بعيدًا عن الدول.. 6 أشياء يمكن أن يقوم بها الفرد لمقاومة التغير المناخي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/14 الساعة 16:37
مدار الساعة - تأثيرات التغيرات المناخية، لم تعد مجرد نظريات يضعها العلماء، بل أصبحت واقعًا شاهده ويعيشه الكثيرون منا بعد موسم صيف استثنائي شهد حرائق وفيضانات غير مسبوقة في الشرق الأوسط وأوروبا وصولًا إلى الصين والولايات المتحدة.
لكن عند الحديث عن إيجاد حلول لوقف التغير المناخي، دائمًا ما ينظر الناس إلى الحكومات وقمم ومؤتمرات المناخ مثل مؤتمر جلاسكو الأخير، ومثل هذه الأمور الكبرى، لكن في الحقيقة، هناك أمور بسيطة يمكن لكل شخص القيام بها للمساهمة بوصفه حدًّا أدنى للمساعدة في وقف التغير المناخي، ويمكنك إن أردت أن تبدأ بها فورًا دون تأخير.
1- تقليل القمامة
كل شيء نستخدمه بوصفنا مستهلكين له بصمة كربونية، ويقصد بها إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن فرد أو حدث أو منظمة أو خدمة أو مكان أو منتج ما، معبرًا عنه بكمية غاز ثاني أكسيد الكربون المكافئة، ويمكن أن تنبعث الغازات الدفيئة من خلال حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الأراضي، أو إنتاج واستهلاك الغذاء، والسلع المصنعة، والمواد، والأخشاب، والطرق، والمباني، والنقل والخدمات الأخرى.
لذلك فإن تجنب شراء أكثر مما تحتاجه يصنع فارقًا، لأنك كلما اشتريت أكثر، نجمت عنك كمية فضلات أكثر، وهو ما يعني ارتفاع البصمة الكربونية الخاصة بك، على سبيل المثال، يمثل قطاع الملابس حوالي 3% من انبعاثات الإنتاج العالمي لغاز ثاني أكسيد الكربون في العالم، ويرجع ذلك في الغالب إلى الاستخدام الكبير للطاقة لإنتاج الملابس؛ إذ تساهم الوتيرة المحمومة لموضة الأزياء السريعة في هذا الرقم؛ إذ يتخلص الناس من الملابس أو أن الملابس تستهلك بعد فترات قصيرة.
عندما تتسوق فكِّر في شراء سلع تدوم لفترة طويلة؛ كذلك، استخدم قوتك الشرائية بشكلٍ جيد عن طريق اختيار العلامات التجارية التي تتوافق مع تطلعاتك لبيئة أفضل، هذه الأمور البسيطة يكون لها تأثير كبير في العلامات التجارية، وتمثل ورقة ضغط مهمة، وفي النهاية، لا تلقي كل ما لا تحتاجه في سلة القمامة، بل امنح الأشياء غير المرغوبة حياةً جديدةً من خلال التبرع بها للجمعيات الخيرية أو بيعها، وتجنب كذلك إهدار الطعام، فكل هذا يصب في مصلحة المناخ.
2- تغيير عاداتك الغذائية يساعد المناخ
يعد تجنب أو تقليل تناول اللحوم ومنتجات الألبان أحد أكبر الطرق لتقليل تأثيرك البيئي السلبي في كوكب الأرض، إذ تشير الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي يعتمد في أغلبه على النباتات، ويكون غنيًّا بالألياف أفضل لصحتك، لذلك يمكن أن تكون الفائدة مشتركة للجميع، الأمر متعلق بتناول كميات أقل أو أصغر من اللحوم، خاصةً اللحوم الحمراء، التي لها أكبر تأثير على البيئة، وتقليل منتجات الألبان أو استبدالها ببدائل غير الألبان.
بعد الوقود الأحفوري، تعد صناعة الأغذية – وخاصةً قطاع اللحوم والألبان – أحد أهم العوامل المساهمة في تغير المناخ؛ فإذا كانت جميع الماشية بمثابة دولة مستقلة، لكانت ثالث أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، بعد الصين والولايات المتحدة.
تساهم صناعة اللحوم في الاحتباس الحراري بطريقتين؛ طرق رئيسة؛ أولًا: يؤدي تجشُّؤ الأبقار نتيجة معالجتها وهضمها للطعام إلى إطلاق الكثير من غاز الميثان، أحد الغازات الدفيئة، وعملية إطعام الماشية بمنتجات مثل الذرة وفول الصويا التي تتم في قطاع صناعة اللحوم، تجعل عملية إطلاق هذا الغاز أكبر، وأخيرًا، تتطلب الماشية الكثير من الأسمدة لمعالجة التربة التي تأكل منها، والتي يمكن أن تطلق غازات الاحتباس الحراري.
