محمد بن سلمان.. ثلاثيني وليا لعهد السعودية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 13:17
مدار الساعة - أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فجر اليوم الأربعاء، أمرا ملكيا بتعيين نجله الأمير محمد (32 عاما) وليا للعهد، بدلا من الأمير محمد بن نايف الذي أعفاه من منصبه.
يأتي تعيين بن سلمان، الثلاثيني، وليا للعهد بعد نحو عامين من تعيينه وليا لولي العهد، وبعد نحو عامين و5 أشهر من تعيينه وزيرا للدفاع، ليكون هو الأسرع في الترقي في هرم السلطة في المملكة من أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
كما يعد بن سلمان بهذا التعيين هو الأصغر سنا من أحفاد الملك عبد العزيز، الذي يتولى هذا المنصب، حيث لم يسبقه له من الأحفاد سوى الأمير محمد بن نايف الذي كان أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة، الذي تولى منصب ولي العهد وهو في الـ 56 من عمره.
ورغم صغر سن بن سلمان، إلا أن قرار التعيين لم يكن بالمفاجئ، قياسا لتولي بن سلمان الكثير من الملفات الداخلية والخارجية، منذ تولي والده الملك سلمان مقاليد الحكم في 23 يناير 2015.
**مولده ونشأته
ولد الأمير محمد في 31 أغسطس عام 1985، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
والدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان بن حثلين، وجده من أمه راكان بن حثلين، شيخ قبيلة العجمان.
تلقى الأمير محمد تعليمه في مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية.
وقد حصل الأمير محمد على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، حيث حاز الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية.
وبعد تخرجه في الجامعة، أسس محمد بن سلمان عددا من الشركات التجارية، وذلك قبل البدء بالعمل الحكومي، من خلال عمله مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في 2007 واستمر بها حتى أواخر 2009، حيث انتقل بعدها من هيئة الخبراء ليكون مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض، وأثناء ذلك استمر عمله مستشارا غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى مارس / آذار 2013.
كما عمل أمينا عاما لمركز الرياض للتنافسية، ومستشارا خاصا لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، كما عمل عضوا في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
عُين مستشارا ومشرفا على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لولي العهد وذلك بعيد تولي أبيه الأمير سلمان ولاية العهد، حتى صدر أمر ملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسا لديوان ولي العهد ومستشارا خاصا له بمرتبة وزير في مارس / آذار 2013.
كما صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع بالإضافة إلى عمله وذلك في يوليو / تموز 2013.
وفي أبريل / نيسان 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرا للدولة، وعضوا في مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله.
وفي سبتمبر / أيلول 2014 صدر قرار تعيينه رئيسا للجنة التنفيذية في دارة الملك عبد العزيز.
** وزير الدفاع الأصغر في العالم
جاءت النقلة البارزة للأمير محمد بن سلمان عقب تولي والده مقاليد الحكم، حيث صدر أمر ملكي في اليوم نفسه 23 يناير / كانون الأول 2015 بتعيينه وزيرا للدفاع، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يتولى منصب وزير الدفاع منذ عام 1962.
كما صدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه رئيسا للديوان الملكي ومستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين.
ويُعتقد أن الأمير محمد بن سلمان من أصغر وزراء الدفاع حاليا في العالم، وهو يعد أصغر وزير دفاع تقلد هذا المنصب بالسعودية (وهو في عمر الـ 30)، فيما سبق أن عُين الأمير سلطان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع وهو في عمر 31 عاما وظل بالمنصب لمدة نصف قرن حتى وفاته في أكتوبر / تشرين الأول 2011، وفق مراسل الأناضول.
وبعد شهرين فقط مرا على توليه وزارة الدفاع، أدار أول حرب تقودها بلاده والتي حملت عنوان "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن في 26 مارس / آذار 2015.
أيضا ترأس الأمير محمد بن سلمان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية وما في حكمها.
وكان العاهل السعودي قد أصد في 29 يناير / كانون ثاني الماضي 34 أمرا ملكيا تضمن أحدها إلغاء 12 لجنة ومجلسا أبرزها مجلس الأمن الوطني، والمجلس الاقتصادي الأعلى، وتم استبدالها بمجلسين جديدين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء، أحدهما "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية"، برئاسة بن سلمان (نجل الملك).
وقام المجلس برسم سياسات المملكة على الصعيد الدخلي ولا سيما الاقتصادية، وتولى تدشين رؤية 2030 الهادفة إلى تحقيق التنويع الاقتصادي في المملكة بدلا من الاعتماد على النفط.
**إلى هرم السلطة
بعد 3 أشهر من تولي بن سلمان وزارة الدفاع، أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا في 29 أبريل / نيسان 2015، عينه بموجبه وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وبهذه التعيينات أضحى محمد بن سلمان (الثلاثيني) يتقلد أهم مناصب في المملكة، من بينها تربعه على رأس أكبر وزارة دفاع خليجية، وترؤسه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إلى جانب تعيينه وليا لولي العهد.
وإضافة إلى نشاطه اللافت على الصعيد الداخلي في ملف رؤية المملكة 2030، أوكل له والده العديد من ملفات السياسة الخارجية، عبر تكليفه بإجراء العديد من الزيارات الخارجية، والنيابة عنه في حضور عدد من المناسبات الهامة بالخارج، الأمر الذي عزز توقعات بسرعة ترقيه في هرم السلطة.
كان آخر تلك المهام، زيارته لأمريكا في مارس / آذار الماضي، واستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، ليكون أول مسؤول سعودي وعربي رفيع يلتقي ترامب في البيت الأبيض منذ أن تولى مهام الرئاسة في 20 يناير / كانون الثاني الماضي.
** حوارات تليفزيونية
وعلى خلاف ما درج عليه قادة السعودية في هرم السلطة من عد إجراء أي حوارات أو لقاءات إعلامية، كسر بن سلمان تلك القاعدة حيث ظهر في لقاء تليفزيوني مع قناة العربية السعودية في أبريل / نيسان 2016 للحديث عن روية 2030.
كما ظهر في لقاء تليفزيوني آخر على قنوات التليفزيون السعودي في مايو / أيار الماضي.
وبدأ الأمير محمد بن سلمان يسوق لأفكاره وأطروحاته على الصعيد الشعبي، في مؤشر أيضا كان يعزز توقعات بسرعة ترقيه في هرم السلطة.
إضافة لنشاطه السياسي والاقتصادي، للأمير محمد نشاطات خيرية ومبادرات اجتماعية متعددة، حيث تأثر بعمل والده في المجال غير الربحي وأسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية "مسك الخيرية" التي يرأس مجلس إدارتها، والهادفة إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة وتشجيع الإبداع في المجتمع السعودي.
الاناضول
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 13:17