الإسلام.. كما هو
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/03 الساعة 01:53
عجز عرب اليوم عجزا مروعا عن أقدس مهمة في الحياة ممثلة بتقديم الإسلام العظيم إلى العالم الآخر, كما هو، وتركوه ومن دون وعي «نهبا» للحركة الصهيونية وأعوانها وعملائها لتظهره زورا وبهتانا كما لو كان دين تطرف وتخلف وإرهاب وقتل!
هذه هي الحقيقة المرة بعينها, فالإسلام الذي بدأت بذرته الأولى بكلمة «إقرأ » وبالقلم وبعلم الإنسان ما لم يعلم, صار بفعل أعدائه وأعوانهم الجاهلين من متطرفي العرب والمسلمين, دين تخلف لا يؤمن بالعلم, فيما «محمد» صلى الله عليه وسلم يقول في الحث على العلم.. أطلبوا العلم ولو في الصين, والقرآن يقول: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
الإسلام ينهى عن القتل ويقول القرآن الكريم إن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
الإسلام هو دين «لا إكراه في الدين»، والإسلام دين العدل والحق والتعاون بين البشر لإعمار الأرض لا لدمارها, والإسلام دين الرحمة.. فبما رحمة من الله لنت لهم, وهو دين رقة القلوب وعطفها.. ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك, والإسلام دين المجادلة بالحسنى.. وجادلهم بالتي هي أحسن، وهو دين التشاور الديمقراطي.. وأمرهم شورى بينهم, ويضيف.. وشاورهم في الأمر.
الإسلام لا «قاعدي» ولا «داعشي» ولا تطرف فيه أبدا.. فإن قاتلوكم فأقتلوهم.. وإن إنتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين, والإسلام يحض على العمل المنتج خيرا.. والرسول يقول, إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها ولا يتركها، والخليفة عمر يقول, أرى الرجل فيعجبني فأسأل هل له حرفة فإن قالوا لا, سقط من عيني.
والإسلام يدعو لإجارة غير المسلم حتى يبلغ غايته, وهو يوصي الجار بالجار أيا كان دينه ومعتقده، والإسلام يكرم المرأة أيما إكرام ويصون حشمتها وكرامتها وحقوقها, والرسول يقول: لا يكرمهن إلا كريم، ويقول أيضا: تواصوا بالنساء خيرا, والإسلام يدعو إلى التواصل والتعاون بين الناس.. والقرآن يقول.. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان, والإسلام دين مساواة... لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
الإسلام يحض على العدل ومخافة الله في القول والعمل ويصون الحقوق وينهى عن النفاق وسوء الأخلاق.. أفضل الناس في رأي الإسلام أحسنهم أخلاقا, والإسلام ينزل الناس منازلهم, ولا يقدم السفيه على العالم الحكيم العاقل, والإسلام يشدد على حرمة البيوت وعلى الحرمات كافة ويؤكد على صلة الأرحام وإغاثة الملهوف والإنفاق من خير الله على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمحتاجين, والإسلام يقول إن في إبتسامتك في وجه أخيك صدقة, والإسلام شرع الزكاة التي لو طبقت حقا لما وجد على الكوكب شقي ولا محروم, والإسلام يحارب الفساد.. إن الله لا يحب المفسدين, والإسلام يمقت الكذب والزور والرياء وكل سلوك شائن..
هذا غيض من فيض كثير عظيم لا يحصى من فضائل الإسلام الذي يتعمد أعداؤه صده وتصويره لمن لم يعرفونه، على أن دين «إرهاب» ولا حول ولا قوة إلا بالله, حتى لقد صار العربي بخاصة, في نظر الكثيرين على هذا الكوكب كما لو كان «قنبلة موقوتة» قد تنفجر في أية لحظة, فيما الغزاة المحتلون سراق أرض الغير وسالبو حقوقه ومنتهكو حرماته ومقدساته, صاروا في نظر هؤلاء دولة ديمقراطية متطورة في وسط بحر إرهابي عربي!
السبب في كل هذا ليس الأعداء وحدهم، بل هم العرب أنفسهم, بعجزهم غير المبرر عن جلاء الحق والحقيقة بين البشر, فلا منظمة التعاون الإسلامي ولا الجامعة العربية ولا المرجعيات الدينية هذا إن وجدت, فعلت شيئا يذكر في بيان الحق والدفاع عن الإسلام العظيم, ووقف الجميع عاجزين متفرجين بينما دينهم يستباح زورا ومقدساتهم تدنس, وهم بذلك راضون, تاركين الأمر لكثير من الجهلة الذين يسوقون الإسلام علينا نحن أهله وحتى بأساليب بالية, فيما كذب الأعداء ينجح كل يوم في محاولات تشويه عظمة الدين وخيره العميم لسائر البشر ومخلوقات الله كافة من شجر وحجر وحيوان وجماد.
والله من أمام قصدي
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/03 الساعة 01:53