القرعان يكتب: طعة وقايمة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/20 الساعة 15:53
"طعة وقايمه" وهو مثل شعبي كان يطلق على المجالس او الاجتماعات او اللقاءات القروية او الريفية لمناقشة الامور العامة للبلدة وتحديدا اللقاءات التي كانت تخصص لمناقشة موضوع الانتخابات القروية في القرية وكان عادة ما يغلب احيانا على بعض اللقاءات الفوضى اي ارتفاع اصوات النقاش وتداخل المتحدثين وعدم اعطاء المجال لبعضهم بابداء رأيه فيكثر المقاطعون للكلام ويحاول البعض تصدر المجلس ويصبح اللقاء عبارة عن طعة أي اصوات صاخبة وقايمة يعني الناس قايمين وقاعدين اثر احتداء النقاش واختلاف وجهات النظر وعادة ما كانت تخرج بنتيجه او فائدة ويبقى الحال كما هو ، فاذا ما استفسر احد سكان البلدة لاحد الحاضرين لهذا الاجتماع ، شو صار امبارح بالاجتماع فيرد عليه صاحبنا ،والله يا خوي كانت مبارح طعه وقايمه، وهو تعبيرا عن فشل الاجتماع وعدم التوصل فيه لأي وفاق واتفاق بين المجتمعين بل وعلى العكس يخرج فيه المتخاصمين اكثر من المتفاهمين. ان طرحي حقيقة لمثل هذا المثل هو محاولة مني عكس حالة الواقع الذي نعيش وما وصل عليه حالنا الان من طعة وقايمة في كثير من الامور التي تتعلق بشأن مجتمعنا وتداوله على صفحات التواصل الاجتماعي وقد اصبحت هذه الشبكات عبارة عن مجالس بدون ضوابط وقيم وبعضها يخلو تماما من الاخلاق سيما ما يتداوله نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي على صفحاتهم من اقوال مأثورة وحكم وامثال والتاكيد عليها بآيات من الذكر الحكيم والاحاديث النبوية الشريفة دون مراعاة لتصرفات هؤلاء الاشخاص وهم اقرب بحسب نظرتي "لبياعين الكلام". ولتجدن اكثرهم معارضة وتتفيها للامور وتصغيرا لها بغض النظر عنها ان كانت ايجابية او سلبية و هم الاكثر تزلفا وبيعا للمواقف والمبادىء والعياذ بالله ، واما اذا ما كانوا على رأس قائمة المدعوين والمحسوبين لكانوا اشدهم معارضة لأي نشاط او مأدبة او سهرة او امسية او اي تظاهرة او احتفالية تقام ، وحينها يتسابقون برجمها ورشقها بالحجارة والنار وشتمها وسبها عبر صفحاتهم التي اصبحت تزخر بالكراهية وبث السموم. وهذه الصفحات لا تميز بين خير ولا شر فالميزان عندهم بحسب ما ترجح الكفة لصالحهم. أما اذ دعوا وشاركوا وجلسوا بالصدر وحازوا على جزء من الكعكة انهالوا عبر صفحاتهم بالمديح والتصفيق. ان هذه الصور المأسوية قطعت شوطا للاسف كبيرا واصبحت ظاهرة يتم تداولها على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي وحتى في الحياة العامة للمجتمع فقد اصبح افضل وسيلة للشهرة هي المعارضة على كل شيء. هذه الظواهر الاجتماعية والفيسبوكية وضعت الفرد في مكان الحيران فلم يعد هنالك صادقا بالمعنى المنصوص عليه اصطلاحا ولغويا فالجميع مكان الشك والظن. فالمرجو هنا ان يتطابق الكلام مع الفعل، فاما ان تثبت على موقفك او عدم التسابق بالانتقاد لان الفئة التي تخاطبها فئة واعية وتراقب وتشاهد وتسجل وتقيس، الكلام مع الفعل والموقف والمنشود هنا ايضا مخافة الله في اطلاق الاحكام والنقد وتجنب الحكم المسبق ومراعاة مواقفنا تجاه ما يحصل وبلاش مزايدات وطعطعة.
  • لب
  • يعني
  • نعي
  • قائمة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/20 الساعة 15:53