بزادوغ تكتب: الطلاق السريري

التصحر العاطفي وشح العلاقة الحميمة بين الأزواح هو بذرة "الانفصال السريري" وبمسمى آخر الطلاق العاطفي والذي تفوق نسبة الطلاق الرسمي رغم عدم وجود إحصاءات رسمية عنها بسبب حساسية الموضوع. وبات يجتاح جميع فئات المجتمع بغض النظر عن ديانتهم أو قوميتهم أو أعمارهم أوخلفياتهم الثقافية. وذلك له أسباب عدة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر: ١- انجاب الأطفال والانغماس في دور الامومة والابوة وانكار الذات ٢- التوقف عن المحاولة لاشعال الشغف بينهم عن طريق التوقف عن محاولة اثارة اعجابهم اي نقلهم الى خانة المضمون وبالتالي اهمالهم عاطفياً و/أو ذهنيا وغيره. ٣- الانشغال بالعمل و/أو الدراسة و/أو أي هواية تستحوذ على الوقت والجهد. ٤- الاكتئاب و/أو القلق و/أو الإحباط واسبابه كثيرة منها؛ الوضع الاجتماعي، الاقتصادي، المهني وغيره. ٥- الفشل في الامتاع أو الاستمتاع في العلاقة الحميمة بسبب قلة التواصل أو بسبب أمراض عضوية أو تخوف من عدم إشباع النفس أو الشريك. ٦- التوقعات الخيالية دون تواصل؛ كل إنسان يترجم حالته النفسية والعاطفية عن طريق خيال جنسي معين وان لم يتم التواصل مع الشريك حوله سيؤثر سلبا على العلاقة عاجلا ام اجلا. ٧- تأثير الصور والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي: يصبح الإنسان يرى شريكه بعين مختلفة لاتعكس الواقع؛ فمثلا جميع من على وسائل التواصل الاجتماعي أفضل أو أجمل دون عناء عكس الشريك وذلك فعلياً لا يمت للواقع بصلة. ٨- ادمان الإباحية عن طريق الانترنت ؛ ليمسي الإنسان بعيد عن الواقع ولديه عادة مؤذية لانه يتوقع من الشريك مايرى ولا يدرك ان مايرى مجرد تمثيل . ٩- ادمان تعدد العلاقات: هنا ندخل لما يسمى بالشبق في أغلب الأحيان وأحيانا أخرى تشوهات ادراكية و عادات سلوكية طائشة تؤذي النفس على المدى الطويل وتؤذي الشريك في الحال. ١٠- الضعف الجنسي بأنواعه والأسباب عديدة منها؛ ادمان الكحول و/ اوالمخدرات و/أو الحشيش و/أو أمراض عضوية و/أو غير ذلك. الحل دائماً موجود أمامنا ولكن مطلوب منا الجرأة والسرعة في اتخاذ القرار وتطبيقه وهو مراجعة مختص. ولكن أغلب الأشخاص يختارون الصمت (الخرس الزوجي/العاطفي) والذي بدوره يؤدي لطلاق سريري وبعض الأحيان لخيانة احد الشريكين وبالتالي طلاق رسمي لأغلب الحالات. وهنا تبدأ الأخطاء والتبريرات الغير واقعية فبدلاً من تقديم تبريرات للأخطاء والضعف أمام النزوات بسبب الصمت/الخرس العاطفي كان من الأفضل أن تناقش تلك التفاصيل الدقيقة مع الشريك، ونصارحه بما يجول في خاطرنا وما قد ينتج عن ذلك في المستقبل ، و/أو مراجعة مختص للوصول إلى حل يرضي الطرفين وينقذهما من ارتكاب الأخطاء بحق بعضهما أو الوقوع في حالة العزلة / الانفصال / الطلاق السريري كما أغلب الحالات والتي تؤكدها نسب الطلاق الرسمية العالية في مجتمعاتنا العربية.