الروابدة: الأوطان لا تعيش بأكثر من هوية واحدة (صور)
مدار الساعة - مدار الساعة - رعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار افتتاح المؤتمر العام الاول الذي تنظمه جمعية اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان «أقلامنا في خدمة الوطن» ضمن سياق الاحتفالات بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، وذلك الخميس في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان.
وقالت النجار في كلمة ألقتها في الجلسة الافتتاحية إن محاور هذا المؤتمر المهم لتفتح النوافذ على رصد جميل لثقافتنا الوطنية الراسخة خلال مئوية تأسيس الدولة في مختلف محطاتها وتحولاتها، ورصد بحثي يدلل على الإنجاز والبناء المعرفي، وعلى عمق هذه الهوية التي ترسخ معاني الوفاء والوطنية وتذويب الفردانية من أجل الجميع، في نسيج من البذل والتطوير والعمران. وأضافت، أن هذا المؤتمر تجليةٌ للقضايا الفكرية التي تواجه المثقف الأردني، ولمختلف التحديات الثقافية التي نسعى جميعاً إلى تذليلها إيماناً بقدرة هذا الوطن الكبير على التجاوز والبناء على أسس رسختها القيادة الهاشمية خلال مئوية الدولة الأردنية.
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة ما انفكت تسعى إلى نشر منظومة التكامل الفكري والإبداعي عبر مختلف مشاريعها وأنشطتها التي تقام على مدار العام، في جميع المحافظات الأردنية، واضعة في مقدمة أولوياتها تحقيق بيئة أفضل للإبداع بالشراكة الحقيقية والفاعلة بين مختلف الأطراف المعنيّة بالفعل الثقافي، والتعاون المثمر مع كل الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة.
وبينت أن الوزارة وبمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية أطلقت شبكة واسعة من المؤتمرات والأنشطة والفعاليات النوعية في كل المحافظات، وأصدرت ما يقرب من 75 مخطوطاً يتعلق بتاريخ الأردن وتطوره خلال المئة عام، في شتى المجالات، ومنها ما يسلط الضوء على العديد من الشخصيات الفكرية والرموز الوطنية، كي تظل هذه المخطوطات أرشيفاً وطنياً ضخماً للأجيال القادمة، فضلاً عن منشورات مكتبة الأسرة الأردنية التي تخصصت هذا العام بتسليط الضوء على المنجز المحلي في الكتابة والبحث والإبداع.
وقال رئيس الهيئة الادارية لـ»الاتحاد» محمود رحال في المؤتمر الذي أدارت فعالياته الشاعرة أميمة يوسف، إن الاتحاد صادق في اعتماده للحرف النزيه المتسم بنقاء فصاحته وحسن بيانه لا حزبية فيه ولا التفات للون أو العرق أو الجنس أو المذهب، وبأبوابه المفتوحة دوماً لأصحاب الفكر والثقافة والأدب دونما مجاملة أو محسوبيات، وهو شَام خ برعايته لأصحاب المواهب الحقيقية ويمهد لهم الطريق ليأخذوا مكانهم في ميادين الابداع والانجاز.
واستهل أولى جلسات المؤتمر رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة في ورقة حملت عنوان «الهوية الأردنية والمواطنة عبر مئة عام»، تحدث فيها عن مفهوم الهوية الوطنية وأنها تضم جميع مكونات الوطن الذي يتمتع جميع ابنائه بحقوق متساوية بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الأصل أو الرأي، مشيراً إلى أن هذه الحقوق هي واجبات على الدولة وبمقدمتها العدالة والمساواة والحريات الشخصية وتكافؤ الفرص وضمان الحياة الكريمة، كما يترتب على المواطن في مقابل هذه الحقوق واجبات تجاه الدولة بمقدمتها الانتماء الوطني، وحماية وحدة الهوية الوطنية والدفاع عن الوطن والاعتزاز بالانتماء اليه والمشاركة في العمل العام واحترام حقوق الاخرين.
وأشار الروابدة خلال الجلسة التي أدارها نائب رئيس الهيئة الادارية للاتحاد الدكتور بكر خازر المجالي، الى أن التعددية صفة طبيعية في كل مجتمع، وقد تكون هذه التعددية في العرق أو في الدين أو في الطائفة أو المنبت أو الموقف السياسي، مشيراً إلى أن هذه تمثل هويات فرعية للمواطنين تثري العمل العام وتغني الوحدة الوطنية عندما تكون رافداً وليس بديلاً عن الهوية الوطنية لأن الأوطان لا تعيش بأكثر من هوية واحدة، وعندما لا تصبح عنواناً للولاءات السياسية أو عناوين لتقسيم المجتمع الواحد.
وأكد، أن التعبير الحقيقي عن حب الوطن، هو» الانتماء له للأرض والشعب بكل مكوناته وكل افكاره واتجاهاته ولسيادته واستقلاله»، مبيناً أن المعايير التي تكشف عن الانتماء تتمثل بتعزيز الهوية الوطنية الاردنية، والالتزام بالدستور والحفاظ على صيانة الوطن واستقلاله والاعتزاز بالوطن والحفاظ على سمعته وعدم تقديم أي هوية أخرى على الهوية الوطنية، والمشاركة، والحفاظ على الوحدة الوطنية.
كما تحدث عن مفهوم المواطنة، مؤكداً أن الأردن نشأ على قاعدة عروبية وأنه فتح قلبه وصدره لكل عربي هجره وطنه أو هاجر منه فلم يجد في هذا الوطن الا الحب والدفء.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عبدالغني حجير وحملت عنوان «الثقافة الوطنية» وتناولت مستوى الانجاز الثقافي للمؤسسات التي تعنى بالعمل الثقافي ودور القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي بتعزيز الثقافة الوطنية وقيم الولاء والانتماء، وشارك فيها مدير المركز الثقافي الملكي الدكتور سالم الدهام بورقة حملت عنوان «التحديات التي تواجه مسيرة الحياة الثقافية الأردنية» والدكتور بكر خازر المجالي بورقة حملت عنوان «دور الجيش العربي في تعزيز الثقافة الوطنية» ومدير عام المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة بورقة حملت عنوان «دور المكتبة الوطنية في المئوية الثانية للدولة» وأمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الدكتور عبدالله كنعان بورقة حملت عنوان «الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس» صاحبها عرض فيلم عن الوصاية الهاشمية، ومدير المكتبات في أمانة عمان الكبرى ثامر الشوبكي بورقة حول دور أمانة عمان في تعزيز الثقافة الوطنية.
وتناولت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور حسين الخزاعي وحملت عنوان «التحديات الثقافية..قضايا فكرية في مواجهة المثقف»، البنية التحتية الثقافية والتحديات التي تواجه مسيرة الحياة الثقافية الأردنية وجدلية الإعلام والثقافة والاستراتيجيات الثقافية، وتأثير القضية الفلسطينية على الساحة الثقافية الأردنية، وشارك فيها الدكتور عبد الناصر الحموري بورقة «تعميق البنية التحتية الثقافية» وورقة قدمها القس سامر عازار بعنوان «الأردن نموذج في العيش المشترك والوئام» والدكتور عزمي حجرات بورقة حملت عنوان «الرؤية الملكية» والدكتور محمد ابو هزيم بورقة «الثقافة والفكر والإعلام في مئوية الدولة الأردنية» وكان في الجلسة الافتتاحية سلم رحال، دروعا تكريمية للنجار والروابدة ومجموعة من الداعميين لمسيرة الثقافة والأدب في الأردن. (بترا)