العموش يكتب: تغييرات مبشرة... وننتظر القادم

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/11 الساعة 22:10
مدار الساعة - كتب:  د. سامي علي العموش
 
الإصلاح بمفهومه الواسع هو التحسين والتطوير والتغيير وهذا يحتاج إلى جهد على مستوى الدولة والمتمثل بممارسة الحكومات بما هو مطلوب لتنفيذ سياسية الدولة من خلال أدوات كثيرة الإعلامية منها من خلال إيجاد أرضية ومساحات كافية لإيصال المطلوب لكافة الشرائح ثم المشاركة عبر ندوات لتؤكد ما هو مطلوب للمرحلة القادمة من خلال تبني الفئات الأكاديمية والحزبية، وكذلك بعض صانعي القرار على المستوى السياسي والاقتصادي والإعلامي، فهذا يجعل المركب يعبر بسلام نحو الأفق الجديد، وحسب ،واقع الحال فإن المطلوب إحداث تغييرات في السياسة المالية؛ لتبني الأفكار لتشكل قناعات من خلال القيادات  الجديدة التي من المتأمل أن تحدثَ تغييراً، فالدفع  بقيادة شابة قوية وتملك القسمة على مختلف الألوان متمثلة بتعيين محافظاً جديداً للبنك المركزي  فقد أفلح صانع القرار وسنلمس آثاراً  إيجابية على المدى القريب والبعيد بعون الله، وهذا يتطلب كذلك إحداث تغييرات في المواقع الرافعة والداعمة لسياسة البنك المركزي حتى نزيل نظرية الصراع وأن تكون القنوات جميعها عنوانها الوطن .
أما على الصعيد الآخر فإن بداية التغييرات مبشرة ومنتظر لصاحب القرار مزيد من التغييرات الجوهرية التي تطال المواقع  لإحداث التغيير المطلوب فنحن أحوج ما نكون إلى صانع قرار يتحمل المسؤولية ولا يختبئ خلفها ولديه القدرة للدفاع وأن لا يكون بشخصية "الدغري" ولا يسقط القرارات بمظلة براشوت وإنما يوجد أرضيات تجعل قراراته مقبولة لا بل مدعومة من مختلف الشرائح، فالمواطن الأردني أوعى من ذلك بكثير وصاحب القرار الأكبر يعلم ماذا يدور مما يحدث إرباكاً في صناعة القرار وكثيراً ما نلاحظ بأن صاحب القرار الأكبر كثيراً ما يتدخل لإنقاذ وإخراج هؤلاء، فالأردن القادم بحاجة إلى رجال يؤمنون بقدرته على الاستمرار، ونحن نعلم بأنه كلما اشتدت الخطوب كلما زادت قناعات الأردنيين وتماسكهم لأننا لا نملك إلا هذا الوطن وهذه القيادة، فالكل سيقف كالبنيان المرصوص .
ونحن أحوج ما نكون إلى شخص يستطيع مخاطبة كل الفئات بحيث تصل رسالته إلى الجميع وكلٌ يفهم الرسالة حسب قدراته وإمكانياته وما هو مطلوب منه وهذا لا يحدث إلا بالتواصل، والعدالة، والشفافية واحترام الآخر...  وهذا لنكون صادقين قد يكون غير متحقق إننا أحوج ما نكون إلى الصراحة لإحداث التغيير المطلوب واختيار الأشخاص القادرين والفاعلين على انتاج مرحلة  تحقق رؤيا قائدنا التي تسبق الجميع ولكن من يحاول أن يضع العصا في الدواليب لوقف عجلة التقدم والتطوير بحجج المحافظة والإبقاء على الأمور وخوفه من التغيير لأسباب كثيرة، وهذا ما يذكرني بأن جدتي رحمها الله عندما  كنا نغير لها العلاج ترفضه بحجة أن لونه ليس كما سبق وكانت بحاجة لفترة طويلة لإقناعها بأن المحتوى في العلاج القادم أفضل فهذه مسألة واضحة في الدول النامية فالخوف من التغيير مشكلة المشاكل ولكن بالإرادة والتصميم نحدث التغيير ولنا في الأردن سابقة فعندما قامت أمانة العاصمة بإنشاء الأنفاق ضج  الكثير بطرق مختلفة  على أمانة العاصمة ولكن الاستمرار والإيمان بالهدف أصبح الآن مطلباً لكل هؤلاء بأن تكون هناك أنفاق لما لها من أهمية في تحسين الأمور  .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/11 الساعة 22:10