حريق يدمر مكتبة لمُسن تحت جسر ببيروت
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/23 الساعة 14:03
مدار الساعة - التهم حريق كبير ما يُعرف باسم "مكتبة الرصيف"، التي كانت تضم مجموعة كبيرة من الكتب الأدبية والتاريخية والدينية، تحت جسر الفيات في العاصمة اللبنانية بيروت، ما أثار موجة تعاطف كبيرة مع مسنٍّ، وكانت تعد مصدر دخله الوحيد، وسط تضارب في المعلومات بشأن سبب الحادث.
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع فيديو للنيران وهي تأكل الكتب، معربين عن تعاطفهم التام مع الحادث المؤلم، لكون المكتبة كانت تمثل متنفساً ثقافياً لمدينة بيروت، التي تعيش أزمات اقتصادية خانقة.
فيما قال شاهد عيان: "كنت أزور بائع الكتب من وقت لآخر وأتصفح بعضها هنا تحت الجسر، صادف مروري هذه المرة وقت الحريق، حيث ساعدته، وكان في حالة شبه إغماء بعد تنشقه دخان الحريق، وقال لي إن عدة أشخاص أحرقوا الكتب وضربوني وسرقوا محفظتي".
وتصدَّر تعاطف الناشطين مع الرجل المسن مواقع التواصل الاجتماعي، التي أعرب روّادها عن تضامنهم معه، واستنكارهم لـ"إحراق مصدر رزق وعيش هذا المشرد في عز البرد".
مكتبة من طراز خاص
كانت وسائل الإعلام المحلية قد سلَّطت الضوء أكثر من مرة على صاحب المكتبة محمد المغربي، المقيم تحت جسر الفيات، ويبيع الكتب في المكان منذ فترة طويلة.
حيث قالت بعضها إن المغربي ليس كغيره من المشردين، فهو لا يكتفي برفض مد يده لأحد، بل يرفض تسعير الكتب التي يعرضها، ودائماً ما يُردّد عبارة "خود الكتاب اللي بيعجبك، وإذا معك ادفع، وإذا ما معك ما تدفع".
كان المغربي قد قال في أحد لقاءاته الصحفية: "لا يهمني المال، فمن يطلب كتاباً ولا يحمل نقوداً أقدِّمه إليه بكل سرور، ما يهمني ألا تندثر القراءة، وألا ينقطع حبل الثقافة".
في وقت سابق، زار وزير الثقافة اللبناني، محمد المرتضى، المكتبة وصاحبها، البالغ من العمر 82 عاماً. وعبَّر عن احترامه له وللمكتبة، التي أقدم على إنشائها تحت جسر الفيات، متعهداً بتحسين أوضاعه.
وكان المغربي يتخذ من المكان منزلاً مكوناً من سرير ومكتبة، مع مذياع قديم وموقد حطب وملابس بالية وأثاث مختصر بفراش وكرسيين، وأغطية يتقي بها برد الشتاء وبعض الأشياء الأخرى، إضافة إلى مئات الكتب المكدسة في العراء قرب نقاط توزيع محطة الهاتف في المنطقة.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/23 الساعة 14:03