خلف وادي يكتب: التعايش الميداني. في الواجهات العسكرية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 14:23

· تعتمد بعض الدول مبادرة مفادها إلزام كافة الوزراء والأعيان والنواب ومن هم بمستواهم الوظيفي للإقامة عدة أيام بالميدان في الواجهات العسكرية ليتعايشوا ويشاهدوا على أرض الواقع الواجبات الجسام التي تقوم بها الجيوش دفاعاً عن بلادها.

· ما أجمل أن تطبق هذه المبادرة في بلدنا الذي نعيش فيه أسرةً واحدةً متماسكة لنكرس على أرض الواقع الشعارات التي نطلقها دوماً من خلف الميكروفونات وتحت عدسات الكاميرات " كلنا جنود مجنّدين لخدمة الوطن " هذا الشعار في حال تطبيق تلك المبادرة وإقامة المعنيين بالواجهة الشرقية والشمالية لعدة أيام بميادين الشرف والرجولة ما بين أبنائهم وإخوتهم بواسل الجيش العربي الرابضين على الثغور والحدود كالأسود دفاعاً عن حمى الوطن الغالي. خاصةً في هذه الظروف الاستثنائية الحساسة والأجواء المناخية القاسية ليلمس من سيتعايشون معهم هذه الجهود الجبارة ووقفات العز والفخر والكبرياء لبواسل جيشنا العربي وما قدموا من قوافل الشهداء والدماء الزكية دفاعاً عن أمن الوطن وصون منجزاته لننعم بنعمة الأمن والاستقرار ضمن منطقةٍ ملتهبةٍ وصراعاتٍ دامية من حولنا لا يعلم نتائجها ونهاياتها إلا الله.

· ولنا في هذا المجال القدوة الحسنة عندما زار المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله الجبهة العراقية – الإيرانية وأصر على المبيت ما بين الجنود في الميدان وتعايش معهم كأيّ فردٍ منهم. وكانت أسعد أيام حياته تلك الأوقات التي كان يقضيها مع رفاق السلاح. وكما هو حال جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الجيش العربي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه الذي يمضي معظم وقته ما بين رفاق السلاح في ميادين البطولة والرجولة والشرف والكبرياء.

· في حال اعتماد هذه المبادرة ستبقى تلك الذاكرة خالدةً في أذهان وعقول كافة من عايشوها من المسؤولين وستكون حافزاً لهم لترجمتها على أرض الواقع. والمبادرة فوراً للتنازل إن لم يكن عن جميع رواتبهم وإمتيازاتهم وإنما عن جزءٍ منها والعمل على ضبط الإنفاق والتخلص كلياً من الترهل الإداري في مؤسساتهم وسياسة الأبواب الموصدة واستخدام السيارات الفارهة والتبذير المفرط في النفقات سواءً من قبلهم أو قبل أفراد أسرهم وتوجيه ذلك الوفر لدعم هؤلاء البواسل الذين يجب أن ننحني أمامهم إجلالاً واحتراماً وتقديراً لجهودهم الجبارة.

· وها نحن نشاهد معظم كبار المسؤولين في الدول الأجنبية عند زيارتهم لبواسل الجيش العربي في مواقعهم بميادين الشرف والرجولة في تلك البلدان خلال مشاركتهم بقوات حفظ السلام الدولية مشيدين ومقدرين جهود هؤلاء النشامى وحرفيتهم المتميزة وانضباطهم الفريد من نوعه بكافة المواقع والمحافل الدولية.

· حفظ الله الوطن الغالي وحفظ الله قيادته الحكيمة. وتحية إجلال وإكبار وتقديرٍ وثناء لبواسل الجيش العربي والأجهزة الأمنية الساهرين على أمن واستقرار الوطن وصون منجزاته على مدار الساعة.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 14:23