اتفاق مبدئي ليس إلا!

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/26 الساعة 01:39
كان الرئيس الدكتور بشر الخصاونة واضحا في حديثه عن الاتفاق المبدئي لإنشاء محطة للطاقة الشمسية في الأردن لتزويد إسرائيل بالكهرباء مقابل تزويدها الأردن بالمياه، فهو اتفاق مبدئي لا زال يخضع لدراسة الجدوى وقد يصيب أو يخيب. في المعلومات أن الأردن جير مذكرة التفاهم لمصلحته بالتفاهم مع الشقيقة دولة الامارات العربية المتحدة التي ستمول المشروع وهي صاحبة الفكرة، فإسرائيل لم يعجبها هذا فهي لا تريد أن يكون مصدرا من مصادر طاقتها في الأردن وكانت عرضت أن يكون المشروع على الأراضي المحتلة. صفقة المياه دخلت على خط الصفقة، فالأردن يريد مياها يحتاجها للشرب وللزراعة وللصناعة وهذا ما حدث. رفض الاتفاق المبدئي ومليون خط تحت كلمة مبدئي مفهوم تماماً، وهي في معظمها رافضة لأي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل لأنها دولة احتلال، وما زالت ترفض الحلول العادلة ومقاطعتها ليست موقفا وطنيا فحسب بل له ضرورات سياسية، لكن في موازين المصالح الوطنية الأمر مختلف كليا. اليس هذا هو موقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا؟. لم يستكن الأردن ولم يدخر جهدا في الدفاع عن فلسطين وشعبها وحقوقه ومقدسات الأمة ويكاد يكون رأس رمح في كل هذا والموقف من صفقة القرن واليمن الذي دفعه ليس ببعيد. المياه مقابل الكهرباء هذه هي المعادلة التي ارتضاها الأردن مقابل بناء محطة لتحلية المياه على ساحل البحر المتوسط لتوفير المياه للأردن. مصدر «الاماراتية المتخصصة» بالطاقة البديلة ستبني المحطة والأردن سيقدم الأرض، وإسرائيل ستحصل على الطاقة، والأردن سيحصل على المياه وسيتقاسم العوائد مع الشركاء في المشروع من دون أية تكاليف.. هذه صفقة ناجحة بالنسبة للأردن الذي لن يخسر شيئا بل هو سيكون الرابح.. والسؤال إذن، هل الأولوية لمشاعرنا تجاه إسرائيل وهي سلبية بالتأكيد، أم لمصالح الأردن الاقتصادية وهي جوهرية بالتأكيد، وهل يعتمد القرار على المصالح المادية أم على الاعتبارات السياسية؟ في الاعتبارات السياسية ليس من موقف أوضح وأكثر قوة من موقف الأردن تجاه قضية فلسطين وشعبها، وفي الاعتبارات الاقتصادية ليس من مصلحة تتقدم على مصلحة الأردن بالحصول على احتياجاته من المياه.. لا نغفل أن مشروعية مثل هذه الاتفاقيات مستمدة من معاهدة سلام موقعة مع إسرائيل ولا نغفل ايضا أن الراعي الأميركي أكبر داعم للأردن ولا نغفل أيضا أن الإمارات أكثر من مجرد دولة شقيقة بل يهمها أيضا مصلحة الأردن، ودعمها له غير منقطع واستثماراتها قائمة وراسخة. الأردن سيحصل على المياه من مصادر قريبة لكنه سيمضي قدما في مشروعه الوطني ناقل البحرين. الكهرباء ستتولد من الشمس وهي متوافرة في صحراء النقب ايضا او في اي من دول الجوار لكن الامارات التي قررت بالتوافق مع الاردن ان تكون في الصحراء الأردنية انما هي تقدر حاجة الاردن للمياه بالحاح ومن رسم هذا الاتفاق كان يضع هذه الحاجة في الاعتبار وهو موقف يستحق التقدير. يجب أن يكون المعيار الأول لجدوى هذا الاتفاق، هو مصلحة الأردن والحكومة الأردنية لا تنقصها الوطنية وهي أول من يعض على هذه المصلحة بالنواجذ.. qadmaniisam@yahoo.com الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/26 الساعة 01:39