وضع الأردنيين الاقتصادي يربك فرحتهم بالعيد ويعطل أمنياتهم بالسفر
عادة ما يطل عيد الفطر السعيد بانشغال قسم كبير من الناس باختيار الوجهة السياحية التي يمكنهم فيها قضاء عطلة العيد، كأحد المظاهر الاحتفالية والطقوس الشعبية.
ورغم أن العيد يعد أكثر فرصة مناسبة ومثالية للسفر إما داخل الأردن أو خارجه لإراحة الأعصاب والخروج من جو رتابة الروتين اليومي، إلا أن الأردنيين لا يزالون يخطون نحو العيد على نار هادئة، حيث شكا العديد من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، التي تنعكس بالتالي على فرحة العيد.
سليم عياش الذي وصف السفر بفرصة بالاستثمار، وتجديد العلاقات الاسرية، قال إنه لم يعد يتمكن من قضاء الأعياد سوى بمنزله المكون من ثلاثة غرف، إذ انه جميع وجهاته السياحية حد وصفه.
وأوضح عياش ، أنه اعتاد سابقا في كل عام أن يذهب إلى مكان مختلف سواء في الأعياد الدينية او نهاية كل عام، إلا أنه منذ سنوات لما يسافر قط منذ سبعة أعوام.
ومنذ أن بدأ الربيع العربي في العديد من الدول العربية لم يعد متمكنا من السفر واسرته، مبينا أن الأوضاع اختلفت تماما بمجملها في كل الدول، والاهم أن الاقتصاد لم يعد يسمح بذلك، يقول: "كانت سوريا ولبنان ومصر في طليعة الدول المجاورة التي يعد الطلب عليها للسفر كثيراً في مواسم الأعياد بحكم موقعها المتوسط والقريب من الأردن، هذا بالإضافة إلى تكلفتها المتوسطة مقارنة بدول أخرى، إلا أن الأوضاع الراهنة اتعست حال الجميع".
وتشكل الأسعار غالباً عائقاً يعرقل سير كثير من الناس نحو خطط السفر، ولم تعد هذه العراقيل حكرا على الدول الأوروبية، بل طالت أية مكان سياحي داخل الأردن.
وتحدثت شيماء عن عدم إمكانية توفر أية حجوزات شاغرة في أية فنادق سواء في العقبة أو في البحر الميت خلال فترة العيد، وإن توفرت فإن الأسعار تتجاوز أعلى حد لأعلى دخل أردني.
وقالت شيماء: "لو أنني أملك الأسعار التي تطلبها فنادق العقبة والبحر الميت لسافرت إلى أوروبا"، واصفة الأسعار بالخيالية والمرعبة.
وبدأت استعدادات الجهات المسؤولة في مدينة العقبة جنوبي المملكة، لاستقبال زوارها من المحافظات الأردنية خلال أيام عطلة عيد الفطر، في وقت يأمل أهل المدينة إنعاش أسواقهم، وسط توقعات بإغلاق نسب الحجوزات في الفنادق نسبة ١٠٠% مع دخول أول أيام العيد، وفق رؤيا.
وأكد رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر محمد سميح أن الطلب على السياحة الخارجية انخفض بنسبة ٤٠% لدى معظم المكاتب السياحية مقارنة عما كانت عليه في السنوات الماضية.
وبين سميح، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين حدت من الإقبال على حركة السياحة الصادرة، علما بأن الفترة الحالية من كل عام تشهد ارتفاعا كبيرا في إقبال الأردنيين على السفر إلى الخارج خصوصا وأن فترة العطلة مناسبة لقضاء الإجازة بالخارج.