لغز بكتيريا خطيرة تعالج بمستشفيات عربية .. احدها بـ’عمان‘ ؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 09:58
مدار الساعة - نشر موقع ”لبنان 24” تقريرا حول احد انواع البكتيريا التي زعم انها انتشرت بمستشفيات عدة بدول شرق اوسطية، بين مصابين في حروب تشهدها المنطقة، ويعالجون بمستشفيات العديد من الدول العربية، واشار الى ان هذه البكتيريا كانت لغزاً مرعباً بالنسبة للجيش الأميركي العائد من غزو العراق وأفغانستان لناحية انتقالها أو طريقة القضاء عليها، ولطالما نقلت الصحف العالمية والمؤتمرات المتخصصة تحذيرات من تأثيراتها التي تهدد الأمن الصحي العالمي، وآخرها في مؤتمر طب النزاعات الأوّل في الذي استضافه “المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت”.. إنها البكتيريا المقاومة للدواء التي اقتحمت مستشفيات بعض دول منطقة الشرق الأوسط.
واجرى الموقع مقابلة مع طبيبة من داخل “مركز الحسين” الصحي في الأردن الدكتورة نغم خفجي، حول خطورة البكتيريات وكيفية مكافحتها أو الحدّ من مخاطرها. فما هي هذه البكتيريا، وأين تنتشر، وكيف تؤثر على عدد الوفيات نتيجة الحروب في الشرق الأوسط والعالم؟
“في العام 2006 بدأنا بملاحظة بعض الإصابات داخل المستشفيات لضحايا الحروب، العراقيين خاصة، كالتهابات مقاومة لأكثر المضادات الحيوية المعروفة والمتوفرة. لاحظنا وقتها أن نحو 60-70 % من جرحى الحروب الذين يعانون من كسور في العظام أو الأطراف أو الوجه أو الكفين هم على الأغلب مصابون بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وهنا بدأ التخوف من انتشار أزمة صحية خطيرة تهدد الشرق الأوسط والعالم، وقد تفاقمت عبر السنوات لنصل الى مرحلة دقيقة وحساسة جداً في العام 2017، وهي مرحلة ما قبل فقدان الأمل، إذ لم يعد يتوافر إلا مضاد حيوي واحد قادر على مكافحة “عائلة البكتيريات”!.
ما هي “عائلة البكتيريات”؟
بحسب الدكتورة خفجي، هي عبارة عن عدة بكتيريات في عائلة واحدة (Gram-negative)، تنمو في البلاد التي تعاني حروباً من خلال المواد القنابل المتفجرة و”القذرة” (التي تحتوي على مواد السيلنيوم والتنغستين والزئبق) المستخدمة في ساحات القتال، والمشكلة الرئيسية أن هذه البكتيريا أصبحت معتادة على كل المضادات الحيوية وبالتالي لا تتأثر بها. وتشير الدكتورة خفجي إلى نقطة خطيرة من المهم التطرق اليها، تقول: “عندنا في المركز الصحي في الاردن لدينا الوسائل والخبرات التي تخولنا معالجة معظم الحالات التي نواجهها، أما في المستشفيات الميدانية الحدودية فهي تفتقر الى اجراءات ضبط العدوى الموجودة، وبالتالي يمكن تخيل حجم الضحايا الذين يسقطون نتيجة سوء العلاج أو حتى عدمه، إذا كثيرون لا يصلون حتى الى تلك المستشفيات”.
وتشرح الطبيبة حالة المصاب في الميدان، وتقول: “هو بطبيعة الحال يحاول أن انقاذ نفسه عبر تثبيت الكسر أو وقف النزيف بأي طريقة دون أن يدرك خطورة العدوى”. هل تنتقل العدوى فقط بين المصابين أم تشمل الآخرين أيضاً؟ تؤكد من خلال تجربتها أنه منذ 10 سنوات من عملها في المركز ومتابعتها لمئات الحالات لم تصب باي أمر لأن لا جرح مفتوحاً لديها، لكن هذا لا يلغي من “أهمية اتباع اجراءات ضبط العدوى، التي تعتبر أهم وسيلة لمحاربة البكتيريا”.
