كم دفع المصريون لشراء أطنان من الذهب في 2021؟

 

بحسب التقرير أنفق المصريون نحو 19.2 مليار جنيه مصري (نحو 1.22 مليار دولار أمريكي)، على نحو 21.1 طن من الذهب في عام 2021، مقارنة بنحو 12 مليار جنيه مصري (763.1 مليون دولار أمريكي) على نحو 13.8 طن في عام 2020، وفقاً لما أورده موقع  Al-Monitor الأمريكي، الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

 

يُعزى هذا الارتفاع في الطلب على الذهب إلى كونه خياراً استثمارياً آمناً، في ظل خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة إلى مستوى 8.25% للادخار، ومستوى 9.25% للفائدة على القروض، علاوةً على استقرار سعر الصرف للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.

 

أشار رفيق عباسي، رئيس شعبة المشغولات الذهبية في اتحاد الصناعات المصرية، إلى العلاقة العكسية بين الذهب ومستويات الثقة الاقتصادية، فكلما تحسَّن الاقتصاد، انخفضت أسعار الذهب. 

 

أضاف عباسي: "لمَّا كانت التقديرات الخاصة بالفترة المقبلة، تشير إلى تزايد الإصابات بمتحور أوميكرون كورونا، وعودة بعض الدول إلى قرارات الإغلاق، فإن المتوقع أن يشهد الاقتصادي العالمي تراجعاً سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب، ومن ثم فإن ذلك هو الوقت المناسب لشراء الذهب قبل أن ترتفع الأسعار".

 

فسَّر عباسي ذلك بأن الذهب خيار استثماري أفضل من غيره، وأن المواطنين والبنوك والشركات "جميعهم يسعون لشراء الذهب للحفاظ على قيمة أصولهم في حالة التدهور الاقتصادي".

 

كذلك لفت عباسي إلى أنه "لطالما كان لدى المصريين نزوع للاحتفاظ الذهب"، مدفوعين إلى ذلك بضعف الدعم التأميني للصحة، وتراجع إعانات البطالة، وكذلك الخوف من تقلبات الأسعار في المستقبل.

 

يشير عباسي إلى أن المصريين يشترون الذهب للزينة والادخار، وأوضح: "أولئك الذين يشترون الذهب بغرض زيادة مدخراتهم يشترون المصوغات الذهبية المستعملة؛ لأنها لا تخضع لضريبة الذهب، وهي أرخص من المصوغات الذهبية الجديدة. ثم يبيعون ذهبهم عندما يرتفع السعر".

 

 

على النحو نفسه، قالت منال محمود، وهي مستثمرة مصرية في الذهب، لموقع Al-Monitor: "الذهب يحافظ على قيمته"، وأشارت إلى أنها تشتري الذهب متى أمكن لها ذلك، لأنها تستطيع بيعه في حالات الطوارئ. وتقول: "لقد تعلمت هذا من أمي".

 

وقالت أم أحمد، وهي ربة منزل، لموقع Al-Monitor: "دائماً ما أنتظر انخفاض سعر الذهب لشراء مشغولات ذهبية، خاصة المشغولات الذهبية المستعملة لأنها تكون أرخص سعراً. فالاستثمار في الذهب هو أفضل طريقة لادخار المال".

 

من جانبها، قالت يمن الحماقي، أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس، في تصريح للموقع الأمريكي، إن رغبة المصريين المتزايدة في شراء الذهب لها ما يبررها، و"هي ترجع إلى انخفاض أسعار الفائدة في البنوك المصرية وحالة انعدام اليقين المستمرة لدى المصريين. إذ لطالما كان هذا نمطاً اتبعه المصريون خلال العشرين عاماً الماضية في مواجهة الأزمات المالية".

 

كذلك حذرت الحماقي من أن انتشار متحور أوميكرون سيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد، و"أن ذلك سيفضي إلى تعطل سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار محلياً وعالمياً. وأولئك الذين لديهم فائض من المال سيستمرون في شراء الذهب".

 

عربي بوست