قيادة جديدة في البنك المركزي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/09 الساعة 00:16
بتولي قيادة جديدة للبنك المركزي هو الدكتور عادل شركس خلفا للدكتور زياد فريز ليس متوقعا أن يطرأ تغيير لافت على سياسة البنك ليس لأنها فقط مرسومة بخطوط متوازنة فهي أيضا تمتعت ولا تزال بخبرة كفلت لها حصافة وباعاً طويلاً من الاتزان.
والأهم قاعدة مصرفية تقودها ادارات ذات حنكة ورصانة في اقتصاد مر في اضطرابات ذات أسباب مستوردة ومحلية، أزمة بنك انترا اللبناني وازمة بنك البتراء وكانت فاتحة لازمة اقتصادية ذهبت بالبلاد الى مخاطر جسيمة عام ٨٩.
أدار زياد فريز تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم 2008، بحنكة ويسجل له حصره لآثارها المالية والنقدية ولآثار الحروب في منطقة ملتهبة في حدودها الدنيا فبقي الوضع المالي وحالة الدينار وقيمته ومحافظته على مستواه في سعر الصرف، متينا قبل ان يداهمنا الربيع العربي بآثاره المعروفة وأخيرا أزمة كورونا.
ظل البنك المركزي وسط كل هذا يعمل بصمت دون ضجة وبالرغم ان السياسة النقدية متحركة حسب الظروف والمعطيات، إلا أن المرونة الحصيفة كانت سيدة الموقف.
هناك تابوهات معروفة يتقيد بها البنك في مقدمتها المحافظة على سعر الصرف الثابت للدينار تجاه الدولار، وهو ما خدم الاقتصاد الاردني على مدى السنوات الماضية، وثانيها تعزيز الثقة بالعملة المحلية وتثبيط الدولرة وإقناع المدخر المحلي والمستثمر العربي بأن رأسماله في الأردن ُمصان. وحماية الاحتياطي من العملات الأجنبية الذي يتعرض للضغط، وتأمينه ضد الهزات والحفاظ على استقرار القوة الشرائية للدينار واحتواء الضغوط التضخمية.
المهمة التي ينفذها البنك بنجاح هي التأكد من قوة وسلامة الجهاز المصرفي. وهو قوي، وملتزم بالشروط والمعايير المحلية والدولية.
البنك المركزي خبير ومستشار اقتصادي للحكومة ينصحها ويحذرها من المخاطر، ويؤشر بصراحة على الانحرافات، ولطالما خالف الحكومات واعترض على قراراتها.
ليس من مهمة محافظ البنك المركزي تنميق الكلام او ان ينظم الشعر, فما يعرفه فقط هو عرض رأي علمي ومهني للتحديات والمخاوف وهو لا يبشر بالثقة المدفوعة بالآمال لكنه يعرض لمؤشرات واقعية, ويبني قراراته على أسس مهنية ومؤسسية, لا يلتفت إلى الانطباعات ولا للاشاعات, ولو أن الأمر كذلك لفقد البنك صفته كمؤسسة مهنية مصرفية لا تتأثر بالضغوط عندما تحدد سياساتها. يستند إلى مكتسبات الإصلاحات الكلية والهيكلية ومدعوما بإرادة سياسية قوية ضمنت له استقلالا كان ولا يزال مهما للاقتصاد ولصموده في وجه موجات عارمة من الأزمات التي أحالته إلى خبير يستخدم أدوات السياسة النقدية المتاحة بتوازن نجح في طمأنة المتعاملين بالدينار، سواء الأفراد العاديون أو التجار والمستثمرون.
الدكتور عادل شركس ابن هذه المؤسسة خبرها وعجنته وأصبح جاهزا لقيادتها..
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/09 الساعة 00:16