فنحن في هذه الفترة أشد ما نكون حاجة إلى التخلق بأخلاق القرآن والاستجابة لدعوته في أن نعيش ثقافة التبيُن استجابة لقوله تعالى «فتبينوا» فما جرى يوم الأحد في جنوب الوطن وقبله في شماله يفرض علينا أن نتوقف عن كل الأقاويل والأفعال التي من شأنها توهين العصب الوطني، لأن ذلك يعني فتح ثغرات في جدران الوطن يمكن أن يتسرب منها أعداؤه للعبث بأمنه وبأرواح أبنائه، كما حدث في الكرك يوم الأحد الماضي.
كثيرة هي الحقائق التي أكدتها أحداث الأحد الماضي، في طليعتها سلامة خيارنا وموقفنا عندما أعلنا أن الحرب على الإرهاب هي حربنا، التي يجب أن نذهب خلالها إلى أوكار هذا الإرهاب لضربه في هذه الأوكار، وبخلاف ذلك فإن هذا الإرهاب سيأتي إلينا، وقد حاول ذلك مراراً وتكراراً، وفي الذاكرة تفجيرات فنادق عمان، وعملية إربد، وصولاً إلى عملية الكرك يوم الأحد الماضي،وكلها تؤكد أن الإرهاب يستهدفنا وأن محاربته هي حربنا، التي يجب أن نخوضها بأسلحتها وهي كثيرة، وأولها أن ترتفع مؤسساتنا الفكرية والثقافية والتربوية على اختلاف مسمياتها إلى مستوى هذه الحرب، فكل ما يجري على الأرض يؤكد أن قواتنا المسلحة ومثلها أجهزتنا الأمنية أتقنت دورها في حين مازلنا مكشوفين فكرياً وثقافياً، في ظل تحول قضية مكافحة التطرف والإرهاب إلى باب من أبواب التجارة والإرتزاق «البزنس»، دخل من خلاله الكثيرون ممن هم ليسوا من أهل الاختصاص،مما مكن الفكر الإرهابي من الإنتشار أكثر فأكثر بين شبابنا، ففي الوقت الذي يعمل فيه التكفيريون بين صفوف الناس،فإن الكثيرين من الذين يزعمون مقاومة التعصب والإرهاب لا يعملون إلا في الفنادق الفارهة،وهي قضية يجب الإنتباه إليها بسرعة قبل أن يتسع الرتق على الراتق، ويتكرر ما حدث في الكرك، وهو رغم شدة قسوته غير أنه كشف مرة أخرى عن حقيقة الشعب الأردني التي تظهر ساعة الشدة، فإذا بالأردنيين صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، وإذا معنوياتهم تعانق عنان السماء، وإذا ثقتهم بقواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية لا حدود لها،فجيشنا وسائر أجهزتنا الأمنية ما خذلونا يوماً، وما أسلمونا لهوان، فلهم منا التحية، وتحيتهم الحقيقية هو رفدهم بما يقوي من عزيمتهم ويحمي ظهورهم الصلبة التي تجعلنا نقول بملء الفم: نحن الذين لا يُكسر ظهرهم، ما دام فينا قادة يسابقون جنودهم إلى ساحة المعركة، وضباط يفتدون جنودهم بأنفسهم فداء لوطنهم.
Bilal.tall@yahoo.com المصدر: الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/21 الساعة 21:27