الكرة العربية في تحد جديد بكأس الأمم الأفريقية

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/08 الساعة 16:38

 مدار الساعة - تواجه المنتخبات العربية تحدياً جديداً عندما تنطلق منافسات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالكاميرون غداً الأحد، في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة من باقي منتخبات القارة.

وبعدما توجت بـ12 لقباً من إجمالي 32 نسخة جرت بالبطولة، التي انطلقت نسختها الأولى بالسودان عام 1957، تطمح الكرة العربية للاحتفاظ باللقب للمرة الثانية على التوالي، حيث فازت الجزائر بالنسخة الأخيرة، التي أقيمت في مصر عام 2019، غير أن المهمة لن تكون سهلة في ظل منافسة منتخبات قوية بالبطولة، بحجم الكاميرون والسنغال وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا.
وتشهد هذه النسخة ظهوراً قياسياً للكرة العربية في أمم أفريقيا، بمشاركة 7 من أصل 9 منتخبات عربية شاركت في التصفيات المؤهلة للمسابقة، التي تقام نهائياتها في الفترة من 9 يناير (كانون الثاني) الجاري حتى 6 فبراير (شباط) المقبل. وهذا هو أكبر عدد من المنتخبات العربية يشارك في نسخة واحدة بالبطولة.
ويلاحظ أن جميع المنتخبات العربية الخمسة التي سبق لها الفوز بكأس الأمم الأفريقية، تشارك في النسخة المقبلة، مما يعزز الآمال في ارتقائها منصة التتويج من جديد.
ويأتي منتخب الجزائر، حامل اللقب، في طليعة المنتخبات العربية المرشحة للفوز بالبطولة، عطفاً على النتائج المذهلة التي حققها في الفترة الأخيرة بقياده مدربه الوطني جمال بلماضي، الذي قاد الفريق الملقب باسم "محاربو الصحراء" للفوز بالنسخة الماضية للمسابقة.
ويضم منتخب الجزائر كوكبة من النجوم المحترفين بالملاعب الأوروبية، وفي مقدمتهم رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، وإسماعيل بن ناصر، لاعب ميلان الإيطالي، وآدم وناس، لاعب نابولي الإيطالي، والمخضرم سفيان فيغولي، لاعب جالطة سراي التركي.
ويتطلع منتخب الجزائر إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي كأكثر المنتخبات تجنباً للخسارة في مباريات متتالية، والذي يحمله المنتخب الإيطالي حاليا، حيث حافظ على سجله خالياً من الهزائم في 34 لقاء على التوالي، ليبتعد بفارق 3 مباريات فقط عن معادلة رقم المنتخب الأزرق، الفائز بكأس أمم أوروبا (يورو 2020) الصيف الماضي.
وبدأت سلسلة "اللاهزيمة" للمنتخب الجزائري، الذي يشارك للمرة الـ19 في أمم أفريقيا، من نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، حينما تغلب 4-1 على منتخب توجو، لتتواصل نتائجه الإيجابية في مختلف المسابقات، والتي كان آخرها فوزه 3-0 على نظيره الغاني ودياً يوم الأربعاء الماضي، استعداداً للبطولة.
ويأمل منتخب الجزائر، الذي يتواجد بالمركز الـ29 عالمياً والثالث أفريقيا، وفقاً للتصنيف العالمي الأخير للمنتخبات، الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم الشهر الماضي، في التتويج بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه، حيث سبق له الفوز أيضاً باللقب عندما استضاف المسابقة على ملاعبه عام 1990.
ويلعب منتخب الجزائر في المجموعة الخامسة بمرحلة المجموعات للبطولة، برفقة منتخبات كوت ديفوار، المتوج باللقب عامي 1992 و2015، وغينيا الاستوائية، وسيراليون.
ويعتبر المنتخب المصري ضمن المرشحين للفوز بالبطولة، التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها، برصيد 7 ألقاب، حيث يلعب في المجموعة الرابعة برفقة منتخبات نيجيريا والسودان وغينيا بيساو.
ويعول "أحفاد الفراعنة" كثيراً على نجمه محمد صلاح، هداف فريق ليفربول الإنجليزي، الذي تواجد مؤخرا ضمن القائمة النهائية المرشحة للحصول على جائزة "ذا بيست" لأفضل لاعب في العالم لعام 2021، المقدمة من "فيفا"، برفقة الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي والهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
ويطمح صلاح، الذي يقدم أداء استثنائياً مع ليفربول هذا الموسم قاده لتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي حالياً برصيد 16 هدفاً وبفارق 6 أهداف أمام أقرب ملاحقيه، إلى مواصلة تألقه مع منتخب مصر، بعدما سبق وقاده إلى الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بعد غياب 28 عاماً، وللمباراة النهائية بأمم أفريقيا 2017 في الغابون.
ويرغب منتخب مصر، الذي يقوده المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في إعادة البسمة مجدداً على وجوه جماهيره، بعد خيبة الأمل التي لحقت بها بعد خروجه المبكر من النسخة الماضية للمسابقة، التي احتضنتها ملاعبه، بالخسارة 0-1 أمام جنوب أفريقيا بدور الـ16.
وحصل المنتخب المصري، الذي يحمل الرقم القياسي أيضاً كأكثر المنتخبات ظهوراً في تاريخ أمم أفريقيا برصيد 25 مشاركة، على قوة دفع لا بأس بها، بعدما تأهل للمرحلة النهائية للتصفيات المؤهلة لمونديال 2022.