قد لا يكون تغيير العادات تجاه اللحوم سهلًا على الذين اعتادوا تناول اللحوم بشكلٍ دائمٍ ومستمرٍ؛ لكنك لست مضطرًا هنا لأن تصبح نباتيًّا لإحداث فرق، فقط قلل الكميات وكن مرنًا، فمن خلال تقليل استهلاكك للبروتين الحيواني بمقدار النصف، يمكنك تقليل البصمة الكربونية لنظامك الغذائي بأكثر من 40%، حاول أيضًا اختيار المنتجات الموسمية الطازجة التي تزرع محليًّا، فهذا يساعد في تقليل انبعاثات الكربون الناجمة عن نقل وحفظ وتبريد المنتجات المستوردة.
3- تقليل معدل السفر
إذا كنت بحاجة للسفر للعمل، ففكر في استخدام مؤتمرات الفيديو بدلًا من ذلك؛ وللسفر في البلد نفسه، ربما اختيار القطار أو استكشاف الخيارات باستخدام سيارة كهربائية بدلًا من الطائرات يعد فكرةً أفضل، فالطائرات تعمل بالوقود الأحفوري، ولم نتوصل إلى بديلٍ له، فهناك سيارات وقطارات تعمل ببدائل نظيفة، لكن الطائرات لم يتوفر لها بعد بديلٌ مناسبٌ يمكن استخدامه كوقود.
رحلة ذهاب وعودة عادية من غرب أوروبا إلى شرق الولايات المتحدة، تتسبب بإطلاق حوالي 1.6 أطنان من ثاني أكسيد الكربون، عند مقارنة رحلة السفر بين لندن وأمستردام، ستلاحظ أن تذكرة القطار أرخص وتقريبًا عدد ساعات السفر نفسها، لكن انبعاثات الكربون في حالة الطائرة تصل لحوالي 58 كيلوجرامًا من ثاني أكسيد الكربون، مقابل 3 كيلوجرامات للقطار.
4- اترك سيارتك
بدلًا من ركوب السيارة يوميًّا للعمل أو الجامعة، امشِ أو اركب الدراجة وتمتع بالفوائد الصحة البدنية والعقلية، ووفر بعض المال واحم البيئة، أما للرحلات الطويلة، فاستخدم وسائل النقل العام، أو جرب نظام مشاركة السيارات مع أصدقائك.
لا تساهم السيارات فقط في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن تسبب تلويث الهواء نتيجة أبخرة العادم مما يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة؛ لقد ثبت أن هذه الانبعاثات تؤثر في صحة الأطفال الذين لم يولدوا بعد، ويزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وإذا كانت قيادة سيارتك أمرًا لا مفر منه، قم بالتحقق من إمكانية تحويل سيارتك لسيارة كهربائية أو هجينة، ولا تنسَ إيقاف محرك السيارة عند التوقف في أماكن الازدحام لفتراتٍ طويلةٍ، وكذلك تأكد من ضغط الهواء في الإطارات لأن الإطارات قليلة الهواء تمثل حملًا أكبر على المحرك.
5- كل مساحة خضراء مهمة
المساحات الخضراء، مثل المتنزهات والحدائق، مهمة من أجل المناخ؛ فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتقلل مستويات تلوث الهواء، وتساعد كذلك في تنظيم درجة الحرارة عن طريق تبريد المناطق الحضرية شديدة الحرارة، ويمكن أن تقلل من مخاطر الفيضانات عن طريق امتصاص مياه الأمطار السطحية، ويمكن أن توفر بيئات طبيعية مهمة لمجموعة متنوعة من الحشرات، والحيوانات، والطيور، والبرمائيات؛ بالنسبة لك، حافظ على هذه المناطق ولا تسئ استعمالها.
ويمكنك التفكير في زراعة شجيرات ومساحات خضراء أمام منزلك، حتى لو كانت مساحات صغيرة؛ فإنشاء المساحات الخضراء الخاصة يمكن أن تقوم به عبر إضافة النباتات عند عتبة النافذة أو على الشرفة، أو إذا كانت لديك مساحة خارجية خاصة بك، فاستخدم العشب الطبيعي بدلًا من الأرضيات الخرسانية.
6- تقليل فواتير استهلاك الطاقة
يمكن للتغييرات الصغيرة التي تقوم بها في سلوكك في المنزل، أن تساهم في تقليل استهلاكك للطاقة، وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون ومساعدة أزمة المناخ من جهةٍ، وتقليل قيمة الفواتير من جهةٍ أخرى؛ يمكنك أن تقلل درجة المدفأة أو المكيف بقيمة درجة أو درجتين، وهذا سيعطيك ما تحتاجه لكنه سيحدث فرقًا، وقم بإطفاء الأنوار والأجهزة عندما لا تحتاج إليها، واستبدل مصابيح الإضاءة بمصابيح «LED» أو غيرها من المصابيح منخفضة الطاقة، وقم بإجراء تغييرات بسيطة في كيفية استخدامك للمياه الساخنة، مثل شراء رأس دش موفر للمياه، وتأكد من أن منزلك موفر للطاقة عبر التحقق من أن المبنى يحتوي على جدران عازلة مناسبة.
ساس بوست
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/14 الساعة 16:37