وعن سبب تفاقم هذه البكتيريا، توضح خفجي، أن الخطأ يقع على عدد من الأطباء الذين قاموا باستخدام المضادات الحيوية القوية في علاج أي جرح بسيط، خاصة في البلاد التي تعاني من الحروب، وقد انعكس الأمر سلباً فباتت البكتيريا أكثر مقاومةً”.
ومن أين يتم استيراد المضادات الحيوية لمعالجة مصابي الحروب والنزاعات؟ تجيب: “هذه مشكلة أخرى إذ إنه من الصعب الحصول على هذا المضاد تحديداً، وهو الأمل الأخير لشفاء المرضى. في الاردن مثلاً، هذه المضادات تتواجد حصراً في مركز الحسين ونقوم بتأمينها عبر شركات بريطانية توفر حصراً هذه المضادات وتوزعها في كل العالم، أما في المستشفيات الميدانية فهناك “سوق سوداء” توزع المضادات وتساهم في انتشار العدوى لقلة الخبرة في طريقة استعمالها”.
كيف يعرف الطبيب مدى تفاقم العدوى؟ تقول الطبيبة خفجي إنه “على الطبيب أن يقوم بفحص الانسجة الملتهبة ليتبين مدى تفاقم البكتيريا، وبناءً على نتيجة الفحص يتم اعطاء العلاج اللازم”.
نسبة الاصابات: احصائيات توثق حالات اليمن والعراق وسوريا
ووفق إحصاءات صادرة عن منظمات دولية، فإن نسبة المصابين في سوريا: 70% أما في العراق فتصل الى 70-80%. وفي اليمن، تنتشر البكتيريا في المستشفيات وبين الاطباء والممرضين والادوات المستخدمة لتصل النسبة الى 70-75%. أما في لبنان وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود” فإن النسبة متقاربة للجرحى اللبنانيين مع المصابين السوريين الذين تتم معالجتهم في لبنان، وهي نسبة تبلغ حوالى 65%، (علماً أن بعض الأطباء ألمحوا إلى أنّ جهاز “حزب الله” الطبي غيّر طريقة علاج عناصره الذين يصابون خلال الحرب السورية، بحسب “اندبندنت” البريطانية).
وهنا تشدد الدكتورة خفجي أن “إمكانية العلاج في ظل وجود مضاد حيوي ما زالت قائمة”. وتضيف: “إن نسبة الذين تتم معالجتهم تصل إلى نحو 90% فيما 10% من المصابين يصلون الى المركز بمرحلة متقدمة ما يستوجب إقصاء العضو الملتهب وإنقاذ حياة المصاب. وفي العام 2009، سجلنا وفاة 5% من المصابين، لكن التحدي الكبير هو أن نفقد امكانية معالجة المرضى عبر هذا المضاد الحيوي الوحيد، وعلى شركات انتاج الادوية تطوير مضادات حيوية جديدة في المستقبل”.
كيف يمكن منع هذه البكتيريا من الانتشار؟ تجيب خفجي: “الأهم اجراءات ضبط العدوى في المستشفيات واتباع الاسلوب الصحي السليم.. مثلاً وضع المريض في غرفة منعزلة، وتحليل العينات في مختبرات مجهزة بأدوات حديثة، اعطاء المضادات الحيوية لمن يحتاجها فعلاً وليس لأي اصابة عبر طلب المضاد باسم مريض بعينه وليس بكميات كبرى، وكل ذلك يحتاج مساراً تنظيمياً كتواصل مختصين بأمراض الالتهابات مع الشركة واعداد التقارير اللازمة ليتم اعطائنا المادة”.. “الأطباء في سوريا والعراق واليمن لا يطبقون هذه المسارات وهذه هي المشكلة الأكبر”، تؤكد خفجي.بحسب تقرير نشره موقع "لبنان 24".
