عن أيامنا في الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/09 الساعة 00:19
... نعم، نريد الإصلاح.. ونريد للدولة أن تتقدم، ونؤمن بأن بقاء الحال كما هو يعني التكلس، ويعني الخمول ويعني الانتحار البطيء.. نعم نريد الإصلاح، بالمقابل نقف جميعنا أمام مكتب وزير المالية، لأجل أم الصحف الأردنية جريدة الرأي.. وما من إجابات، ونخجل أن نطلب رواتبنا.. ونكتب فيها على خجل.. نعم نريد الإصلاح، لكن هل يعني ذلك أن ننقلب على الموروث، على قيم الصحافة.. محمد حسنين هيكل عاصر كل رؤساء مصر بمن فيهم السيسي، ولكن مصر لم تعتبره كلاسيكيا ولم تنظر له يوما على أنه: (..شايب ماتت أجياله).. ظل فيها الهرم الرابع، ومرجعية السياسة ومسطرتها.. الإصلاح لا يعني أبدا أن تنهار أم الصحف الأردنية، والإصلاح لا يعني أن يستبدل مقال عبدالهادي راجي أو فايز الفايز أو محمد خروب.. ببرامج الغنج الصباحي، والإصلاح لا يعني أبدا.. أن نقدم هلوسات الفيس بوك، على خبر من الطفيلة.. أو معان أو الكرك. نعم نحن نريد الإصلاح السياسي، لكن الإصلاح لا يعني أبدا.. أن نترك مكونات الضمير الأردني وأولها الرأي، لا يعني أبدا أن نغلب منطق الشركة في التعامل مع هذه المؤسسة على منطق الوجدان والقلم والحس القومي والوطني.. الإصلاح لا يعني أبدا، أن يتنصل الكل منا.. وأن نصبح في المجالس عبئا على الدولة.. بعد أن كنا نحرك الرأي العام باتجاه الدفاع عن قضايا الدولة، ونقف بالمرصاد لكل هجوم خارجي على البلد.. صرنا موضوع بحث في مجالس الحكومات، ومثار حزن.. قبل أن يولد نصف أعضاء الحكومة الحالية والسابقة واللاحقة، كانت الرأي مولود الدولة.. وكانت مشروعها، نحن لم ننتج الأزمة بل الحكومات السابقة هي التي أنتجتها.. كان يعني أن تمتلك زاوية في الرأي، كأنك امتلكت (قوشانا) في قلب الأردني.. كان الصعود إليها يحتاج لوعي ويحتاج أن تكون ملما بأسرار الحرف والقلم.. وأتذكر حين دخلت بواباتها كاتبا قبل أكثر من عشرين عاما، بلل العرق رأسي.. كنت أصغر موظف فيها وأصغر الكتاب سنا، لم أصل (الثلاثين) من العمر بعد.. اليوم صرت أدخلها على خجل من الفراق، وأحاول أن ألملم الذكريات التي عبرت.. والمعارك التي أنتجناها، والقضايا التي رفعت علينا.. والمقالات التي مررت وأثارت سخط الحكومات.. أنا لست رذاذ سيجارة احترقت بين شفاه البيروقراط.. لم أكن كذلك ولا أؤمن بأني اصبحت مع تقادم الزمن (الرجل الخردة).. لكن ما يحدث في المشهد يجعلني أؤمن أنني كذلك في عقول البعض. الإصلاح ضرورة.. لكنه لا يعني الانقلاب على الثابت، لا يعني إجهاض الحلم والمشروع.. لا يعني استبدال موروثك الوطني، وضميرك.. ووجدانك.. ولا يعني أن نتوسل بعض اللقاءات مع وزير المالية، لأجل ألا يعاقبنا في قراراته.. الرأي متعبة، والرأي تئن.. هي آخر معقل لي في الصحافة، واجزم أن ما يحدث لها.. هو مثل الأدوية التي تعطى بالخطأ لمريض.. يحتاج فقط لتشخيص دقيق.. لقد تعبنا بما يكفي، وها أنا اليوم.. ألملم أوراقي فيها.. وإذا بقي الحال كما هو.. فأنا مؤمن أن من ينظرون لنا بأننا بقايا مرحلة.. ويؤمنون بنظرية (الخردة).. قد انتصروا في نظرتهم.. Abdelhadi18@yahoo.com الرأي
  • يعني
  • وزير
  • مال
  • الأردن
  • لب
  • الطفيلة
  • معان
  • الكرك
  • مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/09 الساعة 00:19