قراءة في عملية الجيش الجريئة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/27 الساعة 23:39
بقلم: د. غازي الذنيبات
الغموض الظاهري الذي يكتنف عملية القوات المسلحة الاردنية الجريئة التي ادت الى مقتل سبعة وعشرين مهربا لسموم المخدرات في منطقة الحدود الشمالية الشرقية، من أراضي المملكة، تكشفه طبيعة العملية الامنية، وطبيعة المنطقة، ومن يسيطر عليها، وما سبقها من حادث استشهاد وإصابة بعض أفراد القوات المسلحة. وهنا لا بد من الوقوف امام المحطات التالية:
اولا: سواء كان من يقف على الجانب الآخر هو عصابات تهريب فعلا، ام جهات منظمة خرجت عن سلطة الحكومات، فان مما لا شك فيه ان قواتنا الحدودية تواجه تنظيما عصابيا متقدما، طليق اليدين، غير منضبط، يتحرك بحرية وفعالية، باساليب قتالية محكمة، تعتمد القوة للسيطرة على طريق التهريب.
ثانيا: من خلال خبرتنا فان المهربين الاعتياديبن، عادة ما يلوذون في جنح الظلام، بتخفي، وباعداد محدودة جدا للتقليل من الخسائر، اما التقدم بهذا العدد المسلح نحو الحدود، وتخليص مهربين، بعد قتال فهو مظهر من مظاهر الاستقواء المنظم، وهذا لا سبيل لمواجهته بالحكمة والموعظة الحسنة،
فوضع الندى في موضع السيف في العلا.
مضر كوضع السيف في موضع الندى.
ثالثا: ان حجم الظاهرة المقلق يدل على ان دوافع سياسية عدائية تريد انتاج حرب الافيون الجديدة، لاعادة خلط القطاعات في المنطقة، والأرجح ان افلاس التنظيمات المسلحة التي كانت تنفق ببذخ وتتغذي من بيت مال المسلمين في بعض الدول المجاورة، قد وجدت ضالتها بعد افلاس هذه الدول في المتاجرة، بمنتجات المخدرات العفنة.
رابعا: ربما لم تكن الاردن كدولة مستهدفة مباشرة في مشروع حرب الكبتاغون الجديد، لكن موقعنا الجغرافي العازل بين المتخاصمين، عادة ما يلقي علينا بعض مصائب الاخرين واعبائهم.
خامسا: ان المعركة التي يخوضها حماة الوطن من قوات مسلحة واجهزة امنية، هي حرب مقدسة دفاعا عن المواطن الاردني اولا، وعن المباديء الاساسية التي توافق عليها ديننا وقانوننا، وتوافقت عليها الامم المتحضرة بالتصدي للجريمة باشكالها، لكن هذا لا يعفي المجتمع الدولي ودول الجوار العربي خصوصا من ان تدق ناقوس الخطر، وان تتحمل اعبائها ومسؤلياتها.
سادسا : ان وجود عصابات اجرامية منظمة على الجانب الآخر، يؤكد وجود أياد نجسة في الجانب المقابل(الداخل الاردني) مستعدة تحت وطأة وقسوة الظروف الاقتصادية للقيام بعملية الاستلام والتسليم من المهربين الى مناطق التسليم، واذا كان واجب القوات المسلحة هو التصدي لعدو الخارج، فان هذا يلقي اعباء مضاعفة على الاجهزة الامنية لانهاء عصابات الداخل ولكن بأساليب ووسائل إنفاذ القانون .
سابعا: ان صمود الاردن في وجه اعداء الخارج والداخل يتطلب معالجة الازمة الاقتصادية الاردنية دوليا واقليميا.... والله المستعان
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/27 الساعة 23:39