قد تؤدي البكتيريا الناتجة عن اصابات الحروب الى الموت خلال شهر واحد اذا لم يتم إعطاء المصاب المضاد الحيوي اللازم، أما اذا وصل الالتهاب الى الدم فقد يموت خلال اسبوعين، وهو ما يضع الجرحى من المقاتلين أو المدنيين أمام خطر حقيقي في حال “فقدان الأمل”، خصوصاً في ظل استمرار تفاقم الحروب في الشرق الاوسط. “لسنا متفائلين ونتوقع الاسوأ في البلدان التي تعاني من الحروب، تختم خفجي.
واجرى الموقع مقابلة مع طبيبة من داخل “مركز الحسين” الصحي في الأردن الدكتورة نغم خفجي، حول خطورة البكتيريات وكيفية مكافحتها أو الحدّ من مخاطرها. فما هي هذه البكتيريا، وأين تنتشر، وكيف تؤثر على عدد الوفيات نتيجة الحروب في الشرق الأوسط والعالم؟
“في العام 2006 بدأنا بملاحظة بعض الإصابات داخل المستشفيات لضحايا الحروب، العراقيين خاصة، كالتهابات مقاومة لأكثر المضادات الحيوية المعروفة والمتوفرة. لاحظنا وقتها أن نحو 60-70 % من جرحى الحروب الذين يعانون من كسور في العظام أو الأطراف أو الوجه أو الكفين هم على الأغلب مصابون بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وهنا بدأ التخوف من انتشار أزمة صحية خطيرة تهدد الشرق الأوسط والعالم، وقد تفاقمت عبر السنوات لنصل الى مرحلة دقيقة وحساسة جداً في العام 2017، وهي مرحلة ما قبل فقدان الأمل، إذ لم يعد يتوافر إلا مضاد حيوي واحد قادر على مكافحة “عائلة البكتيريات”!.
ما هي “عائلة البكتيريات”؟
بحسب الدكتورة خفجي، هي عبارة عن عدة بكتيريات في عائلة واحدة (Gram-negative)، تنمو في البلاد التي تعاني حروباً من خلال المواد القنابل المتفجرة و”القذرة” (التي تحتوي على مواد السيلنيوم والتنغستين والزئبق) المستخدمة في ساحات القتال، والمشكلة الرئيسية أن هذه البكتيريا أصبحت معتادة على كل المضادات الحيوية وبالتالي لا تتأثر بها. وتشير الدكتورة خفجي إلى نقطة خطيرة من المهم التطرق اليها، تقول: “عندنا في المركز الصحي في الاردن لدينا الوسائل والخبرات التي تخولنا معالجة معظم الحالات التي نواجهها، أما في المستشفيات الميدانية الحدودية فهي تفتقر الى اجراءات ضبط العدوى الموجودة، وبالتالي يمكن تخيل حجم الضحايا الذين يسقطون نتيجة سوء العلاج أو حتى عدمه، إذا كثيرون لا يصلون حتى الى تلك المستشفيات”.
وتشرح الطبيبة حالة المصاب في الميدان، وتقول: “هو بطبيعة الحال يحاول أن انقاذ نفسه عبر تثبيت الكسر أو وقف النزيف بأي طريقة دون أن يدرك خطورة العدوى”. هل تنتقل العدوى فقط بين المصابين أم تشمل الآخرين أيضاً؟ تؤكد من خلال تجربتها أنه منذ 10 سنوات من عملها في المركز ومتابعتها لمئات الحالات لم تصب باي أمر لأن لا جرح مفتوحاً لديها، لكن هذا لا يلغي من “أهمية اتباع اجراءات ضبط العدوى، التي تعتبر أهم وسيلة لمحاربة البكتيريا”.
وعن سبب تفاقم هذه البكتيريا، توضح خفجي، أن الخطأ يقع على عدد من الأطباء الذين قاموا باستخدام المضادات الحيوية القوية في علاج أي جرح بسيط، خاصة في البلاد التي تعاني من الحروب، وقد انعكس الأمر سلباً فباتت البكتيريا أكثر مقاومةً”.
