رئيس الوزراء يتحدث عن «ما كان وتحقق وسيكون»

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/10 الساعة 10:43

 بقلم نيفين عبدالهادي

تقديم انجازات على أرض الواقع تلخّص حالة من العمل الدؤوب لا تتوقف، جاعلة من أجهزة الدولة المختلفة خلية عمل تواصل الليل والنهار، وصولا إلى حالة من العرض للأفكار وليس الاستعراض، هي فلسفة رئيس الوزراء الدكتور بشر هاني الخصاونة منذ توليه مهامه رئيسا للوزراء، رافضا حرف «السين» في مفرداتها، مقدّما دوما منجزات تحققت، مبتعدا عن مساحات «سنعمل أو سنقوم» وغيرها من المصطلحات المرتبطة بحرف السين..
وإذا ما أردنا تلخيص المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح أمس الدكتور الخصاونة في دار رئاسة الوزراء، يمكن القول أنه وضع صورة دقيقة لحجم الانجازات الحكومية، معتذرا عن ابتعاده عن وسائل الاعلام، لغايات حرصه الابتعاد عن فكرة الاستعراض وتطبيق فكرة العرض، فكان ان قدّم انجازات الحكومة في ترجمة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتحقيق هرم الإصلاح بأبعاده السياسية والاقتصادية والإدارية، مقدّما واقع حال كافة القطاعات وحجم الانجازات بها، اضافة لتقديم شرح تفصيلي عن مشاريع ضخمة باشرت بها الحكومة لغايات تحريك عجلة الاقتصاد الوطني لمواجهة التحديات التي تواجهها.
لم يخل المؤتمر الصحفي الذي يعدّ علامة فارقة في تواصل الحكومة مع وسائل الاعلام المختلفة، كون رئيس الوزراء أصرّ على التواصل مع الصحفيين والإجابة بنفسه على أسئلتهم، بوجود عدد من السادة الوزراء من فريقه الحكومي، لم يخل من رسائل طمأنة كثيرة جعلت أنظار الكثيرين تتجه للجزء الممتلئ من الكوب، ومن أبرز هذه الرسائل تأكيدات دكتور الخصاونة أن وضع الدينار الأردني مستقر وآمن، وسياستنا النقدية تدفع نحو الإستقرار، فيا شدد على أن الحكومة تحاول دائما التخفيف على المواطنين من أعباء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا.
واستعرض رئيس الوزراء عددا كبيرا من المشاريع التي باشرت بها الحكومة، اضافة لحديثه وربما هي المرة الأولى التي تتحدث بها حكومة بهذا الجانب، حيث قال إن هناك العديد من المشاريع الكبرى المتعثرة منذ سنوات ومن بينها مشروع «أبراج السادس» وأن الحكومة ستعكل على معالجة أوضاعها، في إشارة واضحة أن الأردن يرفض وجود مشاريع متعثرة، ولن يكون هذا الأمر مطلقا، حيث ستعمل الحكومة على اتمام هذه المشاريع.
كما حسم رئيس الوزراء في المؤتمر الجدل حول الكثير من قضايا المرحلة، من أبرزها الحديث عن تعرفة الكهرباء الجديدة والتي ستطبق في الأول من نيسان المقبل، والتي لن يتأثر بها (90%)، من المواطنين، كما حسم الحديث عن مشروع «الناقل الوطني»، ومصير موظفي أجهزة الدولة المختلفة بعد عملية الاصلاح الإداري المزمع البدء بتنفيذها قريبا، وحتمية إجراء الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات، وسبل جذب الاستثمارات وأهمية الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص لحل مشكلة البطالة، وحلول عملية لقطاع الزراعة قريبا، ومخزون السلع الاستراتيجية ووجودها كاف لمدد آمنة، وكذلك الحديث عن الواقع السياحي وحجم الاعفاءات للقطاع كونه من اكثر القطاعات تأثرا بجائحة كورونا، ودور الحكومة في حماية (140) ألف فرصة عمل من خلال برنامج البنك المركزي الذي استفاد منه (6) آلاف شركة ومشروع، وما قدمه البنك المركزي من حزم للتخفيف من آثار «كورونا» حيث بلغت قيمة هذه الإجراءات (7ر2) مليار دينار، وكذلك ما قدمته وزارة التنمية الاجتماعية لمواجهة انعكاسات الجائحة وبرنامج «حماية» و»استدامة»، مع حسمه لجانب متابعة الحكومة الجادة لفحوصات كورونا حيث تجاوز إجمالي عدد جرعات المطاعيم المعطاة أكثر من (9) مليون جرعة، منها (4) ملايين لأشخاص تلقوا الجرعتين.
كثيرة هي الانجازات التي تحدث بها رئيس الوزراء، وكثيرة هي القضايا التي حسم الجدل بشأنها، ليشكّل المؤتمر حالة من العرض الفكري والابداعي، الذي وضع الجميع بصورة أدق التفاصيل في المشهد المحلي، ليس على اعتبار ما سيكون إنما باعتبار ما كان، وما تحقق.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/10 الساعة 10:43