من سرق «حاوية» عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/10 الساعة 00:49
.. منذ أن سكنت في شقتي، والثابت الوحيد في المشهد هو (الحاوية).. غادر بعض الجيران، ومات بعضهم، وجزء منهم باع المنزل وقرر أن يستقر في أميركا.. وبعضهم قام بتأجير المنزل والذهاب لدبي، ومنهم من مات في الكورونا.. كل شيء تغير إلا الحاوية.
ما زالت رابضة بجانب (العامود).. وتستقبل مخلفات الطبيخ كل يوم، وأجيال من القطط تتعاقب عليها.. وقد تعرضت لتطور مهم ينم عن عبقرية فذة في علم (القمامة) وهو: أنهم قاموا بتغيير العجلات.. ووضعوا قواعد ثابتة، حتى لا تنزلق.. وحتى لا يتم سرقتها، للعلم قبل (7) سنوات تعرضت حاوية لدينا للسرقة.
هي الثابت الوحيد في المشهد، وأنا بطبعي وحفاظا على المهام البيتية والمتمثلة برمي القمامة، أقوم بتفقدها.. وفي حال تأخرت سيارات نقل القمامة أخاطب صديقاً لي في (الحركة) ويرسل السيارة على الفور..
مؤخرا اجتمعت مع بعض الجيران، لأن شكوى وردت من سائق باص المدرسة حول تموقع الحاوية، كونها تعيق عملية الالتفاف.. وقد بحثت الأمر مع حراس العمارات، ووصلنا لحل يتمثل بإزاحة الحاوية مقدار (3) أمتار.. وفعلا نجحنا في ذلك..
تخيلوا حتى الحاويات تطورت.. خضعت لعمليات مهمة منها مثلا، إلغاء الغطاء أصبحت بدون أغطية، وتم تثبيتها في الشارع، وإلغاء العجلات.. ناهيك عن قيامهم أيضا، بتطوير عملية حمل الحاوية، فقد أدخلت الأمانة شاحنات حديثة تقوم برفعها عبر زوايا حديدية مثبتة على اليمين..
اليوم أفقت في الصباح، وقررت أن أمارس المهمة بعض أدواري والمتمثلة بالتخلص من فائض القمامة، واكتشفت أن الحاوية سرقت.. من سرق حاويتنا؟ أنا لا أعرف لكني فوجئت وصدمت.. الثابت الوحيد في مشهدي الصباحي سرق ماذا تبقى لي؟
حتى الحاويات لم تسلم..!.. ويسألونني لم كل هذا الحزن في وجهك..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/10 الساعة 00:49