ومن أين يتم استيراد المضادات الحيوية لمعالجة مصابي الحروب والنزاعات؟ تجيب: “هذه مشكلة أخرى إذ إنه من الصعب الحصول على هذا المضاد تحديداً، وهو الأمل الأخير لشفاء المرضى. في الاردن مثلاً، هذه المضادات تتواجد حصراً في مركز الحسين ونقوم بتأمينها عبر شركات بريطانية توفر حصراً هذه المضادات وتوزعها في كل العالم، أما في المستشفيات الميدانية فهناك “سوق سوداء” توزع المضادات وتساهم في انتشار العدوى لقلة الخبرة في طريقة استعمالها”.
كيف يعرف الطبيب مدى تفاقم العدوى؟ تقول الطبيبة خفجي إنه “على الطبيب أن يقوم بفحص الانسجة الملتهبة ليتبين مدى تفاقم البكتيريا، وبناءً على نتيجة الفحص يتم اعطاء العلاج اللازم”.
نسبة الاصابات: احصائيات توثق حالات اليمن والعراق وسوريا
ووفق إحصاءات صادرة عن منظمات دولية، فإن نسبة المصابين في سوريا: 70% أما في العراق فتصل الى 70-80%. وفي اليمن، تنتشر البكتيريا في المستشفيات وبين الاطباء والممرضين والادوات المستخدمة لتصل النسبة الى 70-75%. أما في لبنان وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود” فإن النسبة متقاربة للجرحى اللبنانيين مع المصابين السوريين الذين تتم معالجتهم في لبنان، وهي نسبة تبلغ حوالى 65%، (علماً أن بعض الأطباء ألمحوا إلى أنّ جهاز “حزب الله” الطبي غيّر طريقة علاج عناصره الذين يصابون خلال الحرب السورية، بحسب “اندبندنت” البريطانية).
وهنا تشدد الدكتورة خفجي أن “إمكانية العلاج في ظل وجود مضاد حيوي ما زالت قائمة”. وتضيف: “إن نسبة الذين تتم معالجتهم تصل إلى نحو 90% فيما 10% من المصابين يصلون الى المركز بمرحلة متقدمة ما يستوجب إقصاء العضو الملتهب وإنقاذ حياة المصاب. وفي العام 2009، سجلنا وفاة 5% من المصابين، لكن التحدي الكبير هو أن نفقد امكانية معالجة المرضى عبر هذا المضاد الحيوي الوحيد، وعلى شركات انتاج الادوية تطوير مضادات حيوية جديدة في المستقبل”.
كيف يمكن منع هذه البكتيريا من الانتشار؟ تجيب خفجي: “الأهم اجراءات ضبط العدوى في المستشفيات واتباع الاسلوب الصحي السليم.. مثلاً وضع المريض في غرفة منعزلة، وتحليل العينات في مختبرات مجهزة بأدوات حديثة، اعطاء المضادات الحيوية لمن يحتاجها فعلاً وليس لأي اصابة عبر طلب المضاد باسم مريض بعينه وليس بكميات كبرى، وكل ذلك يحتاج مساراً تنظيمياً كتواصل مختصين بأمراض الالتهابات مع الشركة واعداد التقارير اللازمة ليتم اعطائنا المادة”.. “الأطباء في سوريا والعراق واليمن لا يطبقون هذه المسارات وهذه هي المشكلة الأكبر”، تؤكد خفجي.بحسب تقرير نشره موقع "لبنان 24".
قد تؤدي البكتيريا الناتجة عن اصابات الحروب الى الموت خلال شهر واحد اذا لم يتم إعطاء المصاب المضاد الحيوي اللازم، أما اذا وصل الالتهاب الى الدم فقد يموت خلال اسبوعين، وهو ما يضع الجرحى من المقاتلين أو المدنيين أمام خطر حقيقي في حال “فقدان الأمل”، خصوصاً في ظل استمرار تفاقم الحروب في الشرق الاوسط. “لسنا متفائلين ونتوقع الاسوأ في البلدان التي تعاني من الحروب، تختم خفجي.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 09:58