بزادوغ تكتب: اتخاذ القرارات الخاطئة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/22 الساعة 01:30
هل تعلم ما الذي يصيبنا بالإعياء عند التسوق أو اختيار الطعام؟
انه إجهاد اتخاذ القرارات؛ فخلال اليوم نواجه مئات الخيارات التي تستلزم منا قوة الإرادة، مثل قرار الاستيقاظ في ساعة معينة..
تبين أن اتخاذنا للعديد من القرارات خلال اليوم قد يصيبنا بالإجهاد والإعياء دون وعي أو ادراك منا.
فمَن منّا لم يشعر في عطلة نهاية الأسبوع بأنه يريد مكافأة نفسه بهدية ما، من ثم قرر الذهاب إلى مراكز المحلات لكي يتسوق، وفي خضم العملية شعر بإعياء شديد، وأن الأمر مُرهق أكثر مما كان يتخيل، وأنه لا يشعر بتلك المتعة التي يتمناها؟
حتى عند التسوق عبر الإنترنت لشراء الملابس أو الأدوات المنزلية أو حتى وجبة طعام، كثرة الخيارات وتنوُّع المعروضات كثيراً ما تدفع البعض إلى تأجيل الأمر برمّته أو التهرّب من الدفع وإنهاء عملية التسوق بسرعة، وذلك للشعور بالضغط النفسي حيال اتخاذ قرار بصورة نهائية، خوفاً من أن يكون الخيار غير صائب بما يكفي
لماذا يُرهقنا اتخاذ القرارات؟
تُعرف هذه الحالة في علم النفس باسم "إجهاد اتخاذ القرارات" Decision Fatigue؛ وهي تستلزم طاقةً معنويةً كبيرة تستخدم نفس قوة الإرادة التي تجعل الشخص يقوم بالفعل الصائب وتجنب ارتكاب الأمور الممنوعة أو الخطأ، مثل قوة الإرادة في تجنّب الطعام السريع، أو لاتخاذ قرار التوقف عن التدخين.
• بغضّ النظر عن مدى قوتك الذهنية والجسدية، يمكن أن تنفذ قدراتك على اتخاذ أفضل الخيارات في النهاية
وخلال اليوم نواجه مئات الخيارات التي تستلزم منا قوة الإرادة، مثل قرار الاستيقاظ في ساعة معينة، عوضاً عن غلق المنبّه والحصول على ساعة راحة إضافية. وبغضّ النظر عن مدى قوتك، يمكن أن تنفد قدرات الشخص على اتخاذ أفضل الخيارات في النهاية، بسبب إجهاد هذه القدرة خلال اليوم.
وهذا هو المصطلح الرسمي لهذا الشعور عندما تكون مرهقاً بشكل مفرط، بسبب الكمّ اللامتناهي من القرارات التي كان عليك اتخاذها على مدار اليوم.
ما هو "إجهاد اتخاذ القرارات" في علم النفس؟
المصطلح العلمي صاغه عالم النفس الاجتماعي روي إف بوميستر، وتعريفه هو الشعور بالضغط العاطفي والعقلي، نتيجة عبء اتخاذ قرار حيال أحد الخيارات المتعددة المتاحة.
وهذا يحدث عندما تبدأ طاقتك العقلية في النفاذ فبالتالي تزيد احتمالية اختيارك لأسهل الطرق والخيارات في المقام الأول، مادامت تحقق لك الكفاية من ناحية الاحتياجات الأساسية وهنا تقع خياراتنا لقرارات خاطئة.
فعلى سبيل المثال، إذا ما شعرت بالاستنزاف بعد يوم عمل شاق ومليء بالخيارات الصعبة التي كان عليك اتخاذ القرارات حيالها، فستشعر عند عودتك إلى المنزل بالإعياء من مجرد محاولة اتخاذ قرار حيال الوجبة التي تريد تناولها، وبالتالي ستبحث لا إرادياً عن الخيار الأسهل والأسرع لإشباع جوعك.
وقس على ذلك القرارات المصيرية في
الحياة الشخصية والمهنية علاوةً على ذلك الأمراض النفسية والجسدية التي لا نعيرها أي اهتمام في أغلب الأحيان؛ القلق، كثرة التفكير، حمى المقصورة، القنبلة الموقوتة، الاحباط، الشاشة النفسية، ضبابية الدماغ..الخ.
علاج "إجهاد اتخاذ القرارات -Decision Fatigue"
تبدأ مكافحة إرهاق اتخاذ القرارات بتغيير نمط الحياة و أنماط والتفكير و استخدام قوة الإرادة. الأشخاص الذين يدربون أنفسهم على الاستمتاع بصنع القرار وجهود الإرادة قد لا يلاحظون هذه التبعات المرهقة مثل الآخرين.
وقد تساعد التغييرات الأخرى في عادات الأشخاص أيضاً على مقاومة إجهاد اتخاذ القرار. على سبيل المثال، يمكن لأي شخص أن يحاول فعل هذه الخطوات التي خلصت لها بعد البحث والدراسة؛
1- اتخاذ القرارات المهمة أولاً في بداية اليوم
2- كن بسيطاً (بسط حياتك تبسطك)
3- أدرك النقاط العمياء في سماتك العقلية والشخصية.
4- حدد أولوياتك واعد ترتيبها كلما استطعت.
5-اربط سعادتك بأهداف قابلة للتحقيق واسعى لها بخطة واضحة وارادة عظيمة.
6- انتبه لصحتك النفسية والجسدية على حد سواء وليكن لك مختص كمرجع.
7- اكتب ماتشعر وشاركه مع المختص ليكن مرآتك ويساعدك على الوصول لقرارات سديدة سعيدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/22 الساعة 01:30