أما المنتخب التونسي، بقيادة مدربه الوطني منذر الكبير، فيسعى لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 18 عاماً، بعدما توج بلقبه الوحيد في البطولة عندما استضافها عام 2004، حيث يلعب في المجموعة السادسة برفقة منتخبات مالي وموريتانيا وغامبيا.
وطمأن منتخب "نسور قرطاج" عشاقه قبل مشاركته في المحفل الأفريقي، بعد مردوده الإيجابي في بطولة كأس العرب، التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، وشهدت تأهله للمباراة النهائية، رغم افتقاده للعديد من نجومه البارزين في الملاعب الأوروبية، وفي مقدمتهم لاعب الوسط المخضرم وهبي الخزري.
ويرغب منتخب تونس، الذي حافظ على مقعده الدائم بكأس الأمم للنسخة الـ15 على التوالي، ليصبح صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الظهور المتتالية بالبطولة، في تحقيق إنجاز يفوق المركز الرابع الذي حصل عليه في النسخة الماضية قبل عامين ونصف العام.
ولم يواجه المنتخب التونسي، صاحب المركز الـ30 عالمياً والرابع أفريقيا، أدنى صعوبة في الصعود لنهائيات أمم أفريقيا، حيث حصد أكبر عدد من النقاط بين المنتخبات المشاركة في التصفيات، بواقع 16 نقطة من مجموعته التي ضمت غينيا الاستوائية وليبيا وتنزانيا، حيث حقق 5 انتصارات وتعادلاً وحيداً.
ويحلم منتخب المغرب بإهداء اللقب لجماهيره بعدما سبق وتوج به مرة وحيدة في عام 1976 بإثيوبيا، حيث يلعب في المجموعة الثالثة بالدور الأول، التي تضم منتخبات غانا ( 4 ألقاب للبطولة)، وجزر القمر والجابون.
ووجه المنتخب الملقب بـ"أسود الأطلس"، بقيادة مدربه البوسني وحيد خليلوزيتش، إنذاراً شديد اللهجة لمنافسيه عن قدومه بقوة للمنافسة على البطولة، خاصة بعد ظهوره الرائع في تصفيات كأس العالم.
وكان المنتخب المغربي، الذي يحتل المركز الـ28 عالمياً والثاني أفريقيا في تصنيف "فيفا"، هو الوحيد الذي بلغ المرحلة النهائية لتصفيات المونديال، بعدما حقق العلامة الكاملة في مجموعته، التي ضمت غينيا بيساو وغينيا والسودان، بفوزه في جميع لقاءاته الستة التي خاضها بالمجموعة.
ويطمع منتخب المغرب في محو الصورة الباهتة التي بدا عليها في النسخة الماضية لأمم أفريقيا، والتي شهدت خروجه مبكراً وبشكل مباغت من دور الـ16 بالخسارة أمام نظيره البنيني بركلات الترجيح.
ويفتقد المنتخب المغربي نجميه حكيم زياش ونصير مزراوي، لاعبي تشيلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي على الترتيب لـ"أسباب انضباطية" وفقا لخليلوزيتش، فيما رفض عبدالصمد الزلزولي، لاعب برشلونة الإسباني الواعد، الانضمام لقائمة الفريق حالياً، مفضلاً البقاء مع النادي الكاتالوني لتثبيت أقدامه معه.
ويبدو الأمر مغايراً بالنسبة لباقي ممثلي الكرة العربية في البطولة (السودان وموريتانيا وجزر القمر)، إذ تنحصر أهدافهم فقط في المسابقة على عبور مرحلة المجموعات.
وعانى المنتخب السوداني، الفائز بالبطولة في عام 1970، من بعض المشاكل في الفترة الأخيرة، عقب مشاركته المخيبة بكأس العرب، التي شهدت خروجه مبكراً من مرحلة المجموعات، حيث قرر اتحاد الكرة في السودان الشهر الماضي إقالة المدرب الفرنسي هوبير فيلود، الذي قاد "صقور الجديان" للصعود لأمم أفريقيا، وتولى المدرب الوطني برهان تيه القيادة الفنية خلفا له.
وحقق منتخب السودان، الذي يشارك للمرة التاسعة بأمم أفريقيا، مفاجأة من العيار الثقيل بعودته للنهائيات بعد غياب 10 أعوام، رغم صعوبة مجموعته بالتصفيات التي ضمت منتخبي نيجيريا وجنوب أفريقيا، حيث احتل المركز الثاني المؤهل للبطولة، على حساب منتخب "الأولاد"، الذي حل في الترتيب الثالث.
من جانبه، سجل منتخب موريتانيا ظهوره الثاني على التوالي في البطولة، حيث يلعب في مجموعة شبيهة للغاية بالتي كان يتواجد بها في النسخة الماضية، والتي شهدت مشاركته الأولى بالنهائيات.
ورغم افتقاده لعنصر الخبرة، حقق المنتخب الملقب بـ"المرابطون" نتائج لا بأس بها في دور المجموعات بالبطولة الماضية، حيث تعادل مع تونس وأنغولا، لكن خسارته أمام نظيره المالي، تسببت في إنهاء أحلامه بمواصلة مغامرته.
وفي المقابل، يخوض منتخب جزر القمر منافسات البطولة للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح المنتخب الـ44 الذي يشارك في تاريخ البطولة، وذلك بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات، التي ضمت منتخبات مصر وكينيا وتوغو.
وربما تقتصر أمال منتخب جزر القمر في التواجد ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست من أجل الصعود للأدوار الإقصائية، حيث يبدو منتخبا المغرب وغانا مرشحين بقوة للمركزين الأول والثاني في ترتيب مجموعته بالدور الأول.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/08 الساعة